الأَرَقُ عدمُ المقدرة على النوم بشكل طبيعي. وفي الأغلب يتحدث عنه الناس من غير أهل الطب على أنه مرض بحد ذاته. إلا أن الأطباء يعرفون أن الأرق عَرَض (علامة على المرض)، يمكن أن ينتج عن علة ما من جملة عدد من العلل. فقد يتسبب الألم أو الضيق الناجم عن مرض جسدي في اضطراب النوم. وكذلك يمكن للقهوة أو المنـبِّهات الأُخرى للجهاز العصبي أن تسبب الأرق. ويمكن لبعض العقاقير أن تؤثِّر في الدماغ بطريقة تؤدي إلى عدم النوم. وكذلك يمكن أن تؤدي إلى الأرق بعض اضطرابات النوم الخطيرة مثل انقطاع التنفس.
يضاف إلى ذلك أن الأرق يمكن أن ينتج عن عوامل نفسية، وغالبًا ما يكون عائدًا بوضوح إلى مخاوف وهموم واعية، كما يحدث مثلاً حين تتسبب الأحلام المرعبة في اضطراب النوم. وكل إنسان عرضة بين حين وآخر لأرق من هذا النوع. وكذلك قد يكون الأرق عرضًا لمرض عقلي، من النوع الخفيف أو الحاد.
وربما نتج عدم النوم عن اضطراب في الروتين (أي الرَّتابة) اليومي للإنسان، الذي يشخصه ذاتيًا بأنه أرق. وبعض الناس يدَّعون أنهم غير قادرين على النوم على حين أنهم، في الواقع، ينامون فترات قصيرة دون أن يعلموا بذلك.
إن نوبات الأرق القصيرة أو العارضة ليست مؤذية. أما الهجمات الممتدة أو المتكررة فيمكن أن تنال من بعض الأجهزة والوظائف في الجسم. وتعالج حالات عديدة من الأرق باستعمال بعض الطرق التقليدية في الاسترخاء، مثل أخذ حمَّام دافىء أو تناول الحليب الساخن قبل وقت النوم. وقد تتطلب الحالات الأشد خطورة تناول مسكِّنات أو عقاقير مهدِّئة. ولكن ينبغي أن تُؤخذ هذه لفترات قصيرة فقط، حتى لا يؤدي تناولها المستمر لمدة طويلة إلى الإِدمان.