عبر المدرب الجزائري المقيم بالمغرب، نجم الدين بلعياشي، عن رغبته في العودة إلى العمل بالجزائر، ليس كمدرب لشباب بلوزداد، لكن في مجال التكوين، سواء بأحد نوادي القسم الأول، أو بالإشراف على الفئات الشبانية للمنتخب الوطني.كما كشف بلعياشي بأنه تعرض لمؤامرة من قبل ثلاثة لاعبين من شبيبة القبائل، وبعض مسيري الفريق، قبل نهائي كأس الاتحاد الإفريقي لسنة . 2001 وأرجع بلعياشي انهيار شباب بلوزداد بعد سنة 2003 إلى التسامح الكبير للرئيس السابق، لفقير، مع نجوم الفريق .
* نود معرفة جديدك بعدما غبت عن الساحة التدريبية لسنتين؟
- أنا حاليا في مرحلة تقاعد بعد مشوار طويل في مجال كرة القدم، فقبل موسمين شعرت بالإرهاق وفضلت الابتعاد والعودة الى المغرب، لأتفرغ لأمور أخرى مع عائلتي، تلك الفترة كانت كافية لأستعيد عافيتي تماما، بحيث ارتحت بما فيه الكفاية، وأود العودة إلى عملي، ولكن بعيدا عن الضغط .
* من الصعب إيجاد فريق لا يعيش الضغط، فأي نوع من النوادي التي تريد الإشراف عليها مستقبلا؟
- اعلم بأنه لا يجد أي فريق لا يلعب تحت الضغط، ولا يوجد أي مدرب يعمل في راحة تامة، فطبيعة عملنا تفرض ضغوطا كبيرة علينا، ولكن سني المتقدم لا يسمح لي بأن أعمل مع كثير مع الأكابر، وأفضل الإشراف على الشباب، سواء في الفرق الجزائرية أو المنتخب الوطني، وأرى بأن الفئات الشبانية ليست في حاجة كبيرة إلى مدربين في بداية مشوارها، لكن يجب أن يشرف عليهم مدربون متقاعدون، مثلما يحدث في الدول المتطورة في كرة القدم، فمدربون كبار السن يقدمون كل خبرتهم للشبان، ويساهم في إنتاج أجيال من لاعبين ممتازين.
* من كلامك نفهم بأنك ترفض العمل مع أكابر أي فريق جزائري، يطلب خدماتك مستقبلا؟
- يشرفني العمل في الجزائر، فكل النوادي التي عملت بها في السابق علمتني الكثير، بالرغم من خبرتي الطويلة في كرة القدم، وأبقى دائما أتعلم أشياء جديدة من عالم الكرة المستديرة التي تسحر الملايين، ولن أرفض العمل مع أي فريق جزائري، ولكنني أتمنى أن أعمل مع الشبان، لأنني متأكد من أنني سأجد راحتي كثيرا، ولن أجد صعوبات كبيرة في العمل معهم .
* دربت شباب بلوزداد ثلاث مرات، فهل يمكن أن تكون هناك فترة رابعة، في حال طلبك مسؤولو الفريق؟
- شباب بلوزداد من الفرق الكبيرة التي عملت بها، وكان لي الشرف أن أشرف على فريق طموح مثل الشباب، أين دربت لاعبين من خيرة ما أنجبت الكرة الجزائرية، ولكن لا يمكنني العودة لتدريب هذا الفريق، بعد ثلاث مرات أشرفت فيها على عارضته الفنية.
* بعدما كان الشباب يتنافس على البطولة والكأس انهار وعانى كثيرا من شبح السقوط، في رأيك ما السبب؟
- في وقت سابق كان الشباب من أقوى الأندية الجزائرية، لأنه كان يمتلك لاعبين ممتازين، وأشرف عليه مدربون كبار، وبفضل الاستمرارية والاستقرار على مستوى التشكيلة، ساهم كثيرا في تكوين فريق تنافسي، ولكن الفترة الأخيرة للرئيس محمد لفقير، بدأ الفريق ينهار تدريجيا.
* خلال مشوارك الطويل دربت مئات اللاعبين في الجزائر، فمن أفضل لاعب أشرفت عليه؟
- البطولة الوطنية فيها لاعبون ممتازون وفي كل المناصب، ولكن اللاعب المفضل بالنسبة لي هو كريم بختي، هذا الأخير أشرفت عليه في شباب بلوزداد وكنت أستمتع عندما أراه يلعب .
* حدثنا قليلا عن تجربتك مع شبيبة القبائل، ورحيلك عن الفريق قبل عشرة أيام عن موعد نهائي كأس الاتحاد الإفريقي في .. 2001
- في شبيبة القبائل كنت أعمل بصفة طبيعية وكانت الأمور تسير بشكل جيد، سواء من حيث النتائج على المستوى المحلي أو القاري، فقد كنا متأهلين إلى نهائي كأس الاتحادي الإفريقي، وكانت تنتظرنا مباراة هامة أمام وفاق سطيف، وقبلها شعرت بأن أمرا ما يدبر من حولي، ولكنني واصلت العمل مع المجموعة، وكانت إشاعة تحضير خليفتي قد وصلت إلى مسامعي، وخلال إحدى الحصص التدريبية بملعب أول نوفمبر، رأيت المدرب المغترب، سنجاق، على جانب المستطيل الأخضر، ويراقب العمل الذي نقوم به، فأدركت بأنه المدرب المقبل لشبيبة القبائل.
* سعدان يبحث عن لاعبين جدد لضمهم إلى المنتخب الوطني، ومعالم الفريق الذي سيشارك في المونديال قبل أقل من شهرين، ما رأيك؟
المنتخب الوطني حاليا، حديث العام والخاص، وقد زادت شهرته بعد التأهل إلى كأس العالم للمرة الثالثة، بعد موندياليْ 1982 و1986 بإسبانيا والمكسيك، والنقاد كثروا وأصبح كل من هب ودب يعطي رأيه ويدلي بالنصائح للطاقم الفني، وأعتقد أن الأمور واضحة وضوح الشمس، وحتى إن كانت لي آراء مخالفة ولا تتماشى مع ما يقوم به سعدان حاليا، أفضل الصمت أحسن، لكي لا أحسب على المشوشين، وأتمنى أن يتركوا سعدان يعمل، والنتائج هي التي توضح كل شيء .