mÆÐҐЇÐy Æ ¥Ї :: [ إدآره الموقع ] ::
رقم العضوية : 2
الجنس :
نقاط التميز : 4352
عدد المساهمات : 1604 تاريخ التسجيل : 29/10/2009 العمر : 31 الموقع : في قلبها الأوسمة :
| موضوع: علاقة الغذاء بالدواء الأحد سبتمبر 05, 2010 12:03 pm | |
| الحديث عن علاقة الغذاء بالدواء، ليس طرحاً أكاديمياً محله المجلات العلمية المتخصصة، بل هو طرح عملي ذو أهمية وحساسية عالية، على مستوى التثقيف الطبي لعامة الناس. ذلك أن التبعات السلبية لتفاعل الغذاء مع الدواء شائعة جداً. وتأثيراتها واضحة على احتمالات عدم، أو تأخير، زوال البأس عن المريض. وتتضمن المعايير المعتمدة في عام 1996، للجنة المشتركة لمفوضية منظمات الرعاية الصحية في الولايات المتحدة JCAHO، الطلب من المستشفيات والعاملين فيها التأكد من أن المريض تم تثقيفه بالتفاعلات المحتملة بين الغذاء والدواء، والتعليمات الخاصة بكل دواء يتناوله. ولا تقتصر تلك التفاعلات السلبية على الأدوية المهمة، بل تطال حتى التي لا ينظر إليها البعض بالأهمية اللازمة، كحبوب الفيتامينات أو المعادن أو مضادات الحموضة أو غيرها. وصحيح أن بعض الأدوية يتحمل الطعام وإفرازات الجهاز الهضمي، إلا أن البعض الأخر منها قد يتفاعل مع ما في المعدة أو الأمعاء، ما قد يُعيق امتصاصها أو يُغير تركيبها. ولذا نجد بعضاً منها علينا تناوله على معدة خالية، بينما لا علاقة للبعض الآخر منها بالطعام أو بإفرازات الجهاز الهضمي أو بأي أدوية يتناولها المرء معها في نفس الوقت. والدواء، أياً كان، عبارة عن مركب كيميائي، يتم اكتشافه من بين المواد التي لا نتناولها عادة بتلك الكمية الموجودة في الأقراص أو الكبسولات أو الحقن أو الهيئات الأخرى للأدوية. كما أنه ذو تركيبة كيميائية حساسة، وتتأثر بالتالي فاعلية وجدوى أنواع منها، بل غالبيتها، بالحرارة أو الضوء أو الهواء أو الرطوبة. هذا بالإضافة إلى أن المطلوب منها القيام به، في الجسم، هو التأثير في نقاط دقيقة في خلايا أعضاء معينة، أو أنظمة فسيولوجية أو كيميائية محددة، أو مناطق تشابك خلايا مختلفة في نوعية عملها وانتمائها البيولوجي، وغير ذلك. وبعبارات مبسطة، دون اللجوء إلى الترجمة العلمية الحرفية للمصطلحات اللاتينية إلى العربية، فإن ثمة ما يُعرف في علم الصيدلة بـ «حركة الدواء» pharmacokinetics ، وهناك بالمقابل أيضاً ما يُعرف بـ « تأثير الدواء» pharmacodynamics. وبينما يُعنى البحث في جانب «حركة الدواء» حول معرفة «ما الذي يفعله الجسم على الدواء»، فإن البحث في جانب «تأثير الدواء» يُعنى بمعرفة «ما الذي يفعله الدواء على الجسم». وبالتركيز على جانب «حركة الدواء»، فإن ما يتفرع عنه عدة مجالات للبحث في كل دواء على حدة. وهو ما يشمل: - معدل «امتصاص» Absorption الجسم للدواء، سواءً أُعطي الدواء عبر الفم أو الجلد أو إحدى فتحات الجسم، كالأنف أو العين أو الشرج أو غيرها. - مدى وأماكن «انتشار» Distribution الدواء. - العمليات الأيضية Metabolism ، أو التمثيلية، التي يتعرض الدواء لها في أعضاء أو أنسجة معينة في الجسم. - كيفية وسبيل «إخراج» Excretion الجسم للدواء أو المركبات الناتجة عن خضوعه لعمليات الأيض. وبعيداً عن الخوض في جانب «تأثير الدواء» في الجسم، وعن جوانب الانتشار أو التمثيل الكيميائي أو الإخراج التي يتعرض لها الدواء، وبعيداً أيضاً عن العرض لكل جوانب امتصاص الجسم للدواء، فإن ما يهم الكثيرين حينما يسألون الطبيب: «هل أتناول الدواء قبل أو بعد الأكل؟» هو ما الذي يُؤثر به الجهاز الهضمي، وما فيه من طعام وإفرازات وأدوية أخرى، في تركيبة دواء معين وفي امتصاص الأمعاء له كما ينبغي، كي يصل إلى أنسجة الجسم ويُفيد في معالجة مرض ما. أي ما يشمل تأثير تفاعل الدواء مع الطعام، وتأثير الجهاز الهضمي في الدواء، وتفاعلات الدواء مع أدوية أخرى حينما تكون معاً في قنوات الجهاز الهضمي. وعلينا أيضاً تذكر جانب مهم، وهو أن ما يحتويه الطعام من عناصر غذائية لا يقتصر على تأثيره فقط في عملية الامتصاص بالأمعاء، بل يتعدى تأثير بعض من تلك العناصر الغذائية في الدواء نفسه، إلى مجموعة من العمليات الكيميائية الحيوية التي تجري في أماكن شتى من الجسم، كالكبد أو الكلى أو الدم أو الأنسجة المختلفة. وهذا التأثير للغذاء، أو غيره من العوامل، على الدواء في الأنسجة هو ما يُسمى بـمستوى «التوفر الحيوي» Bioavailability للدواء. الأصل في غالب، وليس كل، الأدوية التي تُعطى عبر الفم، أن يتم تناولها وتوصيلها إلى الأنسجة المُراد علاجها دون أن تتأثر تركيبتها الكيميائية، أي من بدء وضعها في الفم، ومرورها بكل من المعدة والأمعاء، وامتصاصها. ومن ثم مرورها بالكبد، مع الدم الذاهب من الأمعاء إلى القلب. وبعد ذلك توزيعها مع الدم الذي يضخه القلب إلى كافة أرجاء الجسم. ومعلوم أن الأدوية التي يتم تناولها عبر الفم، يتم امتصاصها بالدرجة الأولى في الأمعاء، لأنها هي المكان المتخصص في القيام بعملية امتصاص الغذاء أو غيره. إلا أن هناك حالات يتم فيها إنتاج أدوية بهيئة تُسهل امتصاصها في الفم أو المعدة. ومعلوم أيضاً أن إتمام عملية امتصاص الدواء، يتطلب أن يذوب القرص أو الكبسولة، في البيئة السائلة للمعدة والأمعاء. وهو ما يتم بفعل الماء الذي نشربه عند بلع الدواء، وبفعل الإفرازات السائلة للعاب والمعدة والأمعاء. ولذا فإن شرب الماء بوفرة مع الدواء ليس لتسهيل بلعه فحسب، بل أيضاً لتسهيل ذوبانه وامتصاصه. ويُمكن لمكونات الغذاء الارتباط مع الدواء وفق آليات فيزيائية كيميائية. وبالتالي يغدو من غير الممكن، أو الصعب، على الأمعاء امتصاص أي من الغذاء أو الدواء. وكمثال، يرتبط تيتراسيكلين، أحد المضادات الحيوية، بالكالسيوم أو بالحديد أو الماغنيسيوم أو الزنك. ما يُؤدي إلى عسر امتصاصها عبر الأمعاء. ولذا يُنصح منْ يتناول ذلك المضاد الحيوي بأن لا يتناول معه مشتقات الألبان. وحينما تصل حبة الدواء إلى المعدة، ذات البيئة السائلة، يتم بدء عملية ذوبان الدواء ضمن مزيج سائل المعدة. وتتحكم صناعتنا للدواء في آلية وسرعة ذوبان حبوبه. ومعلوم أننا كلما وفرنا للمريض دواءً يؤُخذ مرة واحدة، أو مرتين مثلاً، في اليوم، فهو أفضل، من أربع أو ست مرات، لجهة التزامه بتناول الدواء. كما أن توفير دواء يُؤخذ مرة أو مرتين في اليوم، يُؤمن المحافظة على مستوى ثابت، بشكل نسبي أفضل، للدواء في دم الإنسان. وهو ما يجعل مفعوله العلاجي يُغطي أطول فترات ممكنة من ساعات اليوم الواحد. ومن جانب ثالث، قد تكون الغاية من إبطاء عملية تحرر الدواء من عبوته، أي الحبة أو الكبسولة، هي حماية المعدة من التأثير السلبي المباشر لوجود ذلك الدواء فيها، وحماية الدواء أيضاً من التأثيرات السلبية لإفرازات المعدة فيه. ولذا نسمع عن أدوية ذات نوعيات مُطورة تُدعى «بطيئة التحرر» slow-release ، تُؤخذ مرة في اليوم مثلاً، مقارنة مع أنواع سريعة التحرر، ما يعني سرعة ارتفاع نسبتها في الدم، ولأوقات قصيرة. كما أننا نسمع عن أدوية مغلفة enteric coatings بمادة يصعب ذوبانها في المعدة، ولا تتحلل إلا حينما تصل حبة الدواء إلى الأمعاء. ولو تعمقنا قليلاً في فهم عملية امتصاص خلايا الأمعاء أو المعدة للدواء، في جانب التنافس على الامتصاص، فإن ثمة حاجزا دهنيا يحول دون سهولة وصول ما يمر في خلال الأمعاء، أو المعدة، إلى الأوعية الدموية. وما يسهل وصوله إلى الدم، عبر خلايا الأمعاء، هو المركبات الصغيرة وغير المحملة بشحنات كهربائية. ولأن بيئة المعدة ذات طابع حامضي، وبيئة الأمعاء ذات طابع قلوي، ومع الأخذ بعين الاعتبار عملية التأين Ionization ، أي التحول إلى أيونات، التي تطال بعض المركبات الكيميائية للأدوية بفعل مكونات مزيج البيئة المحيطة بها، فإن المركبات ذات الصبغة الحامضية الضعيفة يسهل امتصاصها في المعدة، أي كالأسبرين. والمركبات ذات الصبغة القلوية البسيطة يسهل امتصاصها عبر الأمعاء، مثل الكافيين. بالإضافة إلى الجهاز الهضمي وإلى التفاعلات المباشرة مع الأطعمة التي يتناولها الشخص، فإن ثمة عوامل أخرى لدى الإنسان قد تُؤثر سلباً على نوعية التفاعل بين الطعام وبين الدواء. وهي ما تشمل: [b]- العمر: وهو كلما زاد، قل مستوى نشاط عمليات الأيض أو التمثيل بالدواء، كما يقل النشاط في قدرات الجهاز الهضمي من جوانب الحركة والإفرازات والامتصاص. - وجود أمراض أخرى لدى الإنسان: مثل مرض السكري أو غيره. وهو ما يُؤدي إلى اضطرابات متنوعة في كيفية تعامل الجهاز الهضمي للجسم مع الدواء. كما أن وجود بعض الأمراض، كالتي تُصيب المفاصل بالألم، يُؤدي إلى ارتفاع احتمالات تناول المرء لأدوية متنوعة، ودون وصفة طبية، لتخفيف الألم. ما قد يُؤثر على سلامة الجهاز الهضمي إضافة إلى أجهزة أخرى في الجسم. هذا دون إغفال الإشارة إلى أن وجود عدة أمراض مزمنة في الجسم يُؤدي لا محالة إلى تناول قائمة، طويلة أو قصيرة، من الأدوية اللازمة وغير اللازمة. وهذا فوق أنه قد يُربك الجهاز الهضمي، فإنه يُربك ذهن وجسم الإنسان. - نوع الجنس: ذكر أو أنثى. وهو وإن كان بالعموم لا أثر بارزاً له، إلا أن التغيرات التي تعتري المرأة، من حيض أو حمل أو هورمونات، والاختلافات في نوعية التغذية والنشاط البدني وإبداء الشكوى من الأعراض المرضية وغيرها من الفروق، قد تُؤدي إلى اختلافات في تفاعل الجهاز الهضمي فيما بين الجنسين. - حجم الجسم ومقدار وزنه، وأيضاً كمية الشحم فيه:وهو ما يطول ويطول شرح تأثيراته على عمل الجهاز الهضمي، وكيفية ونوعية مكونات التغذية، بين ذوي الوزن الطبيعي والوزن الزائد. كما أن كمية الشحم لها تأثيرات على نسبة العديد من الهورمونات والمواد الكيميائية في الجسم. كما أن الشحم بحد ذاته يُعتبر مخزناً لتراكم بعض أنواع الأدوية ما يُثير العديد من الاضطرابات المحتملة في العلاقة بين الغذاء والجهاز الهضمي من جهة وبين الدواء من جهة مقابلة. - تناول نوعية محددة من التغذية:مثل تغذية النباتيين الذين يتجنبون الأطعمة الحيوانية المصدر، أو مُتبعي إحدى موضات الحمية الغذائية، كالعالية المحتوى من البروتينات مثل حمية «أتكن» أو غيرها. - مدى استهلاك مواد معينة: كالكحول أو المخدرات أو التدخين. | |
|