بادو الزاكي رفقة صحفي الشروق
لايزال أسطورة في المغرب بعد الذي قدمه في مونديال ميكسيكو، ولولا الجدار الدفاعي الخاطئ لما تمكن ماتيوس من هز شباكه..بادو زكي إلتقته "الشروق اليومي" في جوهانسبورغ ومن خلالها قدم نصائحه للحارس شاوشي حتى يبقي على شباكه نظيفة وعاد بنا لسنة 2004 لما تفوّق على سعدان في آخر دقائق مباراة الدور ربع نهائي من كأس إفريقيا بتونس ..
س : هل يتوقع بادو مشوارا مميزا للمنتخب الجزائري؟
ج: المنتخب الجزائري عوّدنا بالظهور بالوجه اللائق بسمعة الكرة الجزائرية في المناسبات الكبرى رغم مجموعتها التي أصنفها من ضمن المجموعات الصعبة في هذا المونديال، لكن المنتخب الجزائري عاد لمكانته في إفريقيا بعد غياب مؤقت وإذا فاز الخضر على سلوفينيا فسيمر للدور الثاني ولو أنه يملك الإمكانيات للمرور للدور الثاني، لكن أرى أن مباراته ضد سلوفينيا هي مفتاح التأهل .
س : ماهي توقعاتك لمباريات الجزائر الثلاث؟
ج: صعب جدا أن تتوقع نتيجة المباريات في المونديال فالمنتخبات الـ32 كلها تملك نفس الحظوظ بفارق بسيط في الإمكانيات وعامل المفاجأة يبقى مطروحا لكن أتوقع مشوارا يليق بالجزائر وهي التي عودتنا على مباريات كبيرة مع المنتخبات الكبيرة.
س : كنت قائدا لأول منتخب عربي يحقق التأهل للدور الثاني فهل الخضر قادرون على إعادة الكرّة؟
ج: قبل أن يسافر المنتخب المغربي إلى مكسيكو كان التفاؤل ضعيف بيننا، لكن حدث العكس وكنا في المستوى في المسكيك، وأثبتنا أننا أحسن من المنتخبات المتواجدة معنا في نفس المجموعة، قد يكون معك الحظ في مباراة ما، ولكن ليس في المباريات الثلاث، وأيضا المنتخب الجزائري في 82 لا أحد انتظر فوزه على ألمانيا، لكن الكل نسي أن الجزائر في ذلك الوقت كانت تضم لاعبين من طراز عالمي أمثال بلومي وماجر وعصاد وسرباح والقائمة طويلة، والآن جاء دور هذا الجيل الذي ترشح لكأس العالم بجدارة وإستحقاق أمام منتخب ليس سهلا المنتخب المصري بطل إفريقيا ثلاث مرات وأيضا مثل هذه المباريات تتطلب شخصية قوية وهي التي يتوفر عليها المنتخب الحالي فقط عليهم تسيير المباريات بعقلانية وأن يثقوا في إمكانياتهم .
س : يعني لابد من توفر الشخصية القوية للمنتخب الوطني وأن يلعب بروح أم درمان حتى يتأهل للدور الثاني؟
ج: لعب كرة القدم تُعتبر هواية محبّبة، لابد أن يكون اللاعب محضر ذهنيا ومركز على المباراة، بالإضافة إلى التعليمات التكتيكية للمدرب فبهذه الأمور لن يكون هناك مركب نقص للجزائريين، فضلا عن أن اللاعبين الجزائريين لهم إمكانيات اللاعبين العالميين لتبقى فقط الأشياء الصغيرة التي لا يمكن لها أن تؤثر على المشوار .
س : ماهي نقاط الضعف التي لاحظتها في الخضر؟
ج : لست من المدربين الذين يركزون على نقاط الضعف عندما تكون أمام منافسة بحجم كأس العالم، وليس من إختصاصي التكلم على نقاط ضعف المنتخب الجزائري .
س : بالنسبة لحراس المرمى هل ترى أن شاوشي جدير بالمكانة الأساسية؟
ج : لشاوشي قسط كبير في تأهيل الجزائر إلى كأس العالم، والمنتخب يختلف عن النادي، فڤاواوي كان في لياقة جيدة ولعب أساسيا ليخلفه شاوشي لأنه الأحسن حاليا والأكثر جاهزية .
س : الحارس الذي خاض التصفيات أساسيا حاليا في المركز الثالث ألا يؤثر هذا على الإستقرار؟
ج: لا يمكنني الحكم على هذه الأمور من الخارج لأنه من صلاحيات الطاقم التقني فهو من يُحدد جاهزية اللاعب، وليست المرة الأولى التي تقع لما يتحوّل الحارس الأول إلى إحتياطي، وهناك من الحراس من يشارك في كامل المشوار ثم يغادر لبيته.
س : هناك حارس جديد اسمه رايس مبولحي خاض مؤخرا تجارب في مانشيستر وسيعتمد عليه سعدان كحارس ثاني، وبالتالي للجزائر ثلاث حراس من مستوى عالي ماذا يعني هذا للمنتخب؟
ج : على مر التاريخ المنتخب الجزائري يزخر بحراس كبار فهناك سرباح ودريد والعربي وغيرهم وكلهم وضعوا بصماتهم في الكرة الجزائرية والإفريقية وبرزوا بشكل لافت للإنتباه، وحاليا تملك الجزائر حراس من طينة الكبار ربما المكانة الأساسية ستكون صعبة، لكن الأمر يخدم المنتخب الجزائري وأظن أن المشكل الآن ليس في ضعف الهجوم أو الدفاع بل في التحضير النفسي للأساسيين والإحتياطيين فالكل يريد أن يلعب المونديال .
س : هذا المنتخب لعبت ضده لما كان في طور التكوين وهذا سنة 2004 ما الذي تغيّر فيه؟
ج: للمباراة عدّة جزئيات، صحيح فزنا بثلاثية على الجزائر والنتيجة ثقيلة لكن لو نظرنا للجزئيات كنا قادرين أن ننهي المباراة في الشوط الأول، أو ينهيها المنتخب الجزائري في شوطها الثاني، فكرة القدم تتغير نتائجها بجزئيات، ثم هذا المنتخب ليس سهلا وبصراحة لو أعدنا تلك المباراة ثلاث مرات لا يمكن أن نحقق نفس النتيجة .
س : سنة 2004 كنت قريبا من الإقصاء لولا تعديل النتيجة في الدقائق الأخيرة ما هو الخطأ الذي ارتكبه الخضر يومها؟
ج: لم يرتكبوا أخطاء، الفارق كان في اللياقة البدنية ثم المباراة تمددت إلى شوطين إضافيين، وهو ما سمح لنا بإضافة هدفين، ثم المنتخب العربي ضغط بقوة بستة إلى سبع لاعبين كانوا في منطقة الجزائر، في وقت كان المنتخب الجزائري إنهار بدنيا، ثم سعدان مسك المنتخب قبل كأس إفريقيا بأيام، وتمكن من فرض التعادل على الكامرون والتفوق على المنتخب المصري ثم مباراته مع المغرب أداها بالشكل المطلوب لولا الضعف البدني الذي ظهر على اللاعبين والمباراة تلفظ أنفاسها .
س : هل سعدان هو المسؤول على إقصاء الجزائر؟
ج: لابد أن نعطي لكل ذي حق حقه، ففي سنتي 2000 و2002 لم يكن المنتخب الجزائري حاضرا بقوة قبل مجيء سعدان الذي أعاد الروح للمنتخب، ولو لم نتقابل مع الجزائر كان بإمكانه أن يمر للمحطة النهائية، ثم لما تكون منتصرا ويُفرض عليك التعادل في الدقائق الأخيرة قد تنهار نفسيا، وهذا ما حدث للمنتخب الجزائري الذي أتمنى أن يكون قد استخلص الدروس .
س : كونك حارس مونديالي كان له الفضل في تأهل المنتخب المغربي للدور الثاني من مونديال ميكسيكو هل من نصائح تقدمها لحراس المنتخب الثلاث؟
ج: أي لاعب يتشوّق للعب المونديال، وكأس العالم تقريبا مثل المنافسات الإقليمية والقارية، لكنه يحظى بإهتمام ومتابعة إعلامية كبيرة والكثير من الجماهير ستتابعك وتكتشفك عن قرب، وهي فرصة أيضا لبداية مشوار جديد، وأي حارس يتمنى ذلك ولو أن أمر الحراس يختلف عن لاعبي الميدان، لأن الحارس الإحتياطي قد يبقى كذلك طيلة أيام المونديال، لذا لابد من التحضير النفسي والثقة في النفس والعمل الجدي فالأحسن من يحجز مكانته في الميدان ففي مثل هذه المنافسات لايوجد مكان للعاطفة ولا للتكريم، لذا أشدّد دائما على الشخصية القوية للحارس لأنه نصف المنتخب وصمام الأمان وشاوشي جدير بأن يكون كذلك