كشف السيد عبد الحكيم سرار رئيس نادي وفاق سطيف في حوار خص به "الشروق" عشية سفر فريقه الى تونس أنه يتحمل مسؤولية وتداعيات تغيير العارضة الفنية، كما تأسف لرحيل الناخب الوطني رابح سعدان الذي اعتبره شخصية رياضية محترمة قدمت ما عليها للكرة الجزائرية.
يسافر الفريق الى تونس في مهمة صعبة للإبقاء على فرصة التأهل الى المربع الذهبي، كيف تقرأ المهمة؟
مأمورية صعبة حقيقة للغاية، لكن ليست بالمستحيلة، وانا من مركزي متفائل كثيرا وان ورقة التأهل بين أيدي اللاعبين بعد ان وفرنا لهم كل ظروف العمل الجاد والمريح، ونملك القدرات البشرية والفنية لصنع التحدي في تونس وندافع عن كامل حظوظنا الى آخر لحظة ونخشى التحكيم فقط، وإذا لم نتأهل فإننا نملك فريقا تنافسيا كبيرا يبقى يلعب الأدوار الأولى دائما خصوصا وأننا نشارك في الطبعة القادمة لدوري رابطة ابطال افريقيا.
لكن ألا ترى ان التغيير الأخير على مستوى العارضة الفنية أثر نوعا ما على استقرار الفريق؟
أنا هو المسؤول على تنحية المدرب نور الدين زكري، قراري كان بناء على قناعة شخصية ولم أخضع لأي تأثير من اي كان، فبعد ان لمست ان الوفاق يسير نحو النفق المظلم بعد رهن حظوظه في التأهل للمربع الذهبي لدوري رابطة أبطال افريقيا، القرار اتحذته بعد إخلاء المدرب بأحد بنود العقد بجلبه نقطة من الـ9 نقاط وهو ما يبيح لي تنحيته.
وماذا عن مستحقاته المالية التي أثير بشأنها جدل كبير؟
مستحقات المدرب نور الدين زكري أقر بأنه يدين للوفاق براتب شهرين عن الموسم الماضي بالاضافة الى راتب شهر أوت فقط، وانطلاقا من تكوين السيد زكري الديني لا يمكنه تقاضي أجر عمل لم يؤده، ونظرا لتحول الفريق الى شركة لا يمكن بأي حال تبرير مصاريف بدون سند قانوني، والوفاق تحت تصرف قرار العدالة، والقانون التجاري يحتم علينا طي ملف المدرب زكري.
يعاب عليكم كثيرا انكم استبدلتم المدرب زكري بمساعده المحضر البدني؟
الاستنجاد بالمدرب الجديد الايطالي جيوفاني ساليناس قرار في محله، هذا المدرب تشفع له شهاداته العلمية الأربع الخاصة في التدريب التي يحوزها.
هذا المدرب الذي أدى خلال الموسم الماضي عملا كبيرا مع المدرب زكري نفسه وبشهادة المكلفين بملف المدربين على مستوى الرابطة والفيدرالية، بالاضافة الى معرفته الجيدة للاعبين والعلاقة الوطيدة بينهم أيضا، كلها عوامل شجعتني للاستنجاد به ويحظى بثقة كبيرة من جانب أنصار النادي وهو ما نطمح دوما إليه، أي توثيق ترابط وتواصل كبيرين بين الفريق ومحيطه. وثقتي كبيرة في هذا المدرب الذي حظي بدعم كبير من طرف جميع اعضاء الادارة والجمهور، والأيام القادمة كفيلة بالإجابة على كل التساؤلات.
شكل ملف الوفاق الخاص بالاحتراف تجاذبا اعلاميا كبيرا، لأنه جاء متأخرا جدا، وهو ما اثر على تجسيده ميدانيا؟
ان ملف الوفاق الخاص بالاحتراف هو الأقوى وطنيا من حيث رأسمال الشركة البالغ 200 مليار سنتيم، وهو رقم ضخم، وأننا نملك في سطيف نظرة خاصة انطلاقا من الموقع الاستراتيجي من حيث المحيط الديموغرافي الكبير والاقتصادي الخصب، والمشوار الرياضي للفريق الثري بالتتويجات والألقاب، يجعلنا نتميز قليلا عن باقي الأندية الجزائرية، نيتنا كبيرة في المحافظة على الطابع الجماهيري للفريق من خلال إشراك الأنصار (البعد الجماهيري)، والقانون التجاري واضح يجب تكييفه مع خصوصية النادي ويجب على المتعاملين استغلال الشركة لتحقيق تكامل وتكافل اجتماعيين حقيقيين بعيدا عن الحسابات الضيقة. من جهة أخرى قدمنا طلبا لدى الجهات المسؤولة قصد الحصول على التنازل بشأن مقري حي تليجان والفندق، ولنا أفكار كثيرة لتجسيد هياكل تسقط كل أوهام البعض وتدحر كل التاويلات.
بالعودة الى المنتخب الوطني وتعادله المفاجئ مع تنزانيا والتي عجلت برحيل المدرب سعدان، ما هي قراءتك للوضع؟
هذه هي سنة الحياة، المدرب هو دائما من يدفع فاتورة اي اخفاق، نتأسف لرابح سعدان، ومهما يكن يبقى مرجعية رياضية وكفاءة كروية تختفظ بها ذاكرة الأجيال، نتمنى له التوفيق والنجاح في حياته الخاصة والمهنية، قدم ما عليه ويستحق العرفان بالجميل ولا يجب الانصياع وراء العواطف لتشويه مساره. والحمد لله الأمور لم تحسم بعد بعد تعادل المغرب الشقيق ايضا امام فريق افريقا الوسطى. واعتقد ان الحاج محمد روراوة يملك الحلول المناسبة لتدارك الوضع. وضعية المنتخب الوطني حاليا مسؤولية الجميع، فهو بحاجة الى تجنيد كل الطاقات المادية والبشرية وتوظيف كل الخبرات والالتفاف حوله، لأنه نتاج منظومة كروية تتأثر بالتطورات الدولية وولوج الاحتراف من اجل الرقي بكرة القدم الجزائرية الى مستوى تطلعات جماهيرنا، الفريق الوطني بسلبياته وايجابياته مفخرة كل الجزائريين، ويجب إشراك وتحريك مسؤولي الأندية والمدربين للعمل أكثر للحفاظ على الوثبة وتعزيز تواجد دائم للجزائر في المحافل الكروية سواء على مستوى الأندية أو الفرق الوطنية بعيدا عن اللوم والبكاء على الأطلال.
تداول الوسط الرياضي مؤخرا سعيكم لمطالبة كل من شاوشي ولموشية لتقديم اعتذار الى الناحب الوطني ورئيس الفاف، الى ما يوحي ذلك؟
نسعى في الوفاق الى أخلقة المحيط الرياضي والبداية باللاعبين الذين يجب عليهم احترام النادي الذي ينشطون فيه والعمل على الرقي بالاتصال الى مستوى اسمى، ومنه فإننا نحاول استغلال شهر رمضان لتأكيد ان رياضيينا في مستوى تطلعات الجماهير، صحيح ان لموشية تأثر وحرم من المشاركة في اكبر منافسة عالمية، وفي لحظة غضب وانفعال أدلى بتصريحات اعتبرت خارجة عن النص، ويجب عليه كلاعب ذي أخلاق عالية ومستوى احتراف كبير ان يقدم اعتذارا للمدرب الوطني رابح سعدان بعد ان أحرجت كثيرا تصريحاته المدرب الوطني وسوف نستغل فرصة هذا الشهر العظيم لرأب الصدع بينهما وعلى وسائل الإعلام التعاطي مع مثل هذه القضايا بإيجابية، وأظن ان شاوشي كان سباقا الى تجسيد ذلك وهو مشكور.
ماهو تعليقك بشأن ضمان شبيبة القبائل مرورها الى المربع الذهبي، وبقاء الوفاق يصارع من اجل بصيص أمل ضئيل؟
شبيبة القبائل فريق له مجموعة متماسكة، ويملك لحمة كبيرة مفقودة عند الكثير من الأندية، استطاعت باقتطاعها تأشيرة التأهل الى المربع الذهبي ان تبرق رسائل عدة منها ان الجزائري قادر على تجاوز كل محنه وهمومه وتشريف ألوان بلده، بالاضافة الى رد الاعتبار الى اللاعب المحلي الذي حان الأوان ان يعود الى الواجهة وتكون له مكانته، ولن يتحقق ذلك الا بالعمل المتواصل والعقلانية بعيدا عن أي حسابات، ويجب على الجمهور الجزائري مساندة الشبيبة الى آخر لخظة، اما بالنسبة لنا في الوفاق فلنا كلمة نقولها بحول الله.
يعيش الأنصار على وقع تضارب التصريحات، خاصة المتعلقة بالشركة التجارية، ما هي رسالة سرار الى انصار الكحلة والبيضاء؟
اعتبر وقوف الأنصار الى جانب فريقهم ضرورة حتمية، من حقهم المطالبة بالنتائج الإيجابية بالنظر الى حجم الاستثمارات، الا انه في الآونة الأخيرة كشف الميدان بعض الاختلالات من خلال تنامي ظاهرة حب الأشخاص على حساب الفريق، وهو أمر غير صحي، فلا يجب الانصياع وراء أشخاص همهم استغلال النادي لتحقيق منافع ظرفية لا تخدم الفريق، فالفريق تنتظره تحديات كبيرة تتطلب تجنيد الجميع، لأننا نعيش مرحلة تحول صعبة تتطلب صبرا وحكمة وعقلانية، ووقت تسيير الفريق بالعاطفة قد ولى، اليوم الكل تحت طائلة القانون التجاري ومن يريد الربح على حساب الوفاق ان يؤسس شركة خاصة به، فالوفاق فريق ملك لجمهوره العريض ويجب ان يظل على ذلك.