ارتفعت حصيلة الزلزال الذي ضرب منطقة بني يلمان بالمسيلة، اليوم، إلى ثلاثة قتلى، غداة وفاة امرأة في الـ76 من عمرها ليلة الاثنين إلى الثلاثاء بمستشفى المسيلة متأثرة بجراحها، في حين كشفت إحصائية رسمية عن معاناة 302 شخصا من صدمات نفسية وعصبية عقب زلزال الجمعة الأخير والهزات الارتدادية التي أعقبته.
وفي بيان لخلية الأزمة، أفيد أنّ الضحية الثالثة جرى إجلاؤها بعد ظهر الجمعة الماضي، وذكر أنّه من مجموع الجرحى الذين تلقوا إصابات متفاوتة، لم يبق بالمستشفى سوى سبعة أشخاص لا يزالون تحت المراقبة الطبية.
وأشارت الخلية ذاتها، أنّ حصيلة الجرحى ارتفعت بفعل الهزة الارتدادية الأحد المنقضي التي مست خاصة بلدية “ونوغة” الواقعة على بعد 10 كلم عن بني يلمان، وأسفرت عن سقوط 43 جريحا وضع بينهم 36 تحت الرقابة الطبية.
إلى ذلك، أشار محمد صالح المانع والي ولاية المسيلة، الاثنين، أنّ الزلزال الأخير خلّف 579 منكوبا، مشيرا إلى توزيع 581 خيمة على مستوى منطقة بني يلمان، فضلا عن 50 خيمة أخرى سيتم توزيعها لاحقا.
وفي لقاء صحفي عقده بمقر الولاية، شدّد المانع على مواصلة الدولة دعمها للتكفل والوقوف إلى جانب المواطنين من خلال المساعدات الميدانية، وكذا التكفل بكل البنايات وفق الدراسات التقنية ضمن صيغة البناء الريفي، وتم التكفل بالتلاميذ المتمدرسين من خلال وضع برنامج خاص بامتحانات الفصل الثالث وكذا تسخير عشرة مستشارين لتخفيف آثار الصدمة على شريحة المتمدرسين.
أغلب المرافق العمومية تضررت من الزلزال
أسفر زلزال الجمعة الماضي عن إلحاق أضرار بالغة بعديد المرافق العمومية والإدارية بالبلديتين.
وأفادت مصادر محلية أنّ الإحصائيات الأولية التي تقوم بها 20 فرقة تابعة لهيئة المراقبة التقنية، أوضحت بأن أضرار هذه الكارثة الطبيعية تتمثل أساسا في تصدع وتشقق وانهيار جزئي لسبعة مساجد بينها أربعة تقع بمنطقة ونوغة إضافة إلى متوسطتين ببني يلمان و7 مدارس ابتدائية بالبلديتين ومقريهما الإداريين.
وأشار والي المسيلة محمد صالح المانع بأنّ مرافق أخرى ذات أهمية في حياة المواطنين لا تزال لليوم الثالث متوقفة عن أداء مهامها العمومية، في صورة عيادة متعددة الخدمات ببني يلمان وقاعتين للعلاج بونوغة ومركزين ثقافيين بالبلديتين ومكتبتين بلديتين ومقر فرقة الدرك ومفرزة الحرس البلدي ببني يلمان.
وأوضح المسؤول ذاته أنّ الجماعات المحلية للمسيلة تعتزم الشروع في ترميم المرافق ذاتها مباشرة بعد استكمال عملية الإحصاء التي يرتقب أن تنته مطلع الأسبوع المقبل على أقصى تقدير.
وفي انتظار استكمال عمليات الترميم، فإنّ المرافق العمومية المُشار إليها سوف تعود إلى تأدية مهامها في القريب العاجل عبر استغلال البعض منها جزئيا أو تعويضها بالخيم مثلما حدث بالنسبة للعيادة متعددة الخدمات ببني يلمان كما أضاف المسؤول نفسه.
ويرجح لجوء السلطات المحلية إلى البناء الجاهز في إعادة بناء بعض المرافق التي يثبت بعد الانتهاء من الإحصائيات أنها مصنفة في الخانة الحمراء.
وتطلب الوضع تسخير 170 عونا للحماية المدنية و32 سيارة إسعاف و 9 شاحنات للإطفاء و4 مولدات كهربائية و7 خيم بالعيادة متعددة الخدمات ببني يلمان.
يٌشار إلى أنّ زلزال بني يلمان بلغت قوته 5.1 درجة على سلم ريشتر، بينما قدّرت شدة الهزة الارتدادية الأحد الماضي بخمس درجات