يستعد السوادنيون للتوجه إلى صناديق الاقتراع غدا الأحد للمشاركة في أولى انتخابات تعددية تجرى خلال ربع قرن تقريبا ، فيما أنهت الأحزاب والقوى السياسية والمرشحون أمس حملاتهم الانتخابية.
وأوضح موفد إذاعة الجزائر الدولية إلى الخرطوم أنه من أبرز الأحزاب المشاركة في هذه الانتخابات هو المؤتمر الوطني الذي يمثل الحزب الحاكم في كل مستويات هذه الانتخابات وكذلك الحركة الشعبية والحزب الإتحاد الديموقراطي الأصل بالإضافة إلى حزب المؤتمر الشعبي المعارض.
وقال المصدر أن أكثر من 16 مليون و500 ألف ناخب يتوجهون إلى صناديق الاقتراع غدا للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسة الجمهورية ورئاسة حكومة الجنوب والمجلس الوطني والمجالس الولائية ومناصب الولاة .
وأبرز في ذات السياق أن هذه العملية ستجري عبر مراحل وعبر صناديق منها صندوق يصوت فيه الناخب للمجلس الوطني القومي ب 3 بطاقات و صندوق آخر يصوت فيه الناخب لمرشح البرلمان الولائي والقائمة الحزبية على مستوى الولائي وأيضا القائمة النسوية على المستوى الولائي.
وتم تحديد 8 مرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية السودانية بعد سحب المرشحين خلال الحملة الانتخابية.
وفي الشارع السوداني يبدو الرئيس الحالي عمر حسن البشير هو الأكثر حظوظا والأكثر شعبية في الشارع من خلال آثار حملة انتخابية طالت لأسابيع قام بها المؤتمر الوطني الحاكم وهناك بعض الغموض لازال يكتنف بعض الأحزاب التي دعت إلى المقاطعة.
عمر البشير يؤكد على دعم وحدة السودان
هذا وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أكد أمس أن برنامجه المفبل سيركز على دعم الوحدة بين الشمال والجنوب مشيرا إلى أن أغلبية الجنوبيين يؤيدون عدم الانفصال ، بحيث أن ثلاثين في المائة فقط من سكان جنوب السودان يؤيدون الانفصال عن الشمال، موجها في نفس الوقت هجوما حادا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال البشير: أجرينا استطلاعا سريا أعطانا نتيجة أن أربعين في المائة من المواطنين الجنوبيين مع الوحدة، وثلاثين في المائة مع الانفصال، وثلاثين في المائة لم يحددوا موقفهم بعد .
وأضاف خلال مقابلة مع قناة الشروق التلفزيونية السودانية الخاصة: لذلك برنامجنا القادم هو الوحدة وسندفع بعدد من القيادات إلى جنوب السودان وسأقود هذه الحملة بنفسي ، واعتبر أن وحدة السودان هي أول تحد سيقابلنا .
وكان الرئيس السوداني قد أنهى حملته الانتخابية لاقتراع الأحد بالهجوم على المحكمة الجنائية الدولية التي اتهمته بالمسؤولية عن جرائم الحرب في إقليم دارفور.
وقال البشير أمام تجمع للآلاف من مناصريه في العاصمة السودانية الخرطوم: إن الغربيين في إشارة إلى الجنائية الدولية وصندوق النقد الدولي يجب ألا يوجهوا الإهانات للسودان.
وانتهت رسميا الجمعة الحملات الانتخابية في السودان، وسط مقاطعة عدد من أحزاب المعارضة الرئيسية، وإصرار الحكومة السودانية على إجراء الانتخابات في موعدها.
ويسيطر الغموض على موقف الحركة الشعبية لتحرير السودان من الانتخابات، فبينما كانت الحركة قد أعلنت منذ يومين انسحابها من الانتخابات في الشمال، عاد رئيسها سلفاكير ميارديت، ونفى ذلك الجمعة في لقاء شعبي بمدينة بانتينو بالجنوب.
إلا أن مرشح الحركة لرئاسة الجمهورية ياسر عرمان عاد وأكد قرار الانسحاب، نافيا في الوقت ذاته أن يكون هناك خلاف داخل الحركة.
في الوقت نفسه أعلنت واشنطن التي كانت قد وقفت إلى جانب إجراء الانتخابات في موعدها، استعدادها للنظر في تأييد تأجيل الانتخابات إذا “كان ذلك سيساعد على جعلها أكثر مصداقية.