شهدت ثاني انتخابات تشريعية في أفغانستان منذ سقوط نظام حركة طالبان نهاية عام 2001، هذا السبت جملة من التفجيرات والهجمات على مراكز الاقتراع في مختلف أرجاء البلاد، مما تسبب في مقتل وإصابة عدد كبير من المواطنين وإلحاق اضرار بعدة منشآت.
ومن بين هذه الهجمات محاولة فاشلة لاغتيال حاكم ولاية قندهار جنوبي أفغانستان.
وقد تعرض مركز قيادة قوات حلف شمال الأطلسي في وسط كابول وقبل ساعات قليلة من انطلاق العملية الانتخابية إلى هجوم بصاروخ حسبما أعلن متحدث باسم حلف الأطلسي ،لكنه لم يخلف أي ضحايا و لا خسائر مادية.
وذكرت تقارير صحفية نقلا المتحدث باسم شرطة ولاية ناغارهار أن ستة صواريخ سقطت أيضا في مدينتي قندهار و جلال أباد شرق أفغانستان منها صاروخ سقط على بيت وخمسة سقطت في منطقة بها حقول في ضواحي المدينة لكنها لم تخلف أي ضحايا.
وأضاف المتحدث باسم الشرطة أن طالبان هاجمت أيضا خمسة مراكز اقتراع في ولايات بدخشان وهرات وغزني، ولم تكن المراكز قد فتحت أبوابها بعد ولم تقع إصابات.
وشهدت مناطق متفرقة من العاصمة كابل عدة حوادث قتل فيها ما لا يقل عن ثمانية مدنيين واختطف أحد المرشحين.
هذا وكانت حركة الطالبان قد هددت بتنفيذ هجمات أثناء عملية الاقتراع و استهداف قوات الأمن والعاملين في تنظيم الانتخابات حيث قامت أمس الجمعة باختطاف 19 شخصا يشاركون في العملية الانتخابية رغم ان الحكومة نشرت ما يزيد على 200 ألف فرد من قوات الأمن في مختلف أرجاء البلاد لتأمين عملية التصويت .
وحسب مصادر إعلامية إن التوتر الأمني الذي تشهده المناطق الأفغانية كان عاملا أساسيا في الحد من الإقبال على الاقتراع، في ظل قناعة الناخبين بعدم جدوى الانتخابات وتهديد طالبان بعرقلتها.
وقد أغلقت مراكز الاقتراع في أفغانستان أبوابها بعد انتهاء عملية التصويت في الانتخابات البرلمانية التى يتنافس فيها أكثر من 2.500 مرشح على 249 مقعدا.
وذكرت مصادر اعلامية بعد ظهر اليوم السبت أن الإقبال على التصويت فى هذه الانتخابات كان ضعيفا اذ لم يتعد الـ 40 بالمائة كما وردت تقارير بشأن وقوع مخالفات.
أما على المستوى الدولي فقد أعرب مندوب الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا عن قلقه من الأوضاع الأمنية ومن ثم عمليات التزوير، من خلال قوله “نعلم أن الأمن مشكلة، ولكن يجب أن نضع ذلك في سياقه ونأمل بأن لا يكون هذا اليوم سيئا، ولكن الأمن سيبقى مسألة مقلقة”.
وأضاف ذات المتحدث أن “النظام شهد تحسنا كبيرا ولكن التزوير بعد الأمن، قضية مقلقة”، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية التي يُعتقد أنها شهدت عمليات تزوير العام الماضي لتوصل حامد كرزاي إلى كرسي الرئاسة.
من جانبه اعترف البيت الأبيض أمس الجمعة بأن الانتخابات الأفغانية تجرى وسط أجواء من القلق الشديد إزاء الوضع الأمني، إلا أنه أعرب في الوقت نفسه عن ثقته بأن هذه الانتخابات سوف تتكلل بالنجاح.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس “بالتأكيد، فإن طالبان وهي أقلية عنيفة ستقوم بما في وسعها لنسف هذه الانتخابات