أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم الثلاثاء حرص الجزائر على إنجاح مسار السلم الدائم في القارة الإفريقية من خلال تعزيز اسهامها في بروز قارة افريقية تسودها الطمأنينة والتكفل بتحديات التنمية.
وأضاف الرئيس بوتفليقة في رسالة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للسلم الذي يصادف 21 سبتمبر أن الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة أرادت منه أن “تذكر المجموعة الدولية بواحد من الالتزامات التي ارتضتها باسم الشعوب المنضوية فيها إلا وهو الالتزام بوقاية الأجيال القادمة من آفة الحرب”.
“غير أن المشهد البائس الذي تعكسه لنا الأوضاع العالمية في غالب الأحيان يأتينا -كما أوضح رئيس الجمهورية-مناقضا لهذا المبتغى وهو مشهد يتطلب منا جميعا مزيدا من القوة والعزم على تحقيق واحد من الأهداف الأساسية لميثاق منظمة الأمم المتحدة يتصل بأمن الإنسان وسلامته وكرامته وازدهاره”.
وأوضح رئيس الدولة أن “الالتزام الواعي والمتضامن من الشعوب المحرومة من أبسط حقوقها والتي تكابد الجور والعنف بشتى أشكالهما هو وحده الذي يمكن المجموعة الدولية من الطموح إلى تحقيق ذاتها والتصالح مع نفسها “.
وفي هذا السياق أكد الرئيس بوتفليقة “أن الوضع المفروض على الشعب الفلسطيني يؤكد بصدق مطلب التعبئة المتواصلة للمجموعة الدولية في سبيل دعم الشعوب التواقة إلى الحرية والسلم والأمن “.
وذكر رئيس الجمهورية أن المجموعة الدولية اختارت هذه السنة إحياء اليوم العالمي للسلم جاعلة الشبيبة في صميم إشكالية السلم موضحا أنه “لئن كان ذلك ينطوي على رسالة جلية فإنه أيضا برنامج لابد أن تتخذه المجموعة الدولية مرجعا لها في سعيها من أجل بناء عالم يعمه السلم والتفاهم المتبادل”.
وبعد أن أشار رئيس الدولة إلى أنه ليس من الصدفة قط أن تحرص إفريقيا على إعطاء الاحتفال باليوم العالمي للسلم بعدا خاصا من خلال إدراجه ضمن دينامية قارية وضمن سلسلة من المبادرات والتظاهرات الفعلية المبرمجة على امتداد سنة 2010 أوضح أن القارة الإفريقية إذ قررت إعلان سنة 2010 سنة للسلم والأمن إنما أرادت في الحقيقة أن تؤكد أن التطلع إلى السلم وترسيخه في الأذهان عمل يحتاج إلى طول النفس والى وعي يتقاسمه ويلتزم به الجميع”.
وفي هذا الصدد أكد الرئيس بوتفليقة أن “إفريقيا التي عانت شعوبها ويلات الاستعمار ومغبة النزاعات منشغلة اليوم بإشاعة ثقافة السلم بين أبنائها لكي يتمكنوا من السير بالقارة صوب الرقي والتنمية والترقية إن هم تصالحوا مع أنفسهم ومع تاريخهم”.
وأبرز رئيس الجمهورية أن “استمرار النزاعات والعنف المرتبط بالانتخابات وبالتهديدات
الإرهابية وبالجريمة المنظمة العابرة للأوطان يشكل مثبطات حقيقية تحول دون النهوض
وإعادة البناء”.
وذكر الرئيس بوتفليقة أن القارة الإفريقية ” تجتهد في سبيل حل المشكلات الناجمة عن غياب الأمن والاستقرار وفي دعم اللجوء الى الحوار والوساطة لتسوية الخلافات وإخماد بؤر التأزم “مؤكدا في نفس الوقت “أن المساعي والمبادرات العديدة المتخذة من أجل تعزيز السلم و الاستقرار تثبت وعي القارة بضرورة انتهاج الإدارة الصارمة في مجال حفظ السلم وكذا عزمها على الاعتماد على نفسها بتسيير النزاعات وتعزيز السلم”.
وأوضح رئيس الدولة أن إنشاء هيكل إفريقي للسلم والأمن وكذلك منظومة للأمن الجماعي جاء “استجابة لانشغال إفريقيا بترجيح المسعى الجماعي والتضامني من اجل إنجاح مسار السلم وتحقيق سلم دائم في القارة” .
“وقد حرصنا في الجزائر– يقول الرئيس بوتفليقة– على تحقيق هذه الخطوات على المستوى الوطني وعلى تعزيز إسهامنا في بروز قارة افريقية تسودها الطمأنينة ومنشغلة تماما بالتكفل بتحديات التنمية وبتفتح الإنسان الإفريقي”.
وأعتبر رئيس الدولة ذلك “دليلا على الأهمية البالغة التي نوليها للاحتفال بهذا اليوم العالمي للسلم وتأكيدا للدور الأساسي الذي تضطلع به الشبيبة والذي حرصت منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي على إبرازه في مواصلة العمل من أجل بلوغ هدف تكريس سلم دائم “.