مهمة شائكة وصعبة للغاية تلك التي كلف بها الناخب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة من طرف رئيس الفاف إلى غاية نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012، حيث يتوجب عليه تحقيق كل آمال الجماهير الجزائرية التي رأت فيه المنقذ الحقيقي للنخبة الوطنية بعد سلسلة النتائج المتواضعة في المدة الأخيرة لا سيما مشكل عقم الخط الأمامي للخضر والذي يظل منذ مباراة كوت ديفوار بمناسبة نهائيات كأس أمم إفريقيا الماضية عاجزا على التسجيل، وكل الحلول التي جربها الشيخ رابح سعدان لم تشفع له، مما أغضب الشارع الجزائري برمته الذي بدأ يفقد مع مرور الأيام الثقة في المجموعة الحالية وراح يطالب بضخ دم جديد في المنتخب الوطني ولم لا منح الفرصة لبعض المحليين الذين برزوا مع أنديتهم في المنافسات القارية لا سيما لاعبي الشبيبة والوفاق السطايفي.
ولأن المرحلة حساسة جدا ومطالب الشعب الجزائري كبيرة ومشروعة، فإن الناخب الجديد ليس له خيارات كثيرة في هذا الظرف، خيارات ظل الجزائريون يطالبون بتحقيقها حتى يستعيدوا الثقة المفقودة في المنتخب ويستعيدوا الأمل في رؤية الخضر دائما في قمة الهرم القاري وضمن كوكبة المنتخبات العالمية التي ستكون حاضرة في مونديال البرازيل الذي انطلق عده العكسي بمجرد إسدال الستار على مونديال جنوب إفريقيا.
تأشيرة كأس أمم إفريقيا 2012 أكثر من ضرورة
والحقيقة التي لا يختلف بشأنها اثنان حاليا أن مطلب الجزائريين الأكبر يكمن في اقتطاع تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، وأولى أوليات بن شيخة هي ضمان حضور الجزائر في هذا المحفل الكروي الهام الذي يجب أن يتحول إلى تقليد أو أمر بديهي مثلما كان الحال في الثمانينيات والتسعينيات، ومن بين المستحيلات أن تغيب بلادنا في الدورة المقبلة والمسؤولية الملقاة على عاتق "الجنرال" ثقيلة والخضر ممنوعون من الخطأ مستقبلا، لأن سمعة الجزائر الكروية لم تعد تتقبل بأقل من ذلك، ولا شك أن خليفة رابح سعدان أدرى الناس بذلك، ولا شك أن رئيس الفاف قد شرح له بالتفصيل هذا المعطى الهام في المعادلة ولا داعي إذن للتحجج أو الخطأ مستقبلا، لا سيما أن درس تنزانيا ورد فعل الجماهير بملعب تشاكر يعكسان الصورة والوضعية الحقيقية للخضر.
إعادة الاعتبار للتقني الجزائري
وإذا كانت كل آمال الجزائريين معلقة على تجسيد فكرة التعاقد مع مدرب أجنبي الذي تحول مع مرور الوقت إلى مطلب جماهيري كبير من أجل إعادة الاعتبار للنخبة الجزائرية، فإن موقف المسؤولين في الاتحادية خصوصا الرئيس محمد روراوة كان معاكسا، حيث رأى أن الحل في تكريس معطى المدرب المحلي، لأنه الوحيد القادر على إعادة القطار إلى السكة وهو المحب للتحديات، فوقع الاختيار على بن شيخة، وهو واحد من الإطارات الجزائرية الجامعة بين التجربة الكروية كلاعب سابق وخريج المعاهد العليا الجزائرية في التدريب، كما يجمع أيضا التجربة الميدانية من خلال إشرافه على عديد الفرق الجزائرية والخليجية والتونسية، وحيازته عددا من الألقاب والتتويجات في الجزائر وتونس، علما وأن الرجل الأول في الفاف كان قد زكى في ذات الوقت خيار المدرب المحلي بتعيينه طواقم جزائرية مائة بالمائة على رأس بقية المنتخبات الوطنية، والكل اليوم مطالب برفع التحدي والتشمير عن السواعد عساهم يتركوا بصماتهم على مختلف المنتخبات الوطنية، ويدفعوا الجهات المسؤولة للاعتراف بكفاءة التقني الجزائري.
تكريس خيار اللاعب المحلي
من جانب آخر قالت مختلف المصادر المقربة من الناخب الوطني الجديد أن هذا الأخير يعتزم منح الثقة من جديد للاعب المحلي الذي غيب في المدة الأخيرة من طرف رابح سعدان الذي ترسخت لديه في وقت من الأوقات فكرة محدودية مستوى هذا الأخير، وها هو بن شيخة يريد رفع شعار العودة إلى اللاعب المحلي طالما أن بعض الأسماء من أمثال تجار، جابو، عسلة، فرضوا أنفسهم بقوة في فرقهم وتركوا بصماتهم في المنافسة الإفريقية، وبات من الضروري على خليفة سعدان الإلتفاتة نحوهم.
العودة إلى 5 جويلية من جديد
ومن بين أولويات الناخب الوطني الجديد قال مقربون منه العودة مجددا إلى ملعب 5 جويلية، لأن الفريق القوي في نظره قادر على التألق في أي ملعب كان ولو لعب فوق أرضية ترابية، وملعب 5 جويلية أحسن ملعب في الجزائر وضروري استقبال الخضر فيه.