يبدو بأن مواجهة نادي الأهلي المصري مع شبيبة القبائل بملعب القاهرة أخذت حيزا أكبر من حجمها ومنحتها السلطات المصرية أكثر من حقها، وكأنها ستجمع بين المنتخبين الجزائري والمصري مجددا في لقاء فاصل ومصيري.
فمثلما زار الرئيس حسني مبارك المنتخب المصري قبل مواجهة الخضر بالقاهرة في 14 نوفمبر 2009 لتحفيزهم على تخطي الخضر بفارق أهداف يسمح لهم بالتأهل لمونديال جنوب إفريقيا 2010 .
وسبق لنجلي الرئيس المصري علاء وجمال التنقل إلى السودان رفقة منتخب بلادهم الذي واجه الخضر في اللقاء الفاصل بملعب القلعة الحمراء، وإن الأمر إلى حد الآن يبدو طبيعيا، لأن هدفهما كان تقديم دفع معنوي لرفقاء الحضري بغية التأهل مرة أخرى لكأس العالم وتحقيق حلم غاب عن مصر منذ 20 سنة، ولكن الغريب هو زيارة علاء مبارك لتدريبات نادي الأهلي المصري، حسب ما ذكر الموقع الرسمي لنادي الأهلي، بحيث حث علاء نجوم نادي القرن على تحقيق الفوز سهرة اليوم بملعب القاهرة على حساب ممثل الجزائر في رابطة الأبطال الإفريقية، علما بأنها المباراة الرابعة في دور المجموعات والأهلي يحتل المركز الثاني خلف الشبيبة وحظوظه كلها قائمة للتأهل لدور المجموعات .
وتجدر الإشارة إلى أن علاء مبارك سبق له وان تدخل عبر أحد البرامج التلفزيونية الرياضية بمصر، وساهم في إشعال نار الفتنة بتصريحات نارية ضد الشعب الجزائري .
لماذا لم يزر نادي الاسماعيلي؟
وعلى الرغم من أن مسؤولي القبائل والأهلي يدعون إلى التهدئة، إلا إن التطبيع مع المصريين وعودة العلاقات إلى سابق عهدها يبدو أنه لن يتحقق، بسبب ما يفعله ابن الرئيس المصري، الذي زار تدريبات نادي الأهلي وتشجيع اللاعبين على تخطي عقبة القبائل، ولم نعلم عنه من وسائل الإعلام المصرية بأنه زار نادي الاسماعيلي لتحفيز لاعبيه قبل مواجهة الشبيبة في أولى جولات دور المجموعات لرابطة الأبطال الإفريقية .
ويبدو أيضا بأن ملحمة أم درمان تلقي بظلالها على مواجهة اليوم بين الكناري و نادي الأهلي الذي يضم عددا معتبرا من اللاعبين الدوليين الذين تجرعوا مرارة الخسارة على يد محاربي الصحراء في 18 نوفمبر بأم درمان، وسيكون الفوز على القبائل بمثابة الثأر من الخضر، ولكنها لن تشفي غليل المصريين من عدم مشاركتهم في مونديال جنوب إفريقيا بسبب الجزائر .
مرتبط بالتصعيد بين الجزائر ومصر
سبق لنجل الرئيس المصري علاء بأن ساهم في توتر العلاقات بين الشعبين المصري والجزائري، من خلال تدخله في إحدى القنوات المصرية، عقب ملحمة أم درمان وعبر عن استيائه من إقصاء منتخب بلاده، بشتم الشعب الجزائري، وهو ما عكر الأجواء أكثر وجعل كل ما هو مصري مكروه في الجزائر والعكس صحيح .
ويعيش اليوم الشعب الجزائري بأكمله على أمل أن تمر المواجهة بسلام على بعثة شبيبة القبائل والبعثة الصحفية التي ترافق النادي منذ 25 من الشهر الجاري .
حتى الحارس يتمنى الاعتداء على الكناري
ولئن بدت كل تصريحات لاعبي الأهلي بخصوص لقاء اليوم في محلها بحيث عبر جلهم عن أمله في تحقيق الفوز على الشبيبة فقط وتعزيز حظوظ التأهل إلى الدور المقبل، إلا أن الحارس شريف إكرامي عبر عن أمله في أن تتعرض بعثة القبائل للاعتداء من قبل الجماهير المصرية عقب اللقاء في تصريح نقله موقع "ڤول" أمس الأول بحيث قال: "سنأخذ حقنا من الشبيبة فوق الميدان، وعلى جماهير الأهلي أخذ حقها خارج الملعب." وهو يدعو بتصريحه هذا إلى التصعيد و إشعال نار الفتنة مجددا.
ولا مسؤول سياسي زار الكناري قبل لقاء الذهاب
قبل لقاء الذهاب بين شبيبة القبائل والأهلي المصري بالجزائر قبل أسبوعين لم يكن لاعبو الشبيبة في حاجة إلى دعم معنوي من السلطات السياسية في البلاد لتحقيق الفوز، وبرهنوا بأنهم الأقوى فوق الميدان، وكان الجمهور سندهم الوحيد، كما أكدت السلطات الجزائرية بأن المواجهة لن تتعدى ملعب تيزي وزو وتبقى في إطارها الرياضي، ولكن لدى الجانب المصري دائما وكما جرت العادة يريدون إعطاء هذه المواجهات طابعا سياسيا يراد به تحقيق مآرب أخرى بعيدة عن قوانين وأهداف رياضة كرة القدم، والدليل هو زيارة نجل رئيس جمهورية مصر لاعبي الأهلي خلال آخر حصة لهم بملعب القاهرة أمس الأول، وشد من أزرهم قبل مواجهة أسود جرجرة، وكأنهم سيلعبون نهائي كأس رابطة الأبطال أو كأس العالم للأندية