أقفلت مكاتب الاقتراع في الانتخابات التشريعية العراقية التي استدعي لها مشاركة حوالى 19 مليون ناخب لاختيار برلمان من 325 نائبا لمدة أربع سنوات سيغادر خلالها 95 ألف جندي أمريكي بشكل نهائي العراق بعد تسعة أعوام على الإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين.
وكان قد انتشر مئات الآلاف من عناصر الشرطة والجيش لحماية 46 ألف مكتب اقتراع في ظل تهديدات أنصار أسامة بن لادن بقتل كل من يشارك في الانتخابات حيث أعلن تنظيم القاعدة في العراق يوم الجمعة الماضي فرض “حظر التجول” الأحد في جميع أنحاء البلاد لمنع إجراء الانتخابات..
ورغم ذلك أفادت مصادر أمنية عراقية أن ما لا يقل عن 38شخصا لقوا مصرعهم وأصيب حوالي 110آخرين بجروح في سلسلة تفجيرات وسقوط صواريخ وقذائف اليوم الأحد تزامنا مع انطلاق التي تعد مصيرية بالنسبة لمستقبل البلاد.
وأضافت ذات المصادر أن “ما لايقل عن 38 قتيلا سقطوا وأصيب مائة وعشرة آخرون على اثر انهيار مبنى جراء انفجارات استهدفت مبنى سكنيا في حي أور صباح اليوم.
وكان مصدر امني أعلن في وقت سابق مقتل شخص وإصابة ستة آخرين بانفجار في مبنى سكني في حي أور، شمال شرق بغداد.
وأكدت المصادر عدم وجود أي مركز انتخابي قرب مكان التفجير مشيرة الى أن الانهيار ناجم عن استخدام مادة تي ان تي.
وفي نقطة الشرطة الرابعة وتقاطع حي العامل، أكدت المصادر مقتل أربعة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين بجروح بانهيار مبنى سكني جراء عملية تفجير مشيرة الى عدم وجود أي مركز انتخابي قرب المكان.
وفي منطقة الحرية شمال غرب بغداد أسفر سقوط صاروخ كاتيوشا عن مقتل أربعة وجرح ستة آخرين، وفقا ذات المصادر.
وفي حي الخضراء غرب بغداد، أدى انفجار عبوة ناسفة قرب إحدى المدارس الى مقتل شخصين وجرح ستة آخرين كما سقط ما لايقل عن 15 قذيفة هاون في مناطق متفرقة من بغداد وضواحيها .
مقتل من جهته أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن هذه الانفجارات لن تؤثر على عزيمة العراقيين في ممارسة حق الاقتراع.
وأضاف المالكي بعد إدلائه بصوته في المركز الانتخابي في المنطقة الخضراء ببغداد أن العراق “وصل بهذه الانتخابات إلى استكمال بناء الدولة ” نافيا أن تكون المرحلة التي ستعقب الانتخابات خطرة وقائلا “لن تكون المرحلة القادمة خطرة لأننا استفدنا من التجارب السابقة “.
وحول احتمال الطلب من الولايات المتحدة إبقاء قواتها في العراق فترة أطول قال المالكي “لماذا نطلب حتى الآن بالرغم من أننا لم نستكمل استلام الأسلحة والتجهيزات والتدريبات غير أننا نسيطر بشكل جيد على الأوضاع الأمنية”.
كما عبر عن ثقته بفوز قائمته “ائتلاف دولة القانون” في هذه الانتخابات لكنه رفض تحديد نسبة الفوز قائلا “نتمنى أن يكون المواطن هو من يقرر ذلك”.
إشادة أمريكية و أوروبية…
هنأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الأحد العراقيين على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية “تحديهم التهديدات من أجل تعزيز ديمقراطيتهم”.
وقال أوباما في بيان نقلت شبكة “إن بى سى” الأمريكية اليوم في أول رد فعل له على الانتخابات العراقية “أهنيء أبناء العراق على الإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات البرلمانية المهمة”.
وأضاف قائلا “أكن احتراما بالغا لملايين العراقيين الذين رفضوا أن تحول أعمال العنف دون ممارسة حقهم فى التصويت اليوم وهو ما يعكس أن الشعب العراقي اختار أن يشكل مستقبله بنفسه من خلال العملية الانتخابية”.
وأشاد الرئيس الأمريكي كذلك بالحكومة العراقية وقوات الأمن لتوفير الأمن فى مراكز الاقتراع فى شتى أنحاء العراق معربا عن أسفه حيال الضحايا الذين سقطوا ى أعمال العنف اليوم.
كما أشادت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون اليوم بمشاركة “عدد كبير” من العراقيين في الانتخابات التشريعية رغم الهجمات التي شهدها البلد مؤكدة أن الأمر “يستحق التقدير”.
وجاء في بيان أصدرته اشتون أن ” هذه المشاركة رغم الهجمات العنيفة التي تخللت الحملة الانتخابية و يوم الاقتراع تؤكد التزام الشعب العراقي في سبيل عراق ديمقراطي الأمر الذي يستحق تقدير الجميع”.
وقالت اشتون أن ” الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم جهود العراق من أجل إعادة إعمار البلاد و نظامها السياسي” واعدة “بشراكة على المدى الطويل”.