خرج عدد من النقاد والإعلاميين المصريين عن صمتهم لانتقاد وبقوة، رئيس إتحاد كرة القدم في بلادهم سمير زاهر، محذرين إياه من مغبة فتح جبهة جديدة مع بعض الدول العربية، على خلفية التجربة القاسية التي عاشها مؤخرا في انتخابات المكتب التنفيذي للإتحاد العربي لكرة القدم .
واعتبر هؤلاء النقاد والإعلاميون بأن رد فعل الرجل الأول في الكرة المصرية، بعد اكتفائه بحصيلة ضئيلة من الأصوات لدخول المكتب التنفيذي للهيئة الكروية العربية، غير مقبول على الإطلاق لأنه ببساطة يريد أن يثير نزاعا جديدا مع دول عربية أخرى، تماما مثلما حدث مع الجزائر .
والواضح بأن خط سير زاهر لم يعد يحقق الإجماع في الأوساط الكروية المصرية، سيما بعد أن أثبتت سياسته الخارجية فشلها في التعاطي مع الأزمة الكروية التي نشبت بين الجزائر ومصر خلال الأشهر القليلة الماضية.
وشهد شاهد من أهلها
ولا يتوانى البعض بالقاهرة في دعوة زاهر للاعتراف بفشله، حتى أن أحدهم راح يصرخ بأعلى صوته في إحدى فضائيات "أم الدنيا" بأن "روراوة رجل بأتم معنى الكلمة"، وكأنه أراد أن يوّجه صفعة موجعة لرئيس الإتحاد المصري بطريقته الخاصة.
ولعل ما يزيد من تضييق الخناق على زاهر إعلانه الأخير برغبته في تقليص المشاركة المصرية في التظاهرات العربية، وكأنه يريد أن ينتقم ممن رفضوا منحه أصواتهم، وأجبروه على رمي المنشفة حتى قبل الشروع في عملية انتخاب النائب الأول لرئيس الاتحاد العربي، بعد أن أيقن بأن هذا المنصب مآله لا محالة لخصمه اللذوذ الجزائري روراوة .
مدرب المنتخب الأولمبي يتحدى زاهر
ويحذر منتقدو سمير زاهر الأخير من تجسيد تهديداته على أرض الواقع لأنهم يعتقدون ببساطة بأن ذلك من شأنه أن يزيد في تشويه سمعة الكرة المصرية التي لم تتمكن بعد التخلص من إفرازات الاعتداء الجبان الذي تعرض له المنتخب الجزائري في أمسية 12 نوفمبر الماضي بالقاهرة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد لأن بعض التقنيين في مصر بدأوا هم أيضا يعربون عن رفضهم لمسعى زاهر في إدارة ظهره لاتحاد شمال إفريقيا بحجة أن هذه الهيئة يرأسها الجزائري روراوة، حيث ذكرت مصادر إعلامية فرعونية بأن مدرب المنتخب الأولمبي المحلي تقدم بطلب إلى مسؤوله الأول للسماح لفريقه بالاشتراك في دورة اتحاد شمال إفريقيا لأقل من 23 عاما، والتي كان من المقرر إجراؤها في بداية شهر جوان القادم بتونس قبل أن يعتذر البلد المضيف عن تنظيمها. ولا ندري إن كان زاهر قد اقتنع أخيرا بأن العزلة التي يريد فرضها على أبناء جلدته على المستوى العربي ستضر الكرة المصرية أكثر مما تنفعها على الرغم من أننا متأكدون بأنه يدرك في قرارة نفسه بأن سلوكه بعيد على أن يعيد إليه اعتباره أمام الضربات المتوالية التي يتلقاها من رئيس الاتحاد الجزائري.