تذكرت حال زوجتي في أصعب وأسعد لحظات حياتي
قال المدرب الوطني رابح سعدان أن السعادة التي غمرته عقب إطلاق الحكيم السيشلي "ايدي ماييه" لصفارة انتهاء المباراة الحاسمة ولدت لديه شعورا غير مسبوق، موضحا بأنها إحدى أفضل لحظات حياته، خاصة بعد عودة المنتخب الجزائري لساحة الكبار والتفاف كافة طبقات الشعب الجزائري حول المنتخب.
قال المدرب الوطني رابح سعدان أن السعادة التي غمرته عقب إطلاق الحكيم السيشلي "ايدي ماييه" لصفارة انتهاء المباراة الحاسمة ولدت لديه شعورا غير مسبوق، موضحا بأنها إحدى أفضل لحظات حياته، خاصة بعد عودة المنتخب الجزائري لساحة الكبار والتفاف كافة طبقات الشعب الجزائري حول المنتخب.
ورد سعدان في تصريحات لحصة "ميدي 1 سات" المغربية في حصة "الماتش" بان أول شيء فكر فيه حينذاك هو حرمه التي وقفت إلى جانبه في الشدائد وشدت من أزره، خاصة وأنها عاشت كوابيس طويلة عقب حادثة مكسيكو 86.
وقال سعدان "انه شعور باعتزاز بحدث لم يكن يخطر على بال أحد قبل سنتين، خاصة بيننا في الطاقم الفني وأعضاء المنتخب من مسؤولية كبيرة تحملناها كاملة في الأيام الأخيرة من التصفيات".
"حادثة القاهرة.. كشفت بأن الاعتداء مدبر"
وعاد المدرب الوطني إلى الخطوات الأخيرة من التصفيات، مركزا كثيرا على الاعتداء الدموي الذي تعرض له منتخبه في سفرية القاهرة، وهي المرة الأولى التي يحكي فيها بتفاصيل أدق عن حادثة رشق حافلة المنتخب أثناء وصولها إلى المطار.
واستذكر الحادثة بالقول: "لم أكن أتصور إطلاقا هذا السيناريو، خاصة وان الاعتداء الجبان جاء بعد أقل من دقيقتين من الاستقبال الرائع الذي حظينا به في المطار، لقد أدركنا فيما بعد أن كل شيء مخطط من ذي قبل". وتابع "لقد حاولوا إرهابنا قبل المباراة بغية الفوز علينا، حتى أنهم لجأوا إلى طرق غير رياضية للتفوق على حسابنا".
"لطف الله وفطنة روراوة أنجيانا من الكارثة"
وأشاد المدرب الوطني كثيرا بالدور الذي لعبه رئيس الاتحادية محمد روراوة، معتبرا بأن لطف الله تجسد في فطنته حينما قام بعملية استنفار واسعة وأبلغ ممثلي الاتحادية الدولية بذلك.
واسترسل "المصريون لجأوا لطرق غير رياضية للفوز علينا، لأنهم كانوا يدركون قوة المنتخب الجزائري ومن الصعب الفوز علينا بتلك النتيجة"، مشيرا إلى أن الجزائر تحدثت عن الحڤرة في ظرف ثوان، بينما لازالت الألسن في مصر تلوك الموضوع يوميا".
"الصدمة كانت سبب خسارتنا في القاهرة"
واعتبر سعدان أن منتخبه لم يكن لينهزم بهدفين في مباراة القاهرة وكان بإمكانه خطف تأشيرة التأهل من هناك قبل اللجوء للمباراة الفاصلة لولا تداعيات الصدمة التي تعرض لها أعضاء المنتخب عقب الاعتداء.
وصرح في تسجيل لنفس الحصة "لقد كان أثر الصدمة كبيرا، فبالإضافة إلى مسلسل الإصابات الذي لحق بنا، فإننا عانينا من هذا الجانب نتيجة إصابة لاعبين أساسيين، مع ذلك فإننا صنعنا عدة فرص رغم أننا لم نجسدها إلى أهداف".
مطمور "تعقد" وحليش أصيب بالإسهال والبقية بالجفاف
وبرر سعدان مردود لاعبيه بوقع الصدمة الذي كان كبيرا، مشخصا حالة مطمور الذي ولد وترعرع في أوروبا، ولم يكن عرضة لهذا المشهد في تاريخه، مؤكدا بأن وقع الصدمة كان كبيرا ولم يقو على لمس الكرة.
ولم تستثن الصدمة حتى المدافع حليش الذي لعب في البطولة الجزائرية وكان يدرك صعوبة الموقف، فبالإضافة إلى إصابته بتشنج عضلي فقد تعرض إلى إسهال حاد، بل هناك الكثير من اللاعبين الذين تعرضوا للجفاف ما أثر على أدائهم.
"عجزت عن تركيب تشكيلة من 11 لاعبا بسبب الإصابات"
وذكر سعدان المتاعب التي لاحقته منذ تربص ايطاليا وإصابة عدد كبير من أعمدة الفريق، يضاف إلى حادثة الاعتداء التي كادت أن تفقده عنصرين أساسيين هما لموشية وحليش، بالإضافة إلى تبعات ذلك وتأثيرها على صايفي ومطمور والبقية.
وقال المتحدث انه لم تكن تهمه العناصر التي سيدرجها في التشكيلة بقدر ما كان يبحث عن 11 لاعبا جاهزا للمباراة بسبب كثرة الغيابات.
"اللاعبون عاشوا "القنوط" وتدربنا شكليا في السودان"
وأشار صاحب الثلاثية التاريخية بوصول الجزائر للمونديال بأن الأجواء التي سبقت مباراة الخرطوم ميزتها حالة "القنوط" التي عاشها اللاعبون بعد حادثة الاعتداء، والتي ولدت فيهم روحا معنوية تجلت في حالة الإثارة والنرفزة فوق الميدان.
وواصل حديثه "لقد بدا وقع الصدمة كبير خاصة وان المباراة الحاسمة كانت ستلعب في الخرطوم القريبة من مصر، وكان من المتوقع حضور أنصار مصر، لكني حاولت أن أهون من الأمر وابلغهم بأن السودان بلد محايد وتجمعنا بهم العروبة والإسلام بالإضافة إلى كرمهم وحبهم للجزائريين".
وأكد بأن هذا الخطاب لم يجدي أمام اللاعبين سوى بعد وصولهم لمطار الخرطوم حينما حظيوا باستقبال شعبي كبير من السودانيين والجزائريين أنفسهم.
مضيفا "حينما أبصرت ملامح اللاعبين أدركت بأن المنتخب عائد بقوة ولم يكن أمامنا في التدريبات سوى التخلص من رواسب مباراة مصر".
وقال بأن الأيام التي سبقت المباراة الحاسمة بأم درمان كانت مجرد تحضير نفسي للاعبين بعيدا عن التكتيك، لذلك أشركت يبدا الذي كان في الاحتياط.
"أدركنا قوتنا حينما عدنا بالفوز من زامبيا"
وقال سعدان انه سير الفريق وفق خطوة بخطوة حينما التقى رئيس الاتحادية في سبتمبر 2007 وسارت الأمور بشكل ايجابي، لكنه ادرك بحظوظ المنتخب الجزائري حينما بلغ كأس افريقيا بعد نهاية مرحلة الذهاب والفوز على زامبيا في عقر دارها.
واوضح سعدان "سطرنا كأس افريقيا كهدف أولي، وفوزنا في زامبيا فتح شهيتنا وجعل الجميع يتفرغ لكأس العالم الذي بلغناه بجدارة".
وتمنى سعدان لو كانت البلاد العربية ممثلة في تونس والمغرب، موضحا بالقول "من غير المعقول ان تكون هذه المنتخبات غائبة عن المونديال الإفريقي لما تملكه من إمكانات كبيرة"، ليحيي الشعوب العربية التي وقفت إلى جانب الخضر، خاصة منها المغاربية بما فيها ليبيا.