اعلن هذا الثلاثاء بموسكو يوم حداد على ضحايا التفجيرين الاخيرين الذين اشتهدفا ميترو الانفاق بالعاصمة الروسية وراح ضحيته ثمانية وثلاثون شخصا ،وتعهد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بالقبض على مدبري الهجمات مؤكدا أن بلاده ستحارب الإرهاب للنهاية حيث صرح خلال الاجتماع الطارئ المنعقد في أعقاب التفجيرات التي شهدتها عاصمة موسكو أن روسيا ستواصل مكافحة الإرهاب والعمل ضد الإرهابيين، معترفا بأنه من الصعب منع حدوث مثل تلك الهجمات الإرهابية وتوفير الأمن في وسائل النقل.
من جهته أعرب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين عزم حكومته القضاء على الإرهاب مؤكدا أن الجماعات التي تقف وراء التفجيرين سيتم الإمساك بها وتدميرها من جذورها.
وقال رئيس هيئة الأمن الفيدرالية الكسندر بورتنيكوف وفقا للمعلومات الأولية فإن مرتكبي هذين الفعلين الإرهابيين جماعات إرهابية على صلة بمنطقة شمال القوقاز، وذكر مصدر بالشرطة أن تفتيشا اجري بمكان الحادث وقال اوليج يلنيكوف المتحدث باسم وزارة الداخلية في تصريح صحفي إن 700 جندي يقومون بدوريات في الشوارع وبدأت عملية ضخمة للشرطة في موسكو.
وقد أسفرت حصيلة الانفجارين اللذين وقعا صباح الاثنين في محطتين من الخط رقم واحد لمترو موسكو حسب التقديرات الأولية حوالي 38 قتيلا و عشرات الجرحى و الحصيلة مرشحة للارتفاع.
و أفادت أنباء من الوزارة الروسية للأوضاع الاستعجالية أن الانفجار الأول الذي وقع على الساعة السابعة50د في محطة لوبيانكا وسط موسكو خلف 25 قتيلا على الأقل و 18 جريحا في حين خلف الانفجار الثاني الذي وقع في محطة بارك كولوتوري على الساعة الثامنة و 40 د وخلف ما بين 13و 15 قتيلا.
و قد تم توافد عدد كبير من سيارات الإسعاف و الشرطة إلى مداخل محطتي الميترو حيث تتواجد فرق المسعفين و المحققين حسبما لوحظ بعين المكان.
وفي هذا الإطار تم غلق كل خطوط الربط بهذه المحطات خشية وقوع اعتداءات أخرى.. إلا أن المتحدثة بإسم شركة مترو الانفاق الروسية أكدت بعد ذلك أنه تم السماح للركاب والصحفيين بدخول محطة ليوبيانكا بينما تم فتح محطة “كالتشرال بارك ” وعادت حركة قطارات مترو الانفاق إلى طبيعتها على طول الخط.
كما أشير إلى أن قنبلة الانفجار الذي وقع بمحطة لوبيانكا كانت تحتوي على2 كغ من “ت ان ت” و أن وزن قنبلة محطة بارك كولتوري كان “مماثلا”.
وفي هذا الشأن رجحت السلطات الأمنية أن يمثل الانفجاران عملا إرهابيا. وحسب أحد المصادر الأمنية فإن هذين الانفجارين يشبهان العملية التفجيرية الإرهابية التي وقعت في محطة مترو أنفاق موسكو “افتوزافودسكايا” سنة 2004 وأيضا تفجيرات مترو لندن عام 2005.
ويرجح أن تكون امرأة هي من فجرت إحدى عربات أحد قطارات مترو الأنفاق لدى وصوله إلى محطة “بارك كولتوري” حسب التحقيق الأولي وكما أشار إلى ذلك تحليل الأشلاء إذ كانت العبوة مثبتة على جسم امرأة.
من جهة أخرى لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها على الفور عن الانفجارين ولكن تحوم الشبهات حول جماعات من شمال القوقاز الروسي.
ويشار إلى أن مقر جهاز الأمن الاتحادي الروسي يقع خلف جهاز الاستخبارات السوفياتي ك جي بي فوق المحطة مباشرة.
وذكرت وكالات الأنباء نقلا عن متحدث باسم سلطات تحقيق المدعي العام الروسي، انه بدأ تحقيقا طبقا للمادة 205 من القانون الجنائي، ما يعني “شبهة ارهاب”.
وفور وقوع الهجمات تراجع سعر العملة الروسية، الروبل، وفتحت البورصة الروسية على انخفاض في أسعار الأسهم.
للتذكير شهدت العاصمة الروسية في العقد الماضي سلسلة انفجارات دامية تبناها ناشطون من جمهورية الشيشان الانفصالية لكنها تراجعت الى حد كبير في السنوات الماضية.