مقري: جزائريو “الحرية” يصلون هذه الليلة

أعلن الدكتور عبد الرزاق مقري قائد قافلة شريان الحياة (4)، هذا الأربعاء، إنّ الـ32 جزائريا الذين احتجزتهم إسرائيل لحدود 36 ساعة، سيصلون مساء اليوم (21.00 سا).
وكشف مقري، في تصريح خاص بـ”موقع الإذاعة الجزائرية”، أنّ استقبالا رسميا وشعبيا خاصا سيحظى به الوفد الذي يضمّ عديد الجرحى جراء ما فعله الجيش الإسرائيلي غداة اعتدائه وقرصنته باخرة السلام قبل نحو 60 ساعة.
وفي معرض حديثه عن تفاصيل السابقة الإسرائيلية الخطيرة ضدّ 700 متضامن مع غزة، يروي مقري أنّ كل شيئ بدأ مع صلاة العشاء ليلة الأحد الماضي، حيث كانت البواخر، يقول، تقترب والطائرات تحلق في السماء، وبقي الحال على منواله إلى غاية صلاة الصبح، حينها بدأ الهجوم علينا من خلال محاولات الإنزال فوق سقف السفينة، والجميع سعوا للدفاع عن أنفسهم، بما فيهم الجزائريون الذين ارتدوا صدريات الإنقاذ وتأهبوا لمواجهة الوضع.
ويشدّد مقري على أنّ عناصر الجيش الإسرائيلي اقتحموا السفينة بشكل عنيف وشرعوا في إطلاق عشوائي للرصاص، في وقت سعى عموم المتضامنين للدفاع عن أنفسهم بما يقدرون.
ويلاحظ محدثنا أنّ الهجوم خلّف عديد الضحايا، خصوصا من الأتراك تبعا لتموقعهم على مستوى سقف السفينة، والضرب هناك كان حادا.
ويلفت مقري إلى أنّ الوفد الجزائري لم يسلم من الإصابات، حيث أصيب أحد أعضائه بإصابة بليغة على مستوى العين، إضافة إلى إصابة باقي الأعضاء بجراح بسيطة.
ويلح الدكتور أنّ الجيش الإسرائيلي استخدم كامل ترسانته العسكرية كما لو أنّ الأمر يتعلق بمواجهة أسطول عسكري، حيث استعان الإسرائيليون بعشرات البواخر من مختلف الأنواع، فضلا عن طائرات حربية، وكأنّها عملية ضدّ دولة أو جيش.
ويضيف مقري أنّ الجانب الإسرائيلي حال تمكنهم من السيطرة على قمرة قيادة السفينة، عمدوا إلى إطلاق كثيف وعشوائي للنيران، قبل أن يحشدوا جميع المتضامنين، ويقوموا باعتقالهم بعد أن ربطوا أياديهم بوثاق حاد، حتى صارت أيادي البعض تنزف دما، كما عبثوا عبثا عجيبا بأمتعة أعضاء السفينة.
وبنبرة بدا عليها التعب الشديد، يحيل مقري على أنّ مسلسلا طويلا من الإهانات نفذته إسرائيل على مدار عشرات الساعات، حيث جرى حرمان المتضامنين على مدار 36 ساعة كاملة من تلقي أي أكل أو شيئ آخر، والأدهى جرى منعهم من الذهاب لقضاء حاجتهم الطبيعية، بالإضافة إلى إهانات كثيرة ومتعددة، قبل أن يتم اقتياد المتضامنين إلى ميناء “أسدود” ومنها إلى سجن “بئر السبع” أين زجّ بالجزائريين داخل الزنازين رفقة متضامنين من جنسيات أخرى.
ويقرّ مقري أنّ الحظ كان مع الجزائريين، حيث أسهم حضور وفود دولية كثيرة ضمت دبلوماسيين وحقوقيين إلى سجن بئر السبع، في إرغام الإسرائيليين على تغيير معاملتهم حيث سُمح للمتضامنين الأسرى بالتجمع في ساحة السجن والالتقاء مع محامين، قبيل الإفراج لاحقا عن عديد الأسرى بينهم الـ32 جزائريا.
ويؤكد الدكتور مقري أنّ السلطات الإسرائيلية سعت للإبقاء عليه أسيرا لديها، إلاّ أنّ أعضاء الوفد الجزائري رفضوا بشدة، وصمموا على خروجه بمعيتهم، ونوّه مقري بالتدخل الحازم لنائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينتش، بما سمح بالإفراج عن الجميع.
وكانت نهاية “الكابوس”، برحيل الجزائريين إلى الأردن، أين وجدوا سفير الجزائر هناك رفقة أعضاء من السفارة باستقبالهم رفقة وفود أخرى، على أن تعود البعثة الجزائرية إلى أرض الوطن في وقت لاحق من مساء اليوم على متن الطائرة الخاصة التي أمر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بتخصيصها للغرض.
وسيشرف “حليم بن عطا الله” كاتب الدولة لدى وزير الخارجية مكلف بالجالية الوطنية بالخارج رفقة عدد من المسؤولين، على استقبال البعثة الجزائرية في حدود التاسعة مساءا، أين يُتوقع أيضا استقبالا شعبيا كبيرا بالمناسبة.