عرض بقاعة الموقار مساء الخميس العرض الشرفي لفيلم “خارجون عن القانون ” للمخرج رشيد بوشارب وهو الفيلم الذي أثار الكثير من الجدل في فرنسا خلال الأشهر الأخيرة لارتباط موضوعه بصفحات من التاريخ الاستعماري في الجزائر
ويأتي هذا عرض هذا الفيلم بعد أن كان قد قدم في الحادي والعشرين من شهر ماي الفارط للصحافة تزامنا مع عرضه في مهرجان “كان” وقبل انطلاق العروض التجارية في فرنسا المتوقعة شهر سبتمبر المقبل .
ولعل أهم ما يتميز به فيلم رشيد بوشارب هو تناوله لموضوع الثورة الجزائرية من زاوية غير تلك التي تعود السينمائيون تناولها بحيث أنه لم يتطرق إلى الثورة في الجزائر وإنما صور لنا صدى هذا الحدث التاريخي الذي ألقى بظلاله على حركات التحرر في دول العالم الثالث في بلد المستعمر فرنسا من خلال تركيزه على ماقام به الأشقاء الثلاثة “سعيد ، مسعود، عبد القادر” من نضال ومجابهة لما أسماه الفرنسيون آنذاك بالقانون والذي لم يكن عادلا أبدا مع الجزائريين الذين دفعوا الثمن في هذا البلد الظالم أهله،وتخللت مشاهد الفيلم لقطات للأحداث والمجازر الأليمة التي عاشتها الجزائر لربط كل الأحداث بالموضوع الرئيسي وهو حقيقة الاستعمار التي لا جدل ولا اختلاف بخصوصها
يصور الفيلم الذي لعب فيه دور البطولة نخبة من الفنانين على غرار جمال دبوز، شافية بوذراع ، سمير ناصري ، راشدي زام، أحمد بن عيسى والعربي المجازر التي ارتكبتها السلطات الاستعمارية الفرنسية من خلال ثلاثة أشقاء كانوا شهود عيان عليها، قبلوا أن يشدوا الرحال إلى فرنسا من أجل العيش فيها، وكيف عايشوا اندلاع ثورة التحرير الجزائرية فوق الأراضي الفرنسية.
هم ثلاثة أشقاء تشتتوا في الجزائر بعدما استولى الاستعمار على أرض أجدادهم وقتل أباهم وشقيقاتهم واجتمعوا ثانية في فرنسا للبحث عن سبيل للعيش وللانتقام من المستعمر في عقر داره أحدهم أقام نواة لجبهة التحرير والآخر استثمر في “كاباريه” وكان يدعم من خلاله الثورة الجزائرية فيما كان الأخ الثالث منسقا لكل العمليات الفدائية ضد الفرنسيين وقد جسدت الفنانة القديرة شافية بودراع دور الأم التي تحث أبناءها على النضال والتمسك بالأرض بحيث لم يخلو الفيلم من المشاهد المؤثرة لهذه الأم الشجاعة التي تصاب في نهاية المطاف بمرض السل وتبقى طريحة الفراش فيما يواصل أبناءها مسيرتهم في مجابهة الإستعمار، وعن هذا الدور تؤكد الفنانة شافية بودراع قائلة