الشروق تغوص في أعماق العاصمة المالية: الخضر سيحدثون المفاجأة في المونديال
الشروق في شوارع العاصمة باماكو
"ما تعرضتم إليه في مصر إرهاب ونتوقع أن تعاقبهم الفيفا رفقة البنين"
"سنفوز عليكم لأننا استعدنا كامل النجوم"
كرة القدم أفيون الشعوب، مقولة تنطبق على الماليين الذين يعتبرون كرة القدم ملاذا من جحيم العيش المأساوي والفقر المدقع الذي تعرفه باماكو.
المقموعون في باماكو كثر لكنهم كلهم قمة في الأخلاق والقيم النبيلة.. هم شعب يعيش على البساطة وليس على التكلف، هم يكتفون بما كتبه الله لهم (99 بالمائة منهم مسلمون) لذلك تجدهم لا يتصنعون ..يقولون كل ما يأتي على خاطرهم لكن في مجال الكرة لا غلبة إلا للمنتخب المالي، هكذا يرى الكثير من الماليين الذين يعتبرون الجزائريين شعبا واحدا لا تفرقه الرياضة وهو ما تم استقراؤه في جولتنا في شوارع العاصمة المالية باماكو عقب نهاية قرعة مباريات المونديال التي جرت مساء الجمعة.
كانوتي رمز الماليين وسيدو كايتا الأكثر شعبية
على الرغم من عدم تواجد الرايات المالية بكثرة هنا في باماكو إلا أن الشعب المالي متعلق إلى حد الجنون بمنتخبه لأنهم يرون فيه الأمل الذي يوقظ فيهم الهمة ويبعد عنهم بأس اليوميات التعيسة.
ويملك لاعب البارصا سيدو كايتا قاعدة شعبية جارفة لكنها لم تتغلب على شعبية المهاجم كانوتي الذي يعتبرونه رمزا لا ينبغي أن يأفل، ويجد كانوتي صعوبة كبيرة لدى دخوله مالي بالنظر للحشد الجماهيري الكبير الذي يطوف به مثلما قال الشيخ ادريسا عامل في فندق لاميتي وسط باماكو "بالنسبة لنا نحن الماليين فكانوتي أحد أهم اللاعبين بل أبرزهم ليس لأنه يلعب في البطولة الاسبانية أو أنه هداف بارع بل لأن أخلاقه عالية فهو متواضع يحب شعبه.. انه لاعب من الطراز الفريد لذلك تجد شعبيته كبيرة، تصور لما يأتي إلى هنا لا يرفض أي طلب للحديث معه وأحيانا ينزل إليك من الحافلة المقلة للمنتخب من أجل مصافحتك إنه أمر غاية في الإعجاب".
"نملك لاعبين كبار لكننا نفتقد لمدرب عالمي"
لا يحظى المدرب النيجيري للمنتخب المالي ستيفن كيشي بحب الجماهير المالية على الرغم من دعم اتحادية البلد له، حيث ترى أغلبية محبي المنتخب أن مالي لديها لاعبين كبار ينشطون في أقوى الدوريات الأوروبية في شاكلة نجم جوفنتوس محمد سيسوكو، نجم اشبيلية فريديريك كانوتي ونجم البارصا سيدو كايتا والمتميز في الريال مامادو ديارا، إلا أن غياب مدرب عالمي يقلص من حظوظ المنتخب لتحقيق نتائج ايجابية مثلما قال كل الذين تحدثنا إليهم في الموضوع.
الجزائريون والماليون.. علاقة متميزة
تعرف العلاقات الجزائرية المالية تميزا كبيرا سواء على المستوى الرسمي او الشعبي، وبغض النظر عن علاقة الجوار فإن الشعب المالي يكن محبة كبيرة للجزائريين وهو ما تلمحه لدى الوصول إلى باماكو، فالكل يسعد كثيرا لما تقول انك جزائري.. وعلى المستوى الرياضي تعتبر الجزائر منطقة مهمة للاعبين الماليين باعتبارها مركز عبور نحو الاحتراف في أوروبا وهو ما يفسر رغبة الكثيرين الالتحاق بالبطولة الجزائرية.
"الخضر قدموا أروع الصور في التصفيات ويستحقون التأهل"
يوميات الماليين كلها في الحديث عن الكرة لذلك لا غرابة أن تجد الأغلبية يعرفون بالتدقيق نتائج وأخبار الفرق الكبيرة، وعلى الرغم من عدم تواجد المنتخب المالي مع الجزائر في مجموعة واحدة في التصفيات السابقة إلا أن الماليين يتابعون باهتمام نتائج الخضر، واجتمعت الآراء المالية حول المستوى الكبير الذي أظهره أشبال سعدان في مباريات التصفيات مؤكدين أن فارقا كبيرا حدث على المستوى العام للتشكيلة، فسليم سماقوا سائق الطاكسي الذي عاش لسنة في الجزائر يرى "منذ سنوات كنت في الجزائر التي عشت فيها لعام واحد كنت أتابع البطولة الجزائرية تنقلت مرات عديدة إلى الملاعب خاصة 5 جويلية. شاهدت المنتخب الجزائري. لم يكن مستواه كبيرا لكن في التصفيات الأخيرة أبهرني حقا فطريقة لعبه تغيرت كثيرا لذلك يستحق تأهله لكأس العالم".
التلفزيون المالي.. "خبر عاجل" منتخب الجزائر يتعرض إلى اعتداء همجي في مصر
كشف لنا بعض الإعلاميين الماليين أن التلفزيون المالي تعامل مع خبر اعتداء المصريين على حافلة الجزائر باهتمام كبير، والبداية كانت ببث صور الاعتداء في شكل خبر عاجل استمر على فترات "منتخب الجزائر يتعرض إلى اعتداء همجي في مصر"، وهو ما حقق نسبة مشاهدة عالية، ونقل إعلاميو الصحافة المكتوبة خبر الاعتداء بالتفصيل مع تصريحات للاعبين ورئيس الاتحادية، كما تم أخذ آراء الشارع المالي.
تضامن كبير مع الجزائر ونظرة سوداوية على المصريين
تركت الصور المرعبة لاعتداء المصريين على حافلة المنتخب الوطني بالغ الأثر لدى الشعب المالي الذي يرى أن ما قام به المصريون يدخل في خانة الإرهاب الذي يستعمل العنف والأذى للوصول إلى أهدافه، فسائق الطاكسي سماقوا اعتبر الأمر خطيرا جدا لفريق كرة القدم "طبيعة عملي تتركني لا أغادر السيارة من الصباح إلى وقت متأخر من الليل وفي ذاك اليوم نقلت أحد الامريكيين حتى لفت انتباهي في الشاشة الكبيرة لمطعم اللبنانيين صور الاعتداء التي بثها التلفزيون المالي استغربت للأمر لأنه محزن".
المصريون والبنينيون استعملوا الهمجية ونطلب معاقبتهما معا
شبه الماليون ما وقع للجزائر في القاهرة بما حدث للمنتخب المالي بالبنين في المباراة التي جمعت المنتخبين في العاصمة كوتونو في إطار الجولة الثالثة من التصفيات المزدوجة والتي أسفرت عن حدوث بعض الإصابات في صفوف الأنصار واللاعبين وهو ما جعل الاستياء على البلدين كبيرا جدا "المصريون والبنينيون قاموا بنفس التصرف الإرهابي لذلك نطلب معاقبتهما معا ليكونوا درسا للبقية لأن ما وقع للجزائر والبنين ممنوع دوليا ولا علاقة له بالرياضة".
"تمنينا تفادي الجزائر لكننا سنفوز عليكم"
لم تكن قرعة كأس إفريقيا للأمم التي وضعت الجزائر والمالي في نفس المجموعة لتسعد أنصار المنتخب المالي، حيث رغب الكثير في تفادي الخضر حسب تصريحات بعض الأنصار الذين التقينا بهم بملعب 19 مارس في الحصة التدريبية لوفاق سطيف "كنا نتمنى أن تضعنا قرعة كأس إفريقيا في مجموعة سهلة لكن للأسف وضعتنا رفقة البلد المنظم انغولا والجزائر، كنا نتمنى تفاديهما معا لأن الأول يلعب على أرضه وأمام أنصاره وهو ما يخلق لنا صعوبات والجزائر مستواها تحسن كثيرا عما كان عليه وما قدمته ضد مصر أكبر دليل لكننا سنسعى للفوز عليكم" وقاطعه أحد المناصرين "المباراة صعبة نتمنى الفوز عليكم لكننا نتمنى التأهل معا إلى الدور الثاني".
"الجزائر باستطاعتها التأهل رفقة انجلترا"
يملك المنتخب الجزائري شعبية كبيرة في مالي وقد لا يتصور أي سائح مدى حب الجماهير المالية لرفقاء مغني، فخلال جولتنا التي قادتنا إلى أغلب شوارع العاصمة ومحلاتها استطعنا الوقوف على الحب الذي يكنه الشعب المالي للجزائريين وان كان جل أنصار منتخب مالي يتمنون خسارة الجزائر ضدهم في كأس إفريقيا -هذا طبيعي- فإن الأغلبية الساحقة تتمنى أن ترى الخضر في أحسن صورة بالمونديال، لتأتي قرعة الجمعة التي احتضنتها جنوب إفريقيا لتزيد من تفاؤل أنصار مالي بقدرة الجزائر التأهل للدور الثاني رفقة انجلترا حسب ما صرح به مساعد مدرب المنتخب المالي كوليبالي مامادو "نعم الجزائر تملك كامل الحظوظ للمرور للدور الثاني في المونديال وأتوقع أن يكون التأهل رفقة انجلترا ورغم فارق المستوى إلا أنني لا أستبعد أن تكون هناك مفاجآت ولم لا تكرار ما فعلتموه ضد ألمانيا في 82 ولو تتمكن الجزائر من الفوز على سلوفينيا في المباراة الأولى فأتوقع أن تذهب بعيدا في المونديال، فيما الأمر يبدوصعبا للفرق الإفريقية الأخرى وان كان مستوى كوت ديفوار مميزا جدا وشخصيا أعتبره الأحسن إفريقيا ومستوى لاعبيه يضاهي مستوى الفرق العالمية".