صرحت المناضلة الصحراوية من اجل حقوق الإنسان السيدة امينتو حيدار أنها تخشى “حدوث مجزرة جديدة في الأراضي الصحراوية المحتلة مماثلة لمجزرة تيمور الشرقية” وذلك غداة الاعتداء الهمجي الذي تعرض له المدافعون الصحراوين عن حقوق الإنسان في العيون من طرف مستوطنين مغربيين.
ونددت حيدار في بيان نشر بمدريد ب”توجه أكثر من 3000 مستوطن مغربي الى مطار العيون العاصمة المحتلة للصحراء الغربية للاعتداء بهمجية على النشطاء الصحراويين ال12 عند عودتهم من مخيمات اللاجئين”.
وأكدت المناضلة الصحراوية أن ” الصحراويين لا يكرهون الشعب المغربي لكن حكومته تريد استعماله في هذا النزاع من خلال تحريض المستوطنين على الاعتداء على المواطنين الصحراويين الذين يعيشون تحت الاحتلال”.
و في نفس السياق أكدت حيدار أن هذا الوضع ” خطير جدا” و” يمكن ان يتسبب في مجزرة جديدة في الأراضي الصحراوية المحتلة مماثلة لمجزرة تيمور الشرقية.
و ترى ” غاندي الصحراوية” التي ستستلم اليوم الخميس في مقاطعة ليغانس القريبة من مدريد جائزة ” دولوريس ايباروري” التي منحها لها ائتلاف ايزكوردا يونيدا (اليسار الموحد) انه ” عوض الاستجابة للمطالب المشروعة للمعتقلين السياسيين الصحراويين المضربين عن الطعام منذ أكثر من 20 يوما فان السلطات المغربية تقوم حاليا باستعمال المستوطنين المغربيين لابادة الشعب الصحراوي”.
وقامت حيدار خلال زيارتها الأخيرة الى الولايات المتحدة حيث وجهت لها دعوة من طرف مركز كيندي بإطلاع كتابة الدولة الأمريكية و أعضاء مجلس الأمن الأممي بان إستراتيجية النظام المغربي الجديدة ” اخطر الى حد بعيد” من تلك المعتمدة في الماضي الأمر الذي يستدعي إيجاد حل عاجل لتفادي إبادة الصحراويين.
وعلى ذات الدرب النضالي ، قرر مناضلون صحراويون الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من اليوم الخميس أمام مقر ولاية السمارة المحتلة احتجاجا على سياسة قطع الرواتب التي تنتهجها سلطات الاحتلال المغربية “انتقاما” من مواقف المناضلين الصحراويين في مجال حقوق الإنسان.
وحسب تصريحات مصادر حقوقية صحراوية أوردتها وكالة الأنباء الصحراوية فان المناضلين محمد الساعد وانكية الشيخي عبرا في بيان لهما عن تضامنهما “المطلق” مع كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين والمضربين عن الطعام منددين بشدة بالأساليب “القذرة” التي تتعامل بها سلطات الاحتلال المغربية مع المواطنين الصحراويين.
ويعتبر محمد الساعد عضوا فاعلا في لجنة الدفاع عن حماية الثروات الطبيعية بالصحراء الغربية بينما ينشط انكية الشيخي كعضو في اللجنة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بالسمارة المحتلة.
وأبرزت المصادر الحقوقية ذاتها أن مدينة السمارة المحتلة شهدت رفع الاعلام الوطنية الصحراوية وتوزيع المناشير المطالبة برحيل الاحتلال المغربي من الصحراء الغربية وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين مما جعل قوات الاحتلال تتدخل مباشرة وتحاصر عدة منازل.
وفي سياق متصل حاصرت قوات الأمن المغربية مجموعة من المناضلين الصحراويين في مجال حقوق الإنسان بمنزل الحقوقي فكو لبيهي رئيس اللجنة الصحراوية للدفاع
كما أقدم أزيد من عشرين عنصرا من قوات الأمن المغربية على اقتحام منزل الحقوقي احمد السباعي لاعتقاله على خلفية مواقفه المعلنة من القضية الصحراوية حيث خلف الاقتحام حالة من الرعب والفزع في نفوس أفراد عائلة المناضل السباعي الذي لم يكن ساعتها متواجدا بالبيت.
لندن قلقة لتدهور وضعية حقوق الانسان بالصحراء الغربية
أكد مدير دائرة الشرق الاوسط بوزارة الخارجية البريطانية السيد جون كايسن أن لندن “تتابع عن كثب” القضية الصحراوية مسجلا انشغالها باوضاع حقوق الانسان بالمنطقة وذلك خلال استقباله للمنسق الصحراوي مع بعثة المينورسو السيد امحمد خداد بمقر الخارجية البريطانية أمس الأربعاء.
واوضح مدير الشرق الاوسط و شمال افريقيا بوزارة خارجية بريطانيا حسبما اوردته وكالة الانباء الصحراوية (واص) اليوم الخميس ان موقف بلاده من القضية الصحراوية “ثابت” وذلك خلال اجتماع عقده مع المنسق الصحراوي مع بعثة المينورسو.
واضاف مدير الشرق الاوسط ان بلاده “تدعم جهود الامين العام و المبعوث الخاص كريستوفر روس لايجاد حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”.
و خلال اللقاء قدم المنسق الصحراوي شرحا مستفيضا للاوضاع الاخيرة التي تشهدها المناطق المحتلة من الصحراء الغربية “المتميزة بانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان تقوم بها سلطات الاختلال المغربي كل يوم ضد السجناء و المواطنين العزل”.
كما اوضح المنسق انه “لا يمكن السكوت عن استمرار المغرب في عدم احترام قداسة المبادئ الانسانية” مطالبا مجلس الامن الدولي بتحمل مسؤولياته عن حق الشعب الصحراوي و الابتعاد عن “ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي”.
وذكر السيد خداد ان المنظمات العاملة في حقل حقوق الانسان “كانت شاهدة في تقاريرها بان السلطات المغربية تنتهك حقوق الانسان في الصحراء الغربية”، مضيفا ان هذا يستوجب على المجتمع الدولي و على رأسه مجلس الامن الدولي ان “يتحمل مسؤوليته في الدفاع عن الحقوق الكاملة للشعب الصحراوي”.
واعتبر المنسق الصحراوي انه “بات من الضروري ان تشرف منظمة الامم المتحدة على مراقبة احترام حقوق الانسان في الاراضي المحتلة مؤكدا “استعداد الطرف الصحراوي للتعاون مع مراقبي حقوق الانسان الامميين في الاراضي المحررة الموجودة تحت سيطرة جبهة البوليساريو و بالمخيمات الصحراوية”.
و دعا السيد خداد الحكومة البريطانية الى الضغط على المغرب لاطلاق سراح كل المعتقلين الصحراويين المضربين عن الطعام في السجون المغربية و عدم التغاضي عن المغرب في سياسته غير الشرعية بالصحراء الغربية.