تقلد الجزائري عيسى خيري، هذا الأربعاء، مهامه كرئيس جديد لمجلس شورى اتحاد المغرب العربي خلفا للتونسي الصحبي القروي الذي شغل هذا المنصب منذ العام 2005، وأبرز خيري غداة تنصيبه، تمسك الجزائر باستكمال بناء مشروع الاتحاد المغاربي، مشيرا إلى أنّ وحدة المغرب العربي لم تعد اليوم ضرورة إستراتيجية فحسب بل أصبحت شرطا أساسيا لمواجهة التحولات التي يشهدها العالم.
وفي كلمته بمناسبة مراسم انتقال الرئاسة خلال افتتاح الدورة السابعة العادية لمجلس شورى الاتحاد المغاربي، ذكر خيري أنّ دول المنطقة مُطالبة بالتآزر وتكثيف الجهود لاستكمال بناء الاتحاد وجعله في منأى عن المشاكل الظرفية العابرة والعمل على توحيد المواقف وفق منظور استراتيجي محكم خدمة لمصالح الأمة المغاربية الواحدة.
وأشار خيري إلى عدة تطورات ايجابية على مستوى البلدان المغاربية خاصة في تعزيز الديمقراطية وترسيخ الاستقرار والأمن وانطلاق مشاريع تنموية كبرى تعود بالخير على شعوب المنطقة، كما أبرز المتحدث المجهودات التنموية للجزائر، مشيرا إلى أنها حققت الاستقرار والأمن بفضل المصالحة الوطنية وما أنتجته من حراك تنموي.
من جهة أخرى، أكد الرئيس الجديد لمجلس الشورى المغاربي على حتمية الاندماج الاقتصادي ووضع مخطط مغاربي للمحافظة على التوازنات البيئية، في وقت أبرز الرئيس السابق للمجلس “الصحبي القروي” حصيلة عهدته التي شهدت ميلاد برلمان الطفل المغاربي، داعيا إلى إنشاء مجموعة اقتصادية مغاربية تجعل الاتحاد المغاربي قطبا اقتصاديا متموقعا إقليميا ودوليا، معتبرا أنّ غياب الاندماج الاقتصادي المغاربي، يفوت على دول المنطقة فرصة نمو تناهز 2 بالمائة في وقت لا تزال نسبة المبادلات التجارية ضعيفة بين الدول الأعضاء، إذ قدرها بـ4 بالمائة من مجموع المبادلات مع الخارج.
مشروع “منطقة اقتصادية مغاربية حرة” على طاولة النقاش
أكد الأمين العام لمجلس الشورى المغاربي سعيد مقدم أن الدورة الحالية لمجلس الشورى المغاربي ستناقش بشكل خاص مشروع إنشاء “منطقة اقتصادية مغاربية حرة”، فضلا عن مقاربتها للعدوان الإسرائيلي الأخير.
وأشار مقدم في تصريح لـ”موقع الإذاعة الجزائرية”، إلى كون الدورة الحالية مثقلة بالملفات الهامة ولاسيما مقترحات اللجان الست الدائمة للمجلس، وستتوج بجملة من التوصيات.
وتخص المقترحات المذكورة جوانب اجتماعية، اقتصادية وسياسية متعددة، على غرار قضايا المرأة والطفولة والموارد البشرية، وكذا المنشآت القاعدية بينها الطريق السريع والموانئ ومطارات دول المغرب العربي وقضية الأمن الغذائي ومشروع إقامة منطقة اقتصادية حرة، بعدما جرى الانتهاء من دراسة هذا المشروع الذي سيأخذ مساره الطبيعي للإنجاز.
وبالنسبة للشق السياسي سيتعرض البيان السياسي للمجلس -حسب مقدم-، إلى المجزرة الرهيبة التي نفذتها إسرائيل مؤخرا ضدّ قافلة السلام وذهب ضحيتها العشرات من المتضامنين مع غزة.