إذا كانت الكرة الجزائرية عامة والمنتخب الوطني على وجه الخصوص قد عاشت عصرها الذهبي بداية من نهاية السبعينيات، فإن ذلك صادف بناء ملعب الخامس جويلية (عام 1972)، والذي كان بمثابة معلما رياضيا أعطى انطلاقة جديدة للكرة الجزائرية وبالتالي للمنتخب الوطني الذي اكتشف لعب الكرة في الملاعب العصرية الكبيرة ولم يعد يخشى مواجهة المنتخبات الكبيرة على أرضها.في ملعب "5 جويلية" تمكن الخضر من إحراز أول لقب دولي لهم تمثل في الميدالية الذهبية لألعاب المتوسط التي كانت آنذاك منافسة محترمة ومعترف بها، والدليل أن الجزائر تمكنت من هزم منتخب تونس في مباراة تاريخية . ويعترف الأخصائيون في تاريخ المنتخب الوطني أن " الخضر " تمكنوا من كسر حاجز الشك والخوف بعد لقبهم الأول، وهو ما أكدته إنجازاتهم لمدة الخمسة عشرة سنة الموالية .
ماجر، بلومي وعصاد " ولدوا " في الخامس جويلية
وإذا كان رابح ماجر وعصاد وبلومي وغيرهم هم من أفضل ما عرف المنتخب الوطني من لاعبين، فإنهم بالمناسبة ظهروا وتألقوا وتفوّقوا في ملعب "5 جويلية" عام 1979، كان بحق محطة ميلاد جديد للخضر بعد مرحلة شق الصحراء التي دامت عقدين من الزمن. في ملعب "الشراقة" كما يسميه البعض، عبث ماجر بأكبر المدافعين، وأبهر بلومي كل من رآه، واستطاع صالح عصاد وآخرون استعراض مهارات نادرة، انحنى لها أكبر المدربين في العالم، وهو ما يعني بأن "الخضر" تربوا في الملعب الأولمبي، وتعلموا منه المواجهة
وتحدي كبار العالم والفوز في النهاية دون خوف ولا حسابات ومبررات واهية. والحقيقة هي أن ذكر كل المآثر التي أنجزها المنتخب الوطني في ملعب " 5جويلية" ليس بالعملية السهلة، فكم من مباراة ربحها المنتحب، وكم من أهداف سجلها وكم من فنيات أبدع فيها لاعبوه، فتعلقوا به ولم يرضوا بغيره مهما كانت الظروف .
اسألوا الريال والبايرن وجوفانتوس عن الخضر وملعبهم
منذ شهر جوان 1972 وهو تاريخ تدشين ملعب "5 جويلية" لم تتردد المنتخبات والأندية الكبيرة في زيارته لمواجهة المنتخب الوطني في مقابلات أقل ما يقال عنها أن سجلت بخط من ذهب في سجل "الخضر". سحرة البرازيل كان أول منتخب عملاق يواجه الجزائر، وتلته أندية كبيرة لعبت وأعجبت بالملعب الأولمبي. فاز المنتخب الوطني على ملعبه المفضل على باريس سان جيرمان وبوطافوغو البرازيلي وسحق فردلر بيريمي الألماني (4/0) وتغلب على بوطافوغو البرازيلي (2/0) . كما واجه "الخضر" عدة منتخبات أخرى وتحداها دون عقدة ولا خوف مثل السويد وألمانيا الشرقية وبنفيكا وبوردو .
أما أغلى ما يحتفظ به الجمهور الرياضي الذي عشق الخضر وأحب ملعب "5 جويلية" فهي تلك الانتصارات الكبيرة على عمالقة الكرة في العالم. فقد فاز الخضر على جوفانتوس الإيطالي وريال مدريد الإسباني وتحدوا مانشتر يونايتد في مباراة كبيرة انتهت بالتعادل وواجهوا بايرن ميونيخ بنجومه المعروفة .
" الخضر " كتبوا تاريخهم في " 5 جويلة " ومستحيل أن يمحيه أحد
لو سألنا اليوم نجوم المنتخب الوطني السابقين أو حاولنا استدراجهم في الحديث عن تاريخ "الخضر" فإنهم بكل تأكيد سيربطون كل ما أنجزوه بملعب "5 جويلية" حتى أن أحدهم أسر لنا ذات يوم أنه يتمنى أن يدفن على حافة الملعب الأولمبي. ولا بد من القول أن كل اللاعبين المشهورين منهم والمغمورين يعشقون ملعب "5 جويلية" بأفراح الكرة وأحزانها. والأكثر من ذلك أن نجوما عالميين أمثال لاطو ورومينيغي (بايرن ميونيخ) ريفياينو (البرازيل) هان (هولندا) بلاتني وبونييك (جوفنتس) جيراس (بوردو) وغيرهم اعترفوا بجمال ملعب "5 جويلية". ومهما يكن من أمر، فإن المنتخب الوطني تعلق بملعبه حتى لما جاءت السنين القاسية، فلم يخش أحدا، لم ترعبه لا البرازيل ولا الريال ولا البيرو ولا حتى تانزانيا، وهو ما يعني قطعا أن هذا الملعب سيبقى"قبلة" الخضر مهما كانت الحسابات والمبررات.