قد يجد مدرب "الخضر" الشيخ رابح سعدان صعوبة كبيرة في الاختيار بين الحارسين لوناس قواوي وزميله فوزي شاوشى ليكون أحدهما هو الحارس الأول وحامل لواء الدفاع عن عرين محاربي الصحراء في كأس العالم جنوب أفريقيا 2010.فبين خبرة ورزانة قواوي وفدائية وحماس شاوشي فإن سعدان قد يجد صعوبة في تحديد الحارس الذي يمكن أن تُلقَى على عاتقه هذه المسئولية الضخمة وخاصة أن حراسة المرمى لم تكن يوما ضمن نقاط قوة الكرة الجزائرية التي طالما ما قدمت مواهب فذة للعبة ولكن لم يكن من بينها مركز حراسة المرمى.
فبالرغم من أن التاريخ يذكر للكرة الجزائرية أنها قدمت عديد من الحراس الجيدين مثل سرباح ونصر الدين دريد والعربي الهادي وغيرهم ولكن يبقى الواقع ليؤكد أن الجزائر لم تقدم يوما حراسا للمرمى على نفس القدر من الأهمية والشهرة التي حظي بها عدد آخر من الحراس الأفذاذ الذين قدمتهم بلدان أفريقية أخرى كالكاميرون ومصر والمغرب على سبيل المثال لا الحصر. ويبدو أن الأمر لن يختلف كثيرا في جنوب أفريقيا حيث لا يمكن القول بأن حراسة المرمى ستكون هي أقوى نقاط قوة الخضر في المونديال،
فعلى الرغم من أن الحارس شاوشى، الذي أسند إليه القدر دور في مشهد تاريخي حينما وجد نفسه في مواجهة المنتخب المصري بالمباراة الفاصلة التي ستحدد المتأهل لجنوب أفريقيا بعد إصابة الحارس الأساسي قواوي في ذلك الوقت، أبان عن موهبته في أم درمان وقاد الخضر للنهائيات بعدما أجهض كل محاولات الفراعنة، إلا أن بينما كانت أسهمه تحلق في السماء مع استمرار نجاحاته خلال بطولة كأس أمم أفريقيا بأنجولا، أظهر الحارس الشاب جانبه القبيح في مباراة الدور نصف النهائي للبطولة الأفريقية باعتدائه على الحكم البنيني كوفي كودجا مما عرضه للإيقاف والاستبعاد من تشكيلة الفريق وإن كان من المتوقع أن يعيده سعدان للفريق قبل السفر لجنوب أفريقيا ولكن تبقى الهواجس قائمة من ضعف خبرة هذا الحارس الموهوب في المواقف العصيبة واندفاعه الذي قد يكلف فريقه الكثير كما حدث في أنجولا والتي ستبقى نقطة سوداء بتاريخ حارس وفاق سطيف.
وعلى الجانب الآخر فإن أهم ما يميز الحارس قواوي هو خبرته العريضة بدليل انه بقي الحارس الأول للخضر منذ انضمامه إليهم سنة 2002 ونال ثقة جميع المدربين الذين تولوا مسئولية تدريبهم على كثرتهم رغم وجود حراس آخرين، وظل أهلا لتلك الثقة لسبب بسيط هو أداؤه المتميز في كل المباريات التي لعبها.
كما أن قواوي يتمتع بميزات أخرى تفيد المنتخب أهمها الهدوء المترسخ لديه والحفاظ على أعصاب فولاذية حتى في أحلك الأوقات داخل وخارج الميدان مثلما فعل في مباراة مصر بالقاهرة إذ بقي على هدوئه رغم تلقيه هدفا مبكرا كما أنه لا يتوقف عن تقديم النصائح والإرشادات لزملائه المدافعين دون إثارة أعصابهم ودون معاتبتهم على أخطائهم ولكن في الوقت نفسه فإن قواوي لا يتمتع برشاقة وحيوية شاوشي بالإضافة لغيابه المستمر طوال هذا العام لتكرار إصاباته وهو ما أثر عليه بصورة سلبية وظهر جليا في هزيمة الخضر العريضة أمام صربيا وديا ولكن تبقى حيرة الشيخ سعدان بين الرهان على حارس يملك ما يكفي من الخبرات والتي تتناسب مع حجم الحدث المقبل وآخر شاب لا يشق له غبار من حيث إمكاناته الفنية ولكنه يثير العديد من التساؤلات حول قدرته على تحمل حمى بطولة عظمى ككأس العالم.وتبقى بعض الأسماء المحلية الأخرى مثل محمد زماموش وكذلك حارس صلافيا صوفيا مبولحي رايس وهاب وسي محمد سيدريك ومالك عسلة ونسيم اوسرير واحمد فلاح مطروحة هي الأخرى على طاولة سعدان وإن كان اختيار أحدهم قد يكون فقط لسد خانة الحارس الثالث في قائمة الخضر.