تنطلق السبت مفاوضات بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان بالعاصمة الخرطوم لبحث ترتيبات ما بعد الاستفتاء على مصير الجنوب، وذلك وسط خلافات حول منطقة ابيي النفطية.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر مطلعة قولها: “ان المفاوضات تتم برعاية رئيس لجنة حكماء افريقيا ثامبو امبيكي الذي اتفق عليه الشريكان في مفاوضات باثيوبيا الشهر الماضي ليقوم بدور المسهل، وتشمل القضايا الحدود المشتركة بين الشمال والجنوب، وعائدات النفط وتوزيعها في سياق الموارد الطبيعية، والجنسية، والديون الخارجية، وأوضاع الجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب”.
وسيعد الطرفان عددا من السيناريوهات حول القضايا الحساسة ورؤية كل منهما ، فيما أوضحت مصادر أن مفاوضات اليوم تبدأ وسط خلافات حول منطقة ابيي النفطية التي تحظى بوضع خاص بموجب اتفاق السلام الشامل الذي أنهى في العام 2005 حربا أهلية دامت 21 عاما بين شمال السودان وجنوبه.
وتضم ابيي مجموعتين سكانيتين هما قبيلة دينكا نقوق المرتبطة بشعب الدينكا في جنوب السودان، وقبيلة المسيرية العربية التي تعيش على الرعي والمرتبطة بالشمال، والتي ترفض إجراء الاستفتاء.
ويقضي هذا الاتفاق بأن يجرى في يناير/كانون الثاني المقبل استفتاءان أحدهما لتقرير مصير جنوب السودان والأخر لتحديد ما إذا كانت منطقة ابيي ستلحق بولاية بحر الغزال في الجنوب أو بولاية شمال كردفان في شمال السودان.
وتهدف المفاوضات بين الشريكين الى تنوير الشعب السوداني والمجتمع الدولي عن ما توصل اليه الطرفان من اتفاقيات وتفاهمات بما يتفق واحكام قانون استفتاء جنوب السودان لعام 2009 ويعزز السلام والاستقرار في البلاد سواء ان انتهت نتائج الاستفتاء بالوحدة او الانفصال.
من ناحية أخرى، تظاهر مئات من المؤيدين لاستقلال جنوب السودان أمس في شوارع جوبا، كبرى مدن الجنوب السوداني، وتحدى المتظاهرون المطر وساروا في وسط جوبا وهم ينشدون اغاني تدعو الى استقلال جنوب السودان المنطقة الشاسعة المتخلفة اقتصاديا ولكن الغنية بالموارد الطبيعية.
وقال دانييل دينق الطالب المشارك في التجمع: “نريد التأكد من انه لن يتم تاجيل التصويت وان يتم القيام بما لا يزال يتعين فعله بشكل جيد”.
والكثير من المشاركين في التظاهرة هم من اعضاء مجموعة “الشباب من أجل الانفصال” وارتدوا قمصاناً تحمل شعارات تؤيد الانفصال.