حديث العام والخاص في الجزائر هذه الأيام تحتكره عودة المنتخب الوطني والكرة الجزائرية إلى الأضواء بعد عديد السنوات العجاف والأزمة التي خلفتها العشرية السوداء التي أتت على الأخضر واليابس، لكن الأوضاع تغيرت نحو الأحسن والأفضل والجزائر اليوم على مشارف دخول التاريخ مرة أخرى في جنوب إفريقيا، حيث تعلق كل الآمال على الخضر في الذهاب بعيدا وسط الكبار من أمثال إنجلترا، الولايات المتحدة وغيرها من الأمم الكروية التي سبق وأن صنعت الحدث في مثل هذا المحفل الكبير.
ولأن الجزائر بلد التقاليد الكروية العريقة وبلد لا مكان فيه للمحال والممنوع، فإن رفاق حسان يبدة عازمون على تخطي كل العقبات والذهاب على الأقل إلى الدور الثاني، كلام لم يقله عامة الناس، بل جاء على لسان الناخب الوطني رابح سعدان الذي وبدون شك يعي جيدا ما يقول، فهو يعتقد ويؤمن بقدرات تشكيلته في الذهاب إلى الدور الثاني، لأن منطق الكرة لا يضع الجزائر في خانة المنتخبات المتواضعة، والمونديال غالبا ما يطلعنا على المفاجآت مثلما فعله منتخبنا في اسبانيا سنة 1982وفعله الكاميرون سنة 1990 لما وصل روجي ميلا إلى الدور ربع النهائي قبل أن يوفق الإنجليز زحفه، وفعلته عديد المنتخبات الصغيرة في تاريخ الكأس العالمية منذ 1930
والمؤكد أن خرجة رابح سعدان الأخيرة لم تنل كامل الموافقة والتزكية طالما أن ثمة عوامل ونقاط لازالت غامضة في نظر أصحاب الاختصاص، فبعضهم يرى أن سعدان محق فيما يقوله وأدرى من غيره بالمنتخب الوطني، والجزائر كما يقولون قادرة الذهاب بعيدا، وأضعف الإيمان تجاوز الدور الأول، بينما الوصول إلى المربع الذهبي أو أكثر، فذلك كما يقول آخرون يدخل في خانة المستحيلات .
أما تقنيون آخرون فيرون أن سعدان أخطأ التقدير لما قال إن تشكيلته ستتجاوز الدور الأول لأنها في الواقع عاجزة كل العجز في تحقيق ذلك طالما أنه لازال لحد الساعة لم يضبط معالم التشكيلة التي سيصطحبها إلى بلد مانديلا، فكيف له أن يتجاوز الدور الأول، كما أن أغلبية الأسماء التي تشكله لا تلعب مع فرقها، بينما تحفظ البعض حول هذه النقطة قائلين إن المنتخب الوطني مبدئيا سيغادر المنافسة في الدور الأول، لكن إذا حضر اللاعبون جيدا وتحلوا بروح التضحية والإرادة مثلما فعلوه في في المباريات التصفوية، فهم قادرون على إحداث المفجأة طالما أن كرة القدم لا تعترف لا بالمنطق ولا بالتكنولوجيا، وتلكم هي الحقيقة التي يتفق بشأنها كل الناس دون استثناء.