قندوز للشروق: كنت متيقنا ان روراوة سينقذ الكرة الجزائرية وساندته عندما انتقده الاخرون

بعد أن هدأت العاصفة، يعود بنا القائد الأسبق للمنتخب الوطني محمود ڤندوز إلى ما حدث له على هامش نهائيات كأس إفريقيا للأمم، عندما لم ترق تصريحاته المنتقدة لسعدان ذوق الأنصار وما تبع ذلك من متاعب لحقت به، إلى درجة أنه قرر الانسحاب من برنامج صدى الملاعب الذي كان يحلل فيه مباريات الخضر في الكان.

بعد مرور شهر تقريبا على نهائيات كأس إفريقيا للأمم، ماذا يمكنك أن تقوله حول الضجة الكبيرة التي أحدثتها تصريحاتك حول المنتخب الوطني على قناة أم-بي-سي؟

صدقوني أن ما حدث لي في تلك الفترة لم يؤثر في على الإطلاق، لأن ضميري مرتاح دائما.. فمنذ اللحظة التي وافقت فيها على الاشتراك في تحليل مباريات كأس إفريقيا لبرنامج صدى الملاعب، كان علي أن أقوم بواجبي بكل موضوعية، أردت أن أمنح صورة مشرفة عن المحلل الجزائري، ولا يكون ذلك إلا بالتحلي بالمصداقية، وهو ما دفعني لأن أقول الحقيقة في كل مرة من دون تزييف أو تحريف، وهو الأمر الذي يبدو أنه لم يرق إلى البعض ممن أصبحوا اختصاصيين في كرة القدم، وهم الذين لم يلعبوها أبدا.

ألا تظن بأن انتقاداتك اللاذعة ضد رابح سعدان لم تكن في وقتها؟
أقولها وأكررها، ما دمت قد قبلت بمهمة التحليل في قناة أجنبية كان علي أن أقول كل الحقيقة وبدون مجاملة، وما قلته عن سعدان لا يعدو سوى رأي شخصي أظل متمسكا به، لأنني غير راض عنه، والدليل نتائجه في الكان، حيث بخلاف ما يريد تصويره البعض، فإن التاريخ سيظل يذكر أننا انهزمنا أمام مالاوي ومصر بنتيجتين عريضتين.. أنا لست منافقا كي أقول شيئا لست مقتنعا به، مثلما هو الأمر لبعض قدامى اللاعبين الذي راحوا يطنبون في مدح المدرب الوطني في وسائل الإعلام، في الوقت الذي يقرون في أنفسهم شيئا آخر مخالف تماما.. مبادئي لا تسمح لي بالتصرف مثلهم، لأنني ببساطة لست منافقا والجميع يعرف أنني رجل مبادئ منذ أن كنت لاعبا.

لكن موقفك جلب لك كثيرا من المتاعب، حتى أن البعض لم يتردد في تهديدك بالموت، على حد ما كان قد أعلن عنه منشط حصة صدى الملاعب؟
لا، الأمر لم يبلغ هذا الحد.. صحيح أن البعض تجاوز حدوده عندما راح يتوعدني، لكن تأكدوا أن لا أحد هددني بالموت، ولو حدث ذلك فعلا لكان الأمر خطيرا جدا.

ماذا قررت إذن الانسحاب من تلك الحصة؟
ببساطة صدمت من رد فعل البعض ممن أحسبهم من أبناء بلدي الذين يريدون أن ينفردوا بالوطنية لوحدهم فقط، لم أكن أعلم بأن قول الحقيقة عن مجرد مباراة في كرة القدم سيجعل صاحبه في رأي هؤلاء خائنا.. لماذا لم يقل حراس الوطنية شيئا عني عندما انتفضت في وجه المصريين لما حولوا مباراة في كرة القدم إلى معركة حربية لم يترددوا خلالها عن شتم شهدائنا، حينها نزعت ثياب المحلل في كل القنوات التي مررت بها، ودافعت بقوة عن بلادي.. وأكثر من ذلك، فقد ظللت أتصل بالمسؤولين في الجزائر لأطلب منهم الرد رسميا على إهانات المصريين لشهدائنا ولشعبنا.. لست بحاجة اليوم لمن يعطيني درسا في الوطنية.

في ظل الحملة الكبيرة التي طالتك خلال الكان، هل تلقيت دعم زملائك السابقين في المنتخب الوطني؟
تلقيت كثيرا من المكالمات من لاعبين سابقين ومسؤولين في الكرة الجزائرية، لكنني في الحقيقة لم أرد تضخيم الأمور.. الذين اتهموني بالخيانة يجهلون كرة القدم تماما، ولو كانوا يعرفون تاريخ محمود ڤندوز مع المنتخب الوطني لما فعلوا ذلك.

علمنا بأن رئيس الاتحادية محمد روراوة كان من بين المتصلين بك، ماذا دار بينكما من حديث؟
لعلمكم، فإن روراوة صديقي من زمان، ما يعني أن اتصاله به مؤخرا لم يكن له أية علاقة بما حدث لي في الكان، لأننا نتواصل بشكل يكاد يكون دائما.. أنا من بين الذين ساندوا روراوة في عهدته الأولى على رأس "الفاف" أي عندما كانت إخفاقات المنتخب الوطني متوالية، وعندما كان المحللون التقنيون الجدد ينتقدونه بقوة قبل أن ينقلبو اليوم ويتصدروا قائمة المطبلين له. آنذاك، كنت متيقنا بأن روراوة بإمكانه أن يقدم خدمة كبيرة للكرة الجزائرية التي كانت تمر بفترة صعبة، وأظن أنني لم أخطئ في تقديري بدليل ما يفعله الآن، ولو أنني أظل مقتنعا بأن عملا كبيرا ينتظره دائما.

ما دمت تعترف بنجاح روراوة، لماذا إذن تواصل انتقاد المنتخب الوطني؟
أنا لم أقل غير أنني غير راض على سعدان.. في تقديري، فإن المنتخب الوطني كان قادرا على القيام بمشوار أفضل في كأس إفريقيا الأخيرة.

الكثير يقول أنك اتخذت قرارا صائبا بانسحابك من برنامج صدى الملاعب خلال الكان لأن ذلك جنبك الخوض في مباراة الدور نصف النهائي أمام مصر. ما هو تعليقك؟
بما أني أكره النفاق، فصدقوني أنني كنت سأقول أن ضربة الجزاء التي منحت للمنتخب المصري شرعية، والأمر نفسه ينطبق على طرد بلحاج وشاوشي.
الصدق من أهم مبادئي التي لا يمكنني في يوم من الأيام التنازل عنها.

في الأخير، كيف تتوقع مشوار الخضر في المونديال على ضوء ما قدموه في النهائيات الإفريقية؟
لا أريد الخوض مجددا في الحديث عن المنتخب الوطني، إنه القرار الذي اتخذته منذ فترة حتى لا أمنح الفرصة لحراس الوطنية باتهامي مجددا بالخيانة