وصف رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك تحطم الطائرة التي كانت تقل الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي في روسيا اليوم بأنه “أكثر الأحداث مأسوية في تاريخ بولندا بعد الحرب.”
وأضاف المتحدث، خلال مؤتمر صحفي ، أنه سيسافر إلى مكان تحطم الطائرة قرب بلدة سمولينسك في غرب روسيا.
وقال تاسك أن بولندا ستقف دقيقتين حدادا ظهر يوم الغد احياء لذكرى من قتلوا في الحادث.
ومن جهتها ذكرت وكالة الأعلام الروسية أن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين سيتجه اليوم الى مكان تحطم الطائرة التي كانت تقل الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي و95 شخصا اخرين على الاقل في غرب روسيا.
وكان الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي ومحافظ البنك المركزي وقائد الجيش ببولندا من بين 96 شخصا قد قتلوا اثر تحطم طائرة كانت تقلهم وسط ضباب كثيف عند اقترابها من مطار روسي اليوم.
وكان أيضا على متن الطائرة وهي من طراز توبوليف 154 زوجة الرئيس وعدد من المسؤولين الحكوميين الكبار. وسقطت الطائرة وسط الإحراج على بعد نحو كيلومترين من المطار في مدينة سمولينسك بغرب روسيا.
وقال جاسيك فاسيلفسكي أستاذ علم النفس الاجتماعي في وارسو “العواقب السياسية ستكون طويلة الأمد وربما ستغير مستقبل السياسة البولندية بأكملها.”
وصرح المتحدث باسم الحكومة البولندية بافل جراس بأن البلاد ستجري انتخابات في أعقاب وفاة كاتشينسكي عن 60 عاما والذي تولى الرئاسة منذ عام 2005 .
وتابع “تنفيذا لأحكام الدستور علينا أن نجري انتخابات رئاسية مبكرة… أما بالنسبة إلى الوقت الراهن فان رئيس مجلس النواب بالبرلمان برونيسلاف كوموروفسكي أصبح تلقائيا… القائم بأعمال الرئيس.”
وعرض التلفزيون لقطات لجسم الطائرة المحترق وأجزاء من الطائرة متناثرة في الاحراج.
وذكرت وزارة الطوارئ الروسية أن 96 شخصا كانوا على متن الطائرة الحكومية وبينهم 88 عضوا في وفد بولندي كان في طريقه لإحياء ذكرى بولنديين قتلوا في بلدة كاتين بناء على أوامر من الزعيم السوفيتي الراحل جوزيف ستالين عام 1940 .
وأفادت تقارير سابقة بأن 132 شخصا كانوا على متن الطائرة. وذكر سيرجي أنتوفييف حاكم سمولينسك أنه لم ينج أحد.
وقال أندريه ايفسينكوف المتحدث باسم الحكومة المحلية في سمولينسك أن خطأ للطيار قد يكون سببا محتملا لتحطم الطائرة.
وصرح مسؤول بغرفة المراقبة الروسية بأن الطيار تجاهل النصيحة.
وأضاف بعد أن طلب عدم نشر اسمه “نصح الطيار بالتوجه إلى موسكو أو مينسك بسبب الضباب الكثيف إلا أنه قرر الهبوط. كان يجب ألا يهبط في مثل هذا الضباب.”
وقال وزير العدل البولندي كريستوف كفياتكوفسكي انه سيأمر بالبدء في تحقيق خاص في أسباب الحادث.
وأقامت الكنائس في شتى أنحاء بولندا قداسا وفي وارسو بدأ الناس يتجمعون خارج قصر الرئاسة لوضع أكاليل الظهور وإضاءة الشموع.
وقالت ايوا روبازفسكا “أنا محطمة… لا أجد الكلمات التي تعبر عن مشاعري.”
ومن بين الضحايا الذين كانوا على متن الطائرة ماريا زوجة كاتشينكسي وسلافومير سكرزيبيك الذي كان محافظا للبنك المركزي منذ عام 2007 وقائد الجيش البولندي فرانسيسك جاجور ونائب وزير الخارجية أندريه كريمر.
وقال مسؤول حكومي بولندي في سمولينسك إن الطائرة كانت تقل أيضا عائلات لضحايا سقطوا في كاتين.
وكان الآلاف من سجناء الحرب البولنديين والمثقفين قتلوا في كاتين على أيدي القوات السوفيتية عام 1940 .