أسماءه كثيرة هذا المونديال...
المونديال الإفريقي...
المونديال الشتوي...
المونديال الأسمر...
مونديال تعثر الكبار....
والكثير الكثير من الألقاب حملها مونديال 2010 مع ما حمله من أحداث وتفاصيل وعوائق، كان أولها ما لم يكن لأحد أن يتنبأ به، ألا وهو غياب رمز دولة جنوب إفريقيا وأبوها الروحي المناضل نلسون منديلا عن حضور حفل الافتتاح بسبب وفاة حفيدته بحادث سير مروع بعد عودتها من حفل موسيقي أقيم من أجل كأس العالم.
أما آخر الألقاب المتداولة فهو "مونديال الفوفوزيلا"
والفوفوزيلا هي آلة نفخ بطول 65 سم يصدر عنها صوت أحادي النغمة وتستعمل على مدرجات كرة القدم من اجل التشجيع وإضافة أجواء الحماس على الملعب والمباراة.
الفوفوزيلا آلة محلية خاصة بجنوب أفريقيا وقد تم تعديلها مباشرة قبل مونديال 2010 وذلك للخطر الذي كانت هذه الآلة تمثله! فقوة الموجة الصوتية التي تصدرها هذه الآلة تبلغ 127 وحدة د.ب. وهي درجة تؤدي إلى فقدان السمع كليا إذا ما تم النفخ قريبا من الأذن. أما النسخة المعدلة والتي أعلن عنها بعيد انطلاقة البطولة فتبلغ حدة موجتها الصوتية 20 وحدة د.ب. وهي لا تشكل خطرا إنما... تشكل صداعا وضغطا نفسيا لكل الموجودين في المكان من لاعبين وجمهور. فهذا الصوت الرتيب يبدأ بالارتفاع قبل المباراة بساعات مع بدء توافد المتفرجين إلى المدرجات، ويبلغ ذروته مع الصفارة الأولى والتي نكاد لا نسمعها، ولا ينتهي هذا النفير حتى بعد صفارة النهاية! فيغادر الجمهور مقاعده، لا من يناقش ولا من يهلل، ولا من يتشاجر... الكل ينفخ في الفوفوزيلا! يصلون المقاهي والمطاعم والمجمعات التجارية والفوفوزيلا لا تزال على شفاههم ينفخون فيها دون كلل...
إن كان لكل كأس عالم طابعه الخاص، وذكرياته الخاصة، فمونديال افريقيا هو مونديال الفوفوزيلا، والتي سيبقى صداها معششا في جدران مباني جنوب أفريقيا وأزقة منتزهاتها...