تحيي الجزائر على غرار دول العالم السبت، المصادف لـ 26 جوان من كل سنة، اليوم العالمي لمكافحة المخدرات في الوقت الذي يؤكد التقرير السنوي للأمم المتحدة أن هناك ما يقارب 225 مليون شخص في العالم يتعاطون أنواعا مختلفة من هذه السموم.
ويقر تقرير الأمم المتحدة بان هذا الرقم مخيف، وسط مخاوف دولية من تزايد عدد المدمنين واتساع نطاق الاتجار بها حول العالم.
و أصبحت الجزائر في السنوات الأخيرة معنية بهذه الظاهرة بعد أن استفحلت وانتشرت بطريقة لافتة للانتباه وسط الشباب الجزائري، فبعد أن كانت
في وقت سابق مجرد محطة عبور لكل أنواع المخدرات، أصبحت اليوم سوقا لاستهلاكها.
وما يزيد من خطورة الوضع هو انتشار مزارع القنب الهندي في عدد من ولايات الوطن بعضها تم اكتشافه من طرف مصالح الأمن، والأكيد أن أخرى مازالت تنتج هذه السموم.
وفي هذا السياق، اعتبر عبد المالك سايح المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، خلال افتتاحه اليوم العالمي لمكافحة المخدرات بدار الثقافة بسطيف، أن الجزائر باعتبارها منطقة عبور مرشحة لتطور واستفحال هذه الآفة لأسباب واقعية أملتها بعض الظروف منها الحدود الجزائرية مع المغرب الذي يعتبر من أكبر الدول المنتجة للقنب الهندي بنسبة 60% من الإنتاج العالمي وكذلك قيام الدول الأوروبية بغلق أبوابها أمام التهريب الغربي مع عزوف الأوروبيين عن تناول هذا النوع من المخدرات وتعويضه بالكوكايين، إلى جانب بروز منافسة افريقية في إنتاج مادة القنب الهندي، معتبرا في ذات الوقت أن السوق الجزائرية أصبحت مواتية بالنظر إلى النسبة المسجلة لدى فئة الشباب والتي وصلت إلى 85% والتي تخص فئة من 16 إلى 45 سنة•
وبالرغم من هذا تتواصل الجهود في الجزائر للحد من تفاقم هذه الظاهرة من خلال وضع برامج توعوية ومراكز لمحاربة تعاطي هذه السموم وسط فئة الشباب.
وتبقى المسؤولية على عاتق المجتمع ككل والأولياء على وجه الخصوص للتوعية بأخطار المخدرات وحماية المجتمع من هذه الآفة.
وما يثير مخاوف الأولياء على أبنائهم حسب أصداء بعض المواطنين من ولاية باتنة، هو أن يصبح أبناؤهم ضحايا الإدمان.
ويؤكد الدكتور قريبة عزيز أهمية الوقاية من هذه السموم القاتلة، وتوعية الأبناء بمخاطرها معتبرا أن الوقاية تبدأ من العائلة.