طرح قرار مدرب المنتخب الوطني عبد الحق بن شيخة بشأن إبعاد الثنائي عبد القادر غزال ونذير بلحاج من التشكيلة التي ستلعب مواجهة لوكسمبورغ الودية الكثير من التساؤلات عن الأسباب الحقيقية التي دفعته بالتضحية بهما. فالمعايير التي تدفع بأي مدرب للتخلي عن أي لاعب واضحة، فإما أن تكون حالته البدنية ضعيفة بسبب غيابه عن مباريات ناديه، وإما أن يكون اللاعب غير منضبط، وإما أن لا يدخل في الحسابات التكتيكية للمدرب.
ويرتقب أن يوضح بن شيخة الأسباب التي جعلته يتخلى عن الثنائي بلحاج وغزال في ندوته الصحفية المقبلة التي سيعقدها في التاسع من هذا الشهر .
الثنائي يلعب بانتظام مع ناديهما
بن شيخة لن يتمكن من تعليل غياب الثنائي بلحاج وغزال بضعف مستواهما البدني باعتبارهما يشاركان بانتظام مع ناديهما السد القطري وباري الايطالي، بل أكثر من ذلك فإن الثنائي محل إشادة كبيرة من طرف متتبعي الكالتشيو ودوري نجوم قطر.
وإضافة إلى ذلك فإن الكل شاهد على المجهودات الجبارة التي يبذلها الثنائي في المنتخب الوطني سيما غزال الذي يصول ويجول فوق أرضية الميدان ولم يدخر يوما أي طاقة في سبيل الخضر .
سعدان شاهد على انضباطهما
وزيادة على المستوى البدني الجيد الذي يتمتع به اللاعبان، فإن الطاقم الفني السابق وفي كل التقارير التي أودعها لدى الفاف لم يتحدث يوما عن أي تجاوزات من الناحية الانضباطية مما يعني أن بلحاج وغزال من أكثر اللاعبين انضباطا وتقيدا بالنظام الداخلي للمنتخب.
ويشهد الجميع للثنائي بلحاج وغزال وفاءهما للألوان الوطنية، حيث لم نسمع يوما أن هذا الثنائي رفض التنقل إلى إفريقيا بل إنهما كانا دوما من الأوائل الذين يلتحقون بتربصات الخضر سواء تعلق الأمر بأوروبا أو الجزائر.
من التشكيلة الأساسية إلى المدرجات !
والأمر المحير الذي يدعو للتساؤل هو كيف بمدرب يعتمد على لاعبين أساسيين في مواجهة رسمية ثم ينزعهما مباشرة من قائمته تحسبا لمواجهة ودية؟
فبلحاج و غزال لعبا كأساسيين في المواجهة الأخيرة أمام إفريقيا الوسطى، ليجدا نفسيهما بعيدين عن قائمة 22 التي تستعد للتربص قبل مواجهة لوكسمبروغ وهذا أمر محير فعلا ويدعو للتساؤل .
الحجة الوحيدة أنهما لا يتلاءمان مع خطته !
ويبدو أن عبد الحق بن شيخة سيواصل اعتماده على خطته 4 - 2 - 3 - 1 التي أدت بالمنتخب الوطني لتلقي هزيمة نكراء أمام إفريقيا الوسطى، وعليه فإنه يفضل إدراج مدافع أيسر يدافع أكثر من ما يهاجم، وقد يعتمد مستقبلا على مصباح، في حين أنه يكون قد اقتنع بضعف غزال أمام المرمى .
والغريب في الأمر أن بن شيخة لم يدرج غزال كمهاجم صريح أمام إفريقيا الوسطى بل فضل أن يلعب خلف جبور وكان عليه محاسبة الأول الذي ضيع فرصتين سهلتين للتسجيل على إبعاد لاعب أشركه في منصب لم يتعود عليه من قبل.
حتى إبعاد عبدون غير منطقي
وإضافة إلى الثنائي غزال وبلحاج فإن المتتبعين والمتصلين بالشروق لم يفهموا أسباب إبعاد جمال عبدون، فبن شيخة وقبل تنقل الخضر إلى بانغي أكد مرارا بأنه معجب جدا بلاعب كفالا، وبأنه يرى فيه المنقذ الحقيقي للعقم الهجومي، لكنه غير رأيه بين عشية وضحاها ليقرر عدم استدعائه .
ورغم أن عبدون لم يكن في المستوى في لقاء إفريقيا الوسطى إلا أن بن شيخة كان قادرا على منحه فرصة أخرى في المواجهة الودية أمام لوكسمبورغ .
ونتمنى أن يكون بن شيخة قد أحسن الاختيار وأن يتمكن اللاعبون الذين وجه لهم الدعوة من تقديم أداء أحسن من الذين سرحهم لأن كرة القدم لا ترحم والمغرب ليس بالخصم السهل .