إذا كان لقاء المنتخب الوطني أمام كوت ديفوار تاريخيا بالنسبة للجزائريين عموما، فهو بالنسبة لسكان ميلة ذو شكل خاص.
حيث من المحتمل أن يشارك الحارس محمد لمين زماموش في التشكيلة الأساسية، ليكون بذلك أول لاعب من المدينة يشارك مع المنتخب الوطني، وهو ما تحول إلى الحدث الكبير لهاته الولاية ولعائلة زماموش التي اشتهرت بكرة اليد، وكانت من المساهمين في صعود ميلة التاريخي في الكرة الصغيرة للدرجة الأولى بعد ثلاث مباريات سد مثيرة لمدة ثلاث سنوات في بدالية الثمانينات.
الأخ الأكبر للحارس محمد لمين وهو السيد عبدالسلام زماموش، قال لـ"الشروق" اليومي إنه يثق في شقيقه إن تم إقحامه كأساسي، وإن لمين مختص في التحديات الكبرى منذ أن كان صغيرا، حيث حصل على البكالوريا وانضم إلى نادي اتحاد العاصمة وعمره دون التاسعة عشرة، وكانت أول مباراة له في تيزي وزو وهو في هذه السن ضد شبيبة القبائل في الداربي الكبير، مما يعني أنه دخل عالم الكرة ولقاءات الحسم الكبيرة في سن مبكرة، فما بالك الآن وهو في سن الخامسة والعشرين.
أما والدة محمد لمين "الحاجة موني" فلا كلام لها هذه الأيام سوى الدعاء "يارب وفقهم في مهمتهم ويارب استرهم من الأذى".. وهي لا تعلم لحد الآن إن كان ابنها سيكون أساسيا و يتابعه الملايين في العالم في لقاء قد يكون لقاء العمر بالنسبة له. واستبعد شقيقه أي توتر أو خوف على محمد لمين الذي لعب عدة كؤوس إقليمية مع اتحاد العاصمة، وكان مختصا في ضربات الترجيح، وهي واحدة من الاحتمالات الواردة في لقاء سهرة اليوم أمام كوت ديفوار، وسبق لزماموش وأن أوقف الكثير من ضربات الجزاء الحاسمة، وأهّل المنتخب الوطني للآمال مرتين بفضل توقيفاته الحاسمة تلك، وسيعيد الكرّة ـ إن شاء الله ـ لو توفرت المناسبة، حتى لو كان المنفِّذ يدعى ديديي دروغبا.
يذكر أن محمد لمين زماموش يتيم الأب وهو ثاني أصغر إخوته الستة، من عائلة رياضية بما فيهم المرحوم الوالد، حيث الكل يعشق كرة اليد وطبعا كرة القدم.