وكالات - وسط الظلام الذي يلف معظم قطاع غزة، نظراً لتوقف محطة الكهرباء الرئيسية بعد نفاذ وقودها، وجد أهالي القطاع الفلسطيني، الذي يتعرض لحصار إسرائيلي شامل منذ أكثر من أربع سنوات، ضالتهم لإحياء ليالي رمضان، في "فانوس الحرية"، والذي ربما يُعد أكبر فانوس رمضاني في العالم.
وقرر صانعو الفانوس أن يطلقوا اسم "فانوس الحرية" على فانوسهم، تخليداً لذكرى تسعة متضامنين أتراك، قُتلوا نتيجة الهجوم الذي شنته وحدة "كوماندوز" تابعة للبحرية الإسرائيلية، على سفن "أسطول الحرية"، أواخر مايو/ أيار الماضي، بينما كانت في طريقها لكسر الحصار على غزة.
وتم إشعال الفانوس لأول مرة مع حلول أولى ليالي شهر رمضان، أمام مسجد "سعد بن معاذ"، الواقع في حي "الدراج" شرقي مدينة غزة، باستخدام مولد كهربائي، ووسط أجواء احتفالية، شهدت إطلاق الألعاب النارية.
ومن المتوقع أن يدخل "فانوس الحرية" موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية العالمية، حيث يبلغ طوله 5.5 متر، وعرضه 2.5 متر، وفق ما ذكر "المركز الفلسطيني للإعلام"، المقرب من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على القطاع.
وقال مؤمن حجازي، المشرف على صناعة الفانوس، إن فكرة صناعة هذا الفانوس كانت تراوده منذ فترة طويلة، لكنه تردد نتيجة قلة الإمكانيات المتوفرة، وبعد أن حصل على تشجيع كبير من الأهل والأصدقاء فكر في صناعة فانوس كبير بحجم خمسة أمتار ونصف.
وحول المعوقات التي وقفت أمام صناعته للفانوس الضخم، قال حجازي: "أكثر المعوقات كانت انقطاع الكهرباء، حيث كنا نتوقف عن العمل لساعات طويلة، وهذا أدى إلى تأخر إطلاق الفانوس، كذلك فقدان بعض المواد المستخدمة في صناعة الفانوس نتيجة الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة."
وأشار حجازي إلى أن هدفه من تدشين الفانوس الرمضاني هو "إيصال رسالة إلى العالم كله، أن الشعب الفلسطيني محب للسلام والخير، وأن فيه مبدعين لا تقف في وجههم الحدود أو السدود، حتى وإن لم تتوفر لديهم الإمكانيات."
وأعرب عن توقعاته أن يدخل فانوسه الجديد موسوعة "غينيس"، مشيراً إلى أن الفانوس الحالي الموجود في الموسوعة الدولية، يبلغ طوله حوالي 3.5 متر، أي أنه أصغر من فانوسه بنحو مترين.