أريد أن أنجح كمدرب والبطولة القطرية ليست مقبرة النجوم
بقليل من الإرادة قد يرفع الخضر التحدي
يحتل النجم الجزائري السابق جمال بلماضي المركز الأول في البطولة القطرية لهذا الموسم للدرجة الأولى مع فريقه لخويا، الذي يدربه في أول تجربة له في مشواره في عالم التدريب، وهي المكانة التي جعلته ينال كل التقدير والاحترام من لدن العارفين بشؤون الكرة هناك، وفي كل مكان، لا سيما وأن اللاعب السابق لمرسيليا، سيلتا فيغو الإسباني وعدة أندية أوروبية يقوم بعمل كبير والمرتبة الأولى التي يحتكرها فريقه ليست مجرد صدفة أو ضربة حظ، وهو ما عبّر عنه في الدردشة التي خص بها الشروق من الدوحة والتي تحدث فيها عن الخضر وقرارات الناخب الوطني الأخيرة، لا سيما تنحية نذير بلحاج وعدد من اللاعبين الذين شاركوا في المونديال الأخير .
السلام عليكم جمال، كيف هي أحوالك وفريقك الخويا؟
الحمد لله، كل شيئ يسير على ما يرام، نحتل المركز الأول في البطولة بفضل التشكيلة الشابة،
ونطمح للبقاء فيه إلى غاية نهاية الموسم، رغم أن المنافسة ستشتد مع مرور الجولات .
وقد هزمتم السد ونذير بلحاج قبل يومين، أليس كذلك؟
فعلا، هزمناهم فوق ميدانهم بهدف لصفر، والنتيجة كانت منطقية، لعبنا أحسن منهم لأننا حضرنا المباراة جيدا .
وما رأيك في أداء بلحاج خلال تلك المباراة؟
لا أستطيع الحكم عليه، كان متوسطا مثل بقية زملائه، ربما لأننا غلقنا في وجههم كل المنافذ ولهذا السد كله لم يكن في يومه .
وما سر نجاحك هذا في أول تجربة كمدرب في مشوارك؟
أعتقد أنه لا يوجد أي سر سوى العمل والإجتهاد، الفريق يعمل ويضحي من أجل تحقيق النتائج، ولا ننسى العمل الكبير الذي يقوم به المسؤولون والإدارة ككل، حيث نملك كل الإمكانات والهياكل الضرورية، واللاعبون لا يركزون سوى على الميدان، والحمد لله.
وربما لديك تشكيلة جيدة ولاعبون من الطراز الممتاز؟
أغلب الأسماء التي أعتمد عليها من المحليين ولدي من الأجانب سوى بكاري كوني، هارونا ديندان
وعبد السلام وادو الذين طلبت خدماتهم لدى قبولي العمل في الفريق، لقد أعطوا دفعا هاما للفريق، كما لا يمكنني أن أنكر أيضا الدور الكبير الذي يقوم به بقية اللاعبين، وحتى الطاقم المساعد أنا من اخترته.
ربما كنت تعرف الفريق قبل قبولك الإشراف عليه؟
صحيح، قبل أن أباشر العمل مع الفريق وأقبل العرض، بقيت أعاين التشكيلة عدة شهور، لقد شاهدت كل اللاعبين عن قرب، وأنا بصراحة الذي ضبطت القائمة الرسمية، لم يكن بإمكاني أن أباشر عمل مع فريق لا أعرفه، خاصة وأنها التجربة الأولى في مشواري كمدرب، لقد أعددت لها العدة جيدا، ومن كل النواحي، صدقني أريد أن أنجح في مشواري كمدرب لا سيما في هذه المغامرة الأولى التي ولو تكلل بالنجاح ستكون التجارب المقبلة أفضل، وفي حال الفشل سأعاني مستقبلا .
البعض علق على إنجازاتك الحالية بأنها عادية جدا كون البطولة القطرية متواضعة جدا؟
هذا مجرد كلام، لا أعتقد أن البطولة التي ينشط فيها لاعبون مثل جونينيو، عبد القادر كايطة، بكاري كوني وغيرهم من الأسماء الكبيرة في عالم الكرة ضعيفة، بالعكس البطولة القطرية في نظري محترمة جدا ومستواها في تحسن مستمر، والدليل أن الفرق هنا بصدد البحث عن اللاعبين الشبان الذين يقل عمرهم عن الـ27 سنة، فسياسة الاعتماد على اللاعبين الذين يفوق عمرهم الثلاثين سنة قد توقفت، أنا شخصيا تلقيت طلبات من عديد اللاعبين الذين ينشطون في البطولة الفرنسية ويلعبون في أندية الدرجة الأولى من أجل المجيء إلى قطر، وهذا دليل على أن مستوى البطولة هنا محترم جدا، وفي السنوات المقبلة ستبلغ مستوى أعلى وأحسن طالما أن كل الإمكانات موجودة والمسئولون عن الكرة بصدد انتهاج سياسة كروية ناجعة .
وهل تعتقد أنك قادر على التتويج باللقب، أم إنها مجرد صحوة ظرفية وستزول؟
لقد سبق وأن تحدثت كثيرا مع المسيرين حول هذه النقطة، أظن أن الإمكانات موجودة والفريق يعيش نشوة النتائج الإيجابية والكل مجند من أجل لعب الأدوار الأولى، ونحن بدورنا سنحاول الاستمرار بنفس الإرادة ولم لا الفوز باللقب.
ولا شك أن التزاماتك مع فريقك لم تنسيك متابعة أخبار المنتخب الوطني؟
بطبيعة الحال، أتابع أخبار كرة القدم والمنتخب الوطني للأسف الشديد يمر بمرحلة صعبة في سباق التأهيليات لكأس أمم إفريقيا .
الهزيمة أمام منتخب وسط إفريقيا تفرض عليه التضحية في المباريات المقبلة أليس كذلك؟
الإنطلاقة لم تكن موفقة، والنتيجتان الأخيرتان لم ترحم المنتخب، وحتى التغيير جاء في وسط الطريق، لكن هذا لا يعني أن الأمور حسمت، يجب أن يواصل الإيمان بقدرته على التأهل وإن شاء الله سيصل إلى المبتغى.
غير أن خيارات الناخب الوطني الأخيرة وتخليه عن عدة أساسيين لم تحقق الإجماع لدى العارفين، ما رأيك أنت كلاعب دولي سابق ومدرب حاليا؟
صعب جدا علي الحكم على خيارات المدرب، إنه في موقع أحسن مني، لقد عاش مع اللاعبين وعمل معهم، أظن أن لديه قناعته الشخصية التي جعلته يتخذ تلك القرارات .
لكنه أبعد سبعة لاعبين دفعة واحدة، والشارع صدم لتنحيته بلحاج وغزال؟
هل هناك غير المدرب من يعرف حقيقة مستوى كل لاعب؟ أنا مثلا أدرب فريق الخويا، أعيش مع اللاعبين يوميا، أتحدث معهم، وأراقب عطاء ورد فعل كل واحد خلال الحصص التدريبية، لهذا لما أقرر إبقاء هذا وذاك على كرسي الاحتياط أو لا أستدعيه فلم أفعل ذلك بمحض الصدفة، بل من موقع العارف، كذلك الناخب الوطني الحالي، لا أظن أنه أسقط اللاعبين السبعة من مفكرته عدوانا أو انتقاما، بل لديه رأيه الخاص ويجب احترامه .
إذن تزكي ما فعله بن شيخة؟
لا تقوّلني ما لم أقله، قلت فقط أن قرارات الناخب الوطني يجب أن تحترم، سواء أصاب أم أخطأ، لأنه أدرى الناس بكل لاعبيه .
لكن الجميع في الجزائر، لا سيما اللاعبين السابقين ظلوا يطالبون بالتغيير؟
من طالب بالتغيير؟ أنا شخصيا لم يسبق أن قلت يجب إبعاد عدة لاعبين، قدمت رأيي في مردود الفريق ككل، لكن القرارات في يد من يحكمون الفريق، ولم يسبق أن طلبت بتنحية هذا أو ذاك .
ربما تتحدث اليوم من موقع المدرب لا اللاعب، الأمر على ما يبدو يختلف؟
لما تكون مدربا، مسؤولياتك تكون أكثر، فأنت مطالب بمعرفة كل ما يحدث في الفريق وعلى كل المستويات، مما يعني أن التزاماتك تزداد، بينما لما تكون لاعبا فالأمر يختلف ومهامك تنتهي بانتهاء الحصة التدريبية أو المباراة وبعده الانصراف، لذا فبن شيخة يتصرف من موقع المطلع على كل شيئ، لذا يجب أن نتركه يعمل .