أكد شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي على ضرورة مساندة المنتخب الوطني في مهمته التي لن تكون سهلة بالنظر الى وضعية كرة القدم الجزائرية، حيث عرف الفريق الوطني ولادة عسيرة ستكون قاعدة أساسية للنهوض بكرة القدم وبعث الروح فيها من جديد.
= واجه المنتخب الوطني الفريق الايرلندي الذي لا يختلف كثيرا في طريقة لعبه عن المنافس العنيد للمنتخب الوطني بجنوب افريقيا؟
== اختيار الفريق الايرلندي لتجريب العناصر الوطنية لم يكن اعتباطيا، ولكنه اختيار مدروس، ولسوء حظي لم تسعفني الظروف لمشاهدة اللقاء، لكني كمدرب لا يمكن الحكم على نتيجة مباراة دولية ودية، لأنها فرصة كبيرة للمدرب لتقييم أداء اللاعبين والوقوف على مردود كل لاعب ومدى جاهزيته والحلول التي يمكن الإسهام بها في الوضعيات الصعبة .
= لكن الجمهور الرياضي غضب كثيرا على خرجة الفريق الوطني التي لم تقنع الكثير؟
== من حق الجمهور أن يغضب، فهو أمر مشروع، لكن يجب ان يدرك الجميع ان خسارة الفريق الوطني هي خسارة كل الجزائريين، ومنه فإنه من الواجب الالتفاف حول الفريق الوطني ومسايرة اختيارات المدرب سعدان الذي لا يشك أحد في قدراته ومؤهلاته، ويعود إليه الفضل في عودة الفريق الوطني من بعيد الى واجهة الأحداث الكروية القارية .
= أصابع الاتهام والألسن لن ترحم سعدان اليوم وغدا؟
== لا، سعدان مناضل حقيقي وتتلمذ على أيدينا، وكان حريصا دائما على التقرب منا وكثير الاستفسار وحفظ الكثير من جيلنا، فهو جدير بالاحترام لكفائته وخبرته الطويلة، كون المجموعة رسمت فعلا معالم فريق وطني له شأن كبير مستقبلا، كما لا يجب استباق الأحداث ويجب ايضا تقبل النقد واستخلاص العبر وبعد المونديال يكون كلام آخر .
" ماجر ابن بار وخريج مدرسة الحياة بامتياز "
= لقد حظيت بزيارة مفاجئة من رابح ماجر، ماهي قراءتك لهذه اللفتة؟
== انغمرت عيناه بالدموع .. صراحة لم أكن أتوقع ذلك إطلاقا، لأن هذا يعود بالأساس الى ثقافة نفتقدها في مجتمعنا، لفتة ماجر تحمل الكثير من المعاني وتبعث رسائل مشفرة لا يفهمها الكثير، لقد هز حضوره الى بيتي كل مشاعري، انتابني شعور لم أحس به أبدا لقد ترك أثرا بليغا في نفسي. رابح ماجر لم يكن نجاحه صدفة، بل هو نتاج عمل دؤوب وتربية اجتماعية سوية تطغى عليها العلاقة الإنسانية، فهو يقدس عمله ويعير اهتماما الى محيطه فيه بذرة خير كبيرة ونادرة، لقد استوعب درس الحياة جيدا وزادت محبته للناس بعد احترافه بأوربا، فهو الابن البار الذي يحرص كثيرا على حسن تسيير مشواره الرياضي ويحافظ على بريق مساره الكروي. لن أنسى له جميله وأنا ورغم سني وظروفي الصحية أظل مدينا له، ولابد أن أرد له الزيارة بزيارة تقدير واحترام، عرفانا بالجميل، وهذه هي مدرسة الحياة التي يعد رابح من خريجها بامتياز.
" مواجهة باتنة درس في النزاهة .. والفريقان لا يستحقان السقوط "
= بالعودة الى مجريات البطولة الوطنية وانهزام شباب باتنة امام الغريم مولودية باتنة، ما هي قراءتك الحقيقية لذلك؟
== صراحة، أطلب من الجهات الرسمية الاستثمار في هذا اللقاء والعمل على إعادة النظر في نظام المسابقة ومنعهما من شر السقوط، لانها أحسن مقابلة ولعبت بنزاهة كبيرة، رغم كلام الكواليس، ومنه فإن من أسباب تراجع مستوى الفريق هي غياب النزاهة، وهو ما تابعناه اول امس بباتنة رغم خصوصية اللقاء .
" الوفاق الاقوى وطنيا وقاريا "
= وماذا عن وفاق سطيف طبعة 2009 ـ 2010؟
== صراحة وبدون مجاملة، الوفاق حاليا من أحسن الفرق وطنيا وإقليميا وقاريا، حقق انجازات كثيرة رغم ظروف التنقل ومتاعب الأسفار الطويلة، مشواره طيب ومشرف للغاية بالنظر الى النتائج المحققة بطولةً وكأسا،ً فضلا عن المشاركات الإقليمية.
= الوفاق وضع رجلا لولوج عالم الاحتراف، كيف تلقيت الخبر؟
== يجب قبل الغوص في عالم الاحتراف الاستنجاد بأصحاب الخبرة والتجربة، وعدم التسرع، لأننا سئمنا من التعثر ، يجب ربح الوقت وتوفير الجهد في التكوين لنشر ثقافة الاحتراف وتدعيم منظومة كرة القدم بقوانين صارمة تحدد المسؤوليات، لأن الاحتراف هو إعطاء المثال الحي في كل المجالات .
" عقوبات لم ترق الى مستوى الاثر المعنوي "
= وكيف تلقيت عقوبات الفيفا ضد مسرحية مصر؟
== عقوبات مخيبة للآمال، ولم ترق الى حجم الاثر المعنوي الذي لحق بالشعب الجزائري، ولم يرغب أي جزائري حر أن تصل الأمور الى ما بلغته من مهاترات أخرجت الجميع عن النص، واعتقد ان العقوبة شكلية في نظر الكثير، لكنها تدين الطرف المصري الذي لم يفلح في تسيير ملف عبث بمصداقية اتحاد الكرة المصري وفضح امره ، وبالمناسبة كل الشكر الى الطرف الجزائري الذي احسن تسيير الملف في صمت وحكمة ..
= هل شتحضر مونديال جنوب افريقيا؟
== بعد تفكير طويل وتمعن في وضعيتي الصحية، اشكر السلطات العليا التي منحتني فرصة حضور المونديال، لكن للأسف ظروفي الصحية تحول دون ذلك.