يشكل مدرب وفاق سطيف نور الدين زكري في الآونة الاخيرة الاستثناء في الوسط الكروي، عمل في صمت وبعيدا عن الاضواء، عايش يوميات الوفاق، أخرجه من غرفة الإنعاش، لكن ذلك لم يقه شر الألسن والتطاول ومحاولة هز الثقة بينه وبين رئيس الفريق السيد عبد الحكيم سرار وكان محل ضغط كبير عشية مباراة فريقه ضد اتحاد دوالا . ومباشرة بعدها خص الشروق بهذا الحوار .
بعد 15 مقابلة، أين يضع المدرب زكري الوفاق؟
أظن أنني وجدت فريقا في غرفة الانعاش، مشاكل متعددة الجوانب منها المعنوية والمادية والانضباطية ناهيك عن الإفلاس التكتيكي والبدني. ومنذ إشرافي على العارضة الفنية ركزت كثيرا على الجناب المعنوي والبسيكولوجي، ومن نفس الجانب كنت أقرر أرضية عمل تكون متوازية مع الجانب الأول . وكل هذا أعطى نتائجه على الفور بفوزنا بكأس شمال إفريقيا . المرحلة الثانية هي مرحلة الانظباط بمعاقبة اللاعبين الذين خرجوا عن خط الاحتراف المسطر .
لقد شكلت النتائج المحققة ضغطا وإزعاجا واضحا على أكثر من صعيد؟
في أوربا، الناجح يسمى ناجحا، هنا في الجزائر نستحي بكلمة ناجح، والسبب في اعتقادي راجع إلى الغيرة والحسد .
بالعودة إلى الفريق، لقد حافظ على نفس التعداد بإستثتاء رحيل زياية، لكن الأمور باتت مختلفة تماما، أين يكمن السر؟
قيل لي أن رحيل زياية لا يعوض، وكنت على يقين أن هذا الأخير كان وراء نتائج الوفاق لا أقل وأكثر، وقلت بصراحة إن مشروعي الكروي لا يتوقف على رحيل لاعب أو الاعتماد على لاعب آخر، بل على اللعب الجماعي الذي يجعل كل اللاعبين مهمين، وكلهم زياية. وتحققت الوثبة بتوفيق من الله .
لقد ظهرت بعض بوادر التشنج في العلاقة بينك وبين الإدارة في وقت يحقق الفريق نتائج جيدة كيف تقرأ ذلك؟
أعتقد أن بعد الإدارة عن الفريق وعدم اجتماعها معي تسبب في بروز حساسية، بدليل إجراء تربص في تونس لمدة 15 يوما، ولم يحضر مسؤول واحد، وحتى بعد رجوعنا مكثنا أكثر من شهر دون أن يسأل عنا، وتنقلنا إلى أدغال إفريقيا بمفردنا، وأعتقد أن كل ذلك يعود إلى الازمة المالية الخانقة التي يعيشها الفريق مع مطالبة الجميع بمستحقاته .
وفي ظل التراكمات تحمل زكري أعباء كل الجوانب حفاظا على استقرار وتركيز الفريق .
لا يخفى على أحد أن النتائج تحرك بعض الفرق لاستدراج المدرب، هل هناك فعلا اتصالات في الواجهة؟
نعم، لكن الوقت غير مناسب للافصاح عنها، وانطلاقا من اخلاقيات المهنة والاحترافية وما يمليه ضميري يجب أن يعرف الجميع أنني وفي حتى النخاع لمدينة سطيف ووفاق سطيف أيضا، ولن يصدر مني تصرف أحمق أبدا، ولو أردت العكس لتنقلت إلى الترجي التونسي مباشرة بعد تتويجنا بكاس اتحاد شمال افريقيا الذي طلب خدماتي حينها .
إذن الصخب الاعلامي الاخير مناورة استهدفت هز الثقة بينك وبين الرئيس سرار لا غير؟
هذا واضح، وبالتالي اعتقد ان كل واحد منا مسؤول ويدرك حجم تصريحاته، وانطلاقا من مواقعنا لا يمكن السقوط في فخ مهاترات وكلام فارغ لا يخدم مصلحة فريق يطمح للعب فقط على الأدوار الأولى، وأؤكد عبر صفحات الشروق أن علاقتي بسرار جد محترمة ولم يصدر مني ولا من سرار عيب .