يرى قائد الخضر السابق جمال بلماضي أن سبب إفلاس المنتخب الوطني في المباراة أمام سلوفينيا يكمن في غياب اللمسة الجزائرية في اللعب وبالضبط كما قال في تفضيل الناخب الوطني الهجومات المعاكسة والكرات الثابتة كوسيلة للتسجيل، وكل هذا على حساب الطريقة الجزائرية التي تعتمد على الفنيات والتمريرات القصيرة التي كثيرا ما أثبتت نجاعتها، وهي الطريقة - قال بلماضي - التي يعتمد عليها حاليا المنتخب الإسباني وكذا أندية كبيرة على غرار برشلونة، كما يستبعد اللاعب السابق لأولمبيك مرسيليا فوز "الخضر" على الإنجليز طالما أن سعدان لا زال متشبثا بنفس الخطة التكتيكية .
جمال، ما رأيك في الهزيمة الأولى للخضر؟
كانت بحق هزيمة مرة، للأسف الشديد أنها جاءت أمام منتخب متواضع جدا، إن لم أقل ضعيف، كلنا كنا ننتظر إستفاقة جزائرية بعد النتائج الهزيلة في المدة الأخيرة، لكن ذلك لم يحدث، السلوفان في نظري لم يقلقوا في أي لحظة حارسنا، ماعدا في القذفة التي أبعدها شاوشي إلى الركنية خلال الشوط الأول، وما عدا ذلك لم نشاهد منهم أي شيء يخيف، إلى أن جاءت تلك القذفة التي سجل على إثرها الهدف، أعتقد أن المنتخب الوطني كان يفكر أكثر في مباراة إنجلترا قبل أن يلعب .
جل العارفين وجهوا أصابع الاتهام لسعدان كون المنتخب الوطني لم يغامر ولو لحظة واحدة في الهجوم؟
بطبيعة الحال، لم نشاهد محاولات هجومية محضة طيلة تسعين دقيقة، أكيد أن كل مدرب لا يعرف جيدا منافسه لا سيما في المباراة الأولى، يحاول في البداية دراسة هذا المنافس والوقوف على نقاط ضعفه، ولما يدرك أنه ضعيف يتحول مباشرة إلى الأمام من أجل مباغتته، للأسف سعدان بقي متشبثا بنفس الرؤية باللعب في الدفاع والاعتماد من حين لآخر على الهجومات المعاكسة، وأيضا على محاولة استغلال إحدى الكرات الثابتة، ،سعدان ورغم مرور السنين لم يغير شيئا من خططه .
يبدو أن ما حدث لم يفاجئك أنت الذي تعرف جيدا سعدان؟
لا شيء فاجئني، ليس بالنظر لمعرفتي لرابح سعدان وتجربتي معه، بل شاهدت المنتخب الوطني في المباريات الأخيرة يتبع نفس الطريقة، فهي التي لعب بها أمام ايرلندا، وأيضا أمام الإمارات ،و أيضا أمام مصر في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا في أنغولا، هذا المدرب لا يراعي في خططه الطريقة الجزائرية، فهو يهمل التمريرات القصيرة والمراوغات التي عرفت بها كرتنا منذ زمان، بل يفضل الدفاع وتفادي تلقي الأهداف، فنحن بصدد تكريس الاستمرارية مع الماضي والممارسات القديمة التي أضرت دائما بالكرة الجزائرية والمنتخب الوطني
يبدو أنك تعارض بشدة خطة الـ3 ـ 5 ـ 2؟
نحن المنتخب الوحيد الذي يعتمد على هذه الخطة، فهو بصدد قتل كل محاولات بناء اللعب من الخلف، وهي الخطة التي تخلق عدم الاستقرار بين الخطوط الثلاثة، ما عدا الهجمات المعاكسة والكرات الطويلة التي أثبتت الأيام أنها لا تتناسب مع طريقة اللعب الجزائرية، وفي هذا الإطار اندهشت لتصريحات كريم زياني مؤخرا لما قال أننا لسنا البرازيل حتى نبني اللعب، صحيح لسنا البرازيل، لكن لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي ونعتمد على الهجومات المعاكسة والكرات الثابتة، لا أقول أن هذه الأخيرة غير ناجعة، لأنها في نظري سلاح إضافي للفريق، لكن لا يمكن اعتمادها كخطة لعب، زياني ببساطة كرر نفس الخطاب الذي يعرف به المدرب سعدان، للأسف منتخبنا يفتقد للحيوية والتنظيم .
وما رأيك في تصرف غزال؟
لقد دخل أرضية الميدان وهو يفكر في نفسه فقط، تصرفه دليل على أنه لم يول أي احترام لزملائه ولملايين الناس التي كانت تتابع المباراة على الشاشة طمعا في فوز الخضر .
هل تعتقد أن المشكل في التعداد وليس في الخطة؟
مهما غير ومهما وعد الناس، المشكل في الطريقة لا في اللاعبين، ليس هناك أدنى رغبة في تنشيط المجموعة وتحريك الأمور بما يضمن للفريق أداءً أحسنَ ورغبةً فعليةً في الوصول إلى التهديف و مباغتة المنافس.
الحل إذن في تغيير الخطة، لا في التعداد؟
طبعا، ما لم يفكر المدرب في تحريك التشكيلة نحو الأمام والإعتماد على الطريقة الجزائرية وخطة هجومية لا يمكن أن ننتظر الفوز، انظر مثلا منتخب إسبانيا الذي يتكون من تعداد لا تتجاوز قامة أغلبيته 1,70م، هم أبطال أوروبا اليوم، والمرشحون الأوائل للفوز بكأس العالم، لأنهم يعتمدون على الفنيات الفردية والتوغلات على الأجنحة، نفس الشيء بالنسبة للبارصا وبفضل لاعبين مثل ميسي، القامة وبويان، نال اللقب وأطاح بأكبر الأندية في أوروبا والعالم .
واللاعبون يعدون هم بدورهم بانتفاضة؟
لا داعي للكذب على الناس، أنا شخصيا لست متفائلا، ماعدا في حال حدوث مفاجأة، لقد انهزموا أمام أضعف فريق في الدورة واليوم يريدون الفوز على أحد أقوى المنتخبات ! ؟