"نملك منتخبا جيدا.. وهو أقرب إلى المونديال من المصريين"استضافت الشروق ودادية قدماء الدوليين الجزائريين يقودهم القائد السابق للخضر في مونديال 82 ورئيس الودادية، علي فرقاني، الذي كان مرفوقا باللاعبين السابقين محمد شعيب وعبد القادر حر.
وإذا كان الحديث دار حول الودادية وأهدافها، فإن ضيوف الشروق توقفوا مطولا عند المنتخب الوطني والمباراة الهامة التي تنتظره في الرابع عشر نوفمبر ضد منتخب مصر في الدور الأخير من تصفيات كأس العالم وكأس أمم إفريقيا 2010.
علي فرقاني:
لأول مرة نتنقل إلى مصر بأفضلية كبيرة ولاعبونا لن يتأثروا برغاء الفضائيات
قال على فرقاني، إن المنتخب الجزائري لديه الأفضلية على المنتخب المصري في مواجهة السبت القادم. وبرأي مهندس "الخضر" السابق، فإن التشكيلة الوطنية تتنقل لأول مرة إلى مصر بحظوظ أكبر من مضيفيها الفراعنة، خلافا لما جرت عليه العادة في السابق، سيما خلال لقاءي 1984 و1989 باعتبار أن المنتخب المصري لديه هذه المرة خيار واحد فقط هو الفوز بفارق ثلاثة أهداف زائد خيار المباراة الفاصلة. وعليه، فالضغط سيكون من جانب الفراعنة: "أتمنى أن يكون لاعبونا في قمة التركيز، خاصة عند الدقائق الأولى من المباراة، لأننا نتوقع أن يرمي المصريون بكامل ثقلهم من أجل التسجيل مبكرا، ولكن علينا أن لا نكتفي بالدفاع عن منطقتنا بل نحاول تسجيل الأهداف واستغلال الفراغات التي يتركونها من الخلف". وأضاف فرقاني: »لا يمكن لأحد أن ينكر بأنه لدينا تشكيلة متكاملة وأهم ما يميزها الانسجام الكبير بين اللاعبين، بحيث يلعب جلهم مع بعض منذ عدة سنوات".
ثلاثية البليدة لازالت تؤثر في المصريين
وتابع فرقاني قوله بأن لاعبي المنتخب الوطني لا يتابعون بعض الفضائيات المصرية التي ينهال فيها بعض أشباه الصحافيين بالسب والشتم على الشعب الجزائري وأشبال سعدان، وهو ما يجعلهم في منأى عن الحرب الكلامية التي بدأتها بعض الأبواق من مصر: "لحسن الحظ أن جل لاعبينا يعيشون في أوروبا ولا يأبهون لما يحدث في الفضائيات المصرية وأعتقد بأنهم لم ولن يتأثروا بما يقال فيها، وهمهم الوحيد هو تحقيق حلم الشعب الجزائري".
وبرّر فرقاني الحملة الإعلامية المصرية ضد المنتخب الجزائري بثلاثية الذهاب التي هزت أركان الفراعنة، بحيث لم يكن يتوقع المصريون الهزيمة بتلك النتيجة، خاصة وأنهم كانوا مرشحين للتأهل عن المجموعة الثالثة التي تضم الجزائر وزامبيا ورواندا ومصر: "والغريب في الأمر ـ يضيف المدرب الوطني الأسبق ـ أن المصريين لم يجدوا من تبرير لذلك سوى اتهام الجانب الجزائري بتسميمهم؛ اتهام يكفي لوحده للتعبير عن الحالة النفسية التي كانوا يتخبطون فيها".
خسرنا بخماسية ولم نقل شيئا
وأعطى فرقاني مثالا عن الروح الرياضية للجزائريين وتقبّلهم الهزيمة عندما خسر »الخضر" سنة 2001 بخمسة أهداف مقابل اثنين على يد المنتخب المصري في تصفيات كأس العالم ولم يجهد أحد نفسه البحث عن أي عذر على الرغم ثراء التشكيلة الجزائرية في تلك الفترة".
الغيابات لن تؤثر كثيرا على أداء الخضر
وفيما يخص الغيابات المحتلمة في صفوف المنتخب الجزائري، خاصة في الخط الخلفي، فإنها في رأي ذات المتحدث لن تؤثر كثيرا على أداء المنتخب الوطني ضد مصر: "غياب لاعب واحد لمدة قصيرة ثم يعود للمنافسة في مواجهة قوية مثلما يحدث مع بوقرة، لن يؤثر كثيرا على مستواه وبإمكانه أن يؤدي مباراة كبيرة أمام المنتخب المصري، ولكن في المواجهات التي تليها قد لا يكون في المستوى، حيث يبدأ في التأثر من قلة المنافسة، وقد يكون هناك مشكل آخر في الدفاع وهو نقص الانسجام في حال تغيير لاعب أو اثنين في المحور".
تربص إيطاليا سيفيد منتخبنا
وعن التربص الذي يجريه "الخضر" حاليا بفلورانس الإيطالية، رأى فرقاني بأن اختيار هذا المكان صائب، "على الرغم من أن درجة الحرارة أقل مما هي عليه الآن بالقاهرة، ولكن لا يمكن إيجاد مكان للتربص بنفس الظروف المناخية المتواجدة بمصر، ومع ذلك، فإنه سيسمح بالتأكيد للعناصر الوطنية بالتركيز جيدا قبل المباراة والابتعاد عن كل الضغوط".
محمد شعيب: "الدفاع نقطة ضعف المصريين"
أجمع ضيوف "فوروم الشروق"، علي فرقاني ومحمد شعيب وعبد القادر حر، على أن نقطة ضعف المنتخب المصري تكمن في خط دفاعه الذي يمتاز بثقله، وهي نقطة إيجابية تصبّ في صالح هجوم المنتخب الجزائري المطالب بهز شباك الفراعنة ولو لمرة واحدة يوم 14 نوفمبر الجاري. وقد لوحظ ذلك خلال مواجهة الذهاب بملعب تشاكر بالبليدة، أين كان أشبال سعدان يفوزون بالكرات العالية داخل منطقة عمليات المنافس، كما يقول شعيب: »مشكلة كبيرة يعاني منها المنتخب المصري في خط الدفاع لو نستغلها سنتمكن من الوصول إلى شباك الحضري، فقد تابعت المباراة الودية الأخيرة للمصريين مع منتخب تنزانيا المتواضع، حيث ركن المصريون في منطقة الضيوف، ولكنهم تركوا بعض الفراغات في الخلف، وكلما مسك مهاجمو تنزانيا الكرة يحدثون طوارئ وارتباكا كبيرا في منطقة دفاع مصر وأعتقد بأن هجومنا أقوى وبإمكانه إرباك المصريين".
الودادية جاءت لتعيد الاعتبار للدوليين
قال السيد علي فرقاني إن بعث ودادية قدماء اللاعبين الدوليين الجزائريين، جاءت لتعيد الاعتبار لمن حملوا ألوان المنتخب الوطني منذ نشأته، وتعترف لهم بالمجهود والتضحيات التي قدموها: »الودادية تهدف في المقام الأول إلى إحصاء اللاعبين الجزائريين الذين لعبوا ولو دقيقة واحدة في المنتخب، وتحديد عددهم والاقتراب منهم والوقوف إلى جنبهم إذا اقتضت الضرورة ذلك". وتعتبر ودادية قدماء اللاعبين هيئة تمثيلية لعدة أجيال من اللاعبين الدوليين ولا أدل على ذلك من تواجد كل من علي عطوي وعبد الحفيظ تاسفاوت وعلي فرقاني الذين يمثلون ثلاثة أجيال للمنتخب الوطني منذ الاستقلال. ومنذ أن انطلقت في العمل بعد تنصيب مكتبها مباشرة، عقدت الودادية عدة اجتماعات جهوية في الوسط والشرق والغرب من أجل الاتصال بنجوم الخضر السابقين.
500 لاعب دولي سابق... والرقم مرشح للارتفاع
بعد عملية جرد وإحصاء أولية، توصل مكتب الودادية إلى رقم 500 لاعب دولي جزائري حمل القميص الأخضر في مختلف جهات الوطن وأوروبا، منهم سبعون لاعبا في الوسط. وفي هذا السياق، يؤكد الرئيس علي فرقاني: »من الصعب جدا إحصاء كل اللاعبين الدوليين، لكننا حددنا بعض القواعد لانخراط أي لاعب وهي أن يكون قد شارك ولو دقيقة واحدة مع المنتخب". ومن الواضح أن ودادية قدماء الدوليين الجزائريين قد استقطبت اهتمام عدد كبير من قدماء الخضر الذين اتصلوا بمكتب الودادية وعبّروا عن تمسكهم بحقهم في الانخراط.
النشاط مستمر... في انتظار الاعتماد الرسمي
مباشرة بعد أن تقرر بعث ودادية قدماء الدوليين الجزائريين، بدأ المكتب المسير في النشاط وعملية الإحصاء التي كانت ضرورية للتأسيس القانوني للودادية التي تخضع لقانون الجمعيات. ومنذ العشرين أوت، وهو تاريخ إيداع الملف لدى وزارة الداخلية، مازالت الودادية في انتظار الاعتماد الرسمي من الوزارة المعنية. وفي هذا الصدد يؤكد عبد القادر حر: "بدأنا بالعمل منذ تنصيب المكتب المسير ولم نضيع الوقت، وأعتقد بأننا ستنحصل قريبا على الاعتماد الرسمي حتى نتمكن من مباشرة مهام أخرى مازالت بانتظارنا". وبالفعل، لم يتردد أعضاء الودادية ولم يضيعوا الوقت ولا أدل على ذلك من النشاطات التي قاموا بها في العاصمة ووهران وقسنطينة والتي خصصت لتكريم بعض اللاعبين القدامى.
ودادية واسعة التمثيل... وقوية بمصداقيتها
ويجمع ممثلو المكتب المسير للودادية على أنهم يشعرون، لأول مرة، بأنهم على رأس جمعية قوية وذات مصداقية. ويأتي هذا الاعتقاد من أن جمعيات كثيرة حاولت من قبل لمّ شمل اللاعبين لكنها فشلت كلها بسبب انعدام التنسيق. وبخصوص هذه النقطة، يرى علي فرقاني: "لأول مرة، شعرنا بأننا نمثل قدماء اللاعبين في إطار منظم وذي مصداقية، ولن أكشف سرا إذا قلت بأن قوتنا مستمدة من التمثيل الواسع لوداديتنا التي حرصنا على أن تمثل كل جهات الوطن". وما فهم من كلام ممثلي الودادية هو أنهم وجدوا كل الدعم والمساندة من رئيس الاتحادية السيد محمد روراوة.
عبد القادر حر (المدافع السابق للخضر):
"عشت نفس قصة العيفاوي عندما استدعاني خالف لتعويض قندوز"
قال عبد القادر حر، المدافع السابق للمنتخب الوطني، إنه عاش الوضعية التي يعرفها المدافع عبد القادر العيفاوي اليوم. ولما كان التاريخ يعيد نفسه دائما، فإن عبد القادر حر لم يكن ضمن المنتخب الوطني الذي سافر إلى لاغوس لخوض نهائيات كأس الأمم الإفريقية 1980، لكن المدرب خالف استدعاه في آخر لحظة لتعويض محمود قندوز المصاب: "لم أكن ضمن المنتخب الذي سافر إلى لاغوس، لكن إصابة قندوز دفعت بمحي الدين خالف إلى استدعائي في عجالة، فالتحقت بالمنتخب بسرعة ووصلت إلى لاغوس وكان "الخضر" يستعدون لخوض مباراة نصف النهائي التي جمعت منتخبنا بمصر".
وقال حر، إنه تذكر بقوة هذه الحادثة لما استدعى سعدان عبد القادر العيفاوي بعد خبر إصابة مجيد بوقرة: "لما وصلت لاغوس، كنت أعاني من إصابة على مستوى ذراعي الأيمن، وتحدث معي المدربان خالف محي ورايكوف وطلبا مني الاستعداد للمباراة النهائية وكانا متأكدين من الفوز على المصريين والصعود إلى المباراة النهائية".
وختم المدافع الأسبق للخضر قوله، بأن استدعاء أي لاعب في آخر لحظة قد يكون له الأثر الإيجابي على اللاعب نفسه: "قد يظن البعض أن استدعاء لاعب في آخر لحظة لتعويض زميل له أمر صعب، لكن الحقيقة هي أن هذه الوضعية تحفز اللاعب وتدفعه لبذل جهد إضافي، وخصوصا في المباراة الأولى التي يشارك فيها".