جدد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة التزام الجزائر بالاسهام في الجهد الجماعي لمحاربة أمراض الحساسية و الأمراض التنفسية المزمنة.
و في رسالة موجهة للمؤتمر العاشر للربو و الحساسية و المناعة العيادية قرأها حبيب دواغي أكد رئيس الجمهورية أن أمراض الحساسية و الأمراض التنفسية المزمنة “تستحوذ في بلادنا المغاربية على قسط هام من مصاريف الصحة الموجهة لاقتناء الأدوية و تقف عائقا في وجه التنمية الاقتصادية”.
و بعد أن أشار إلى أن اللقاء سيخصص لمختلف المشاكل التي تطرحها محاربة أمراض الحساسية و الأمراض التنفسية المزمنة سجل الرئيس بوتفليقة أن هذه الأخيرة “تشكل أحد المسببات الرئيسية للمرض و الوفاة و تفرز طلبا ما فتئ يتزايد على العلاج”.
و أضاف أن “قابلية استراتيجياتنا و سياساتنا الصحية للبقاء مرهونة بإشكالية تمويل الصحة و ارتباطها بمسار التنمية في بلداننا و باشكالية ترقية الشراكة في مجال استعمال تكنولوجيات الاعلام و الاتصال الجديدة للوقاية من الأمراض و محاربتها خاصة منها الأمراض التنفسية المزمنة و الحساسية بأنواعها”.
إن مجال الصحة، كما جاء في رسالة رئيس الجمهورية ، “يشكل دعامة أساسية للتنمية” و هو ما يبرز — كما أضاف — “أن ثلاثة من بين الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية تخص مشاكل صحية تتمثل في وفيات الأطفال و وفيات الأمهات و الأمراض المتعددة المنتشرة و من ضمنها أمراض الحساسية و الأمراض التنفسية المزمنة”.
و أشار في هذا الصدد أن هذه الآفات الجديدة “تجتاح كافة البلدان و بالأخص بلدان المغرب العربي و تشكل تحديا لمنظوماتنا الصحية”.
و أوضح رئيس الجمهورية أن “رغم الجهود اللافتة التي تم بذلها منذ ما يقارب 40 سنة في سبيل تصحيح التفاوتات الاجتماعية و الفوارق الجهوية وبرغم الاستثمارات الضخمة التي تم رصدها لتحسين التكفل الصحي بالساكنة و تكوين مستخدمي الصحة فان تطوير مصالحنا الصحية لم يستطع مسايرة وتيرة النمو الديمغرافي و لا الاستجابة للحاجات الصحية لساكنة اكتسبت مزيدا من التكوين و التوعية فزادت مطالبها”.
و سجل أيضا أن تخصص الحساسية نال خلال العقد الأخير في المغرب العربي “حقه من الاعتراف” معبرا عن “اغتباطه” لتدريس هذا الاختصاص في “أغلب” البلدان المغاربية
و كذا لاختيار الجزائر لاحتضان الدراسات التطبيقية في التخصص للأطباء من البلدان الإفريقية الراغبة في ذلك.
و من جهة أخرى أشار الرئيس بوتفليقة أن الندوة ستتناول مخاطر التدخين مؤكدا أن الجزائر كانت “من بين البلدان السباقة إلى الانضمام إلى مشروع الاتفاقية الإطارية لمحاربة التدخين”.
و أضاف في هذا المجال أنه “من المحبذ أن تضم البلدان المغاربية جهودها من أجل اتخاذ التدابير التربوية و التشريعية الملائمة للإسهام في محاربة التدخين” منها كما قال “نشاطات التوعية باتجاه المجتمع برمته و بالخصوص الفئات المتمدرسة بما يؤمن حماية الأشخاص غير المدخنين”.
و أشار أيضا إلى أهمية تطبيق القوانين التي تمنع التدخين “تطبيقا صارما” و علاج الأشخاص المدمنين على التدخين ببدائل النيكوتين مؤكدا بالمناسبة انشغاله بالحفاظ على البيئة و تأثير التلوث على صحة الإنسان و الفلاحة و الموارد المائية و الأنظمة البيئية الطبيعية.
و تطرق رئيس الجمهورية كذلك إلى موضوع الوقاية من الأمراض المهنية مؤكدا على ضرورة مراقبة تطور التكنولوجيات و الموارد الأولية المستعملة ذلك ،كما قال ،”حتى يتسنى لنا تحيين القوانين الرامية إلى علاج الأمراض التنفسية المهنية التي ما انفكت تتزايد و الوقاية منها و ذلك بالتنسيق مع الخبراء من أصحاب الاختصاص المستقلين و مع ممثلي العمال”.
و أضاف رئيس الجمهورية أنه “علينا أن نتأقلم مع أحداث التطورات العلمية الدولية و أن نتبناها و أكثر من ذلك أن نكيفها مع التنوع الذي يطبع بيئاتنا الوطنية و المغاربية” معتبرا ذلك “تحديا ينتظر الجيل الجديد من مستخدمي الصحة في كل بلد من بلداننا”.
و في الأخير عبر عن يقينه أن هذا المؤتمر سيكون “علامة فارقة في مجال التعاون العلمي بين بلدان المغرب العربي و الضفة الشمالية للمتوسط و ذلك بفضل ما يتيحه من تبادل للمعارف و الخبرات في بلداننا”.