عاد الحديث في بيت عميد الأندية الجزائرية عن انقلاب في الأفق ضد الرئيس الصادق عمروس، وخلافا للمرات السابقة التي كانت فيها أصابع الاتهام موجهة نحو المعارضة، فإن مسعى تنحية عمروس يأتي هذه المرة من حلفائه في المكتب المسير، أو لنقل ما تبقى منه باعتبار أن هذه الهيئة أضحت تضم ثلاثة أعضاء فقط (طافات، العڤون وعوف) إضافة إلى الرئيس، وهذا بعد انسحاب الأعضاء الآخرين المحسوبين على المعارضة.
وتفيد مصادر مقربة من المكتب المسير للنادي العاصمي بأن الاتفاق قد حصل بين الأعضاء الثلاثة للمكتب حول ضرورة تنحية الرئيس عمروس، سيما وأن ذات الخيار يزكيه الرجل القوي في العميد رشيد معريف، لكن الإشكال الذي يواجه الجميع هو عدم الاتفاق على من يخلف عمروس على رأس العميد، خاصة وأن طافات الذي كان مرشحا لهذه المهمة، اعتذر وفضل عدم المغامرة وهو المعروف عنه أنه يحبذ العمل في الظل.
ولعل الذي زاد في قناعة المكتب المسير للمولودية بضرورة سحب البساط من تحت أقدام عمروس أن الأخير أقدم على جلب المدرب الفرنسي فرانسوا براتشي من دون أن يعود إلى زملائه في قيادة الفريق، وهي الخطوة التي أخرجت طافات وجماعته عن صمتهم ودفعتهم لطلب عقد اجتماع طارئ مقرر اليوم الإثنين بمقر الفريق.
سوناطراك تشترط رحيل عمروس لفك الحصار المالي
ومن المتوقع أن يكون هذا الاجتماع مكهربا بالنظر إلى ما يتردد في كواليس المولودية من أخبار تفيد بإعداد أعضاء المكتب المسير لتقرير أسود ضد عمروس تم من خلاله إحصاء كل الأخطاء التي ارتكبها عمروس، المتهم أيضا بعجزه عن حل الأزمة المالية الخانقة التي تضرب العميد، في الوقت الذي يعتبر البعض بأن توقف سوناطراك عن تمويل أصحاب الزي الأخضر والأحمر سببه أيضا بقاء عمروس على رأس النادي، ما يعني أن الفرج لن يأتي إلا بمغادرته لسدة الحكم في ظل عدم اقتناع ممثل سوناطراك محمد جواد به، ولو أن عمروس نفسه لا يزال متمسكا بموقفه السابق، أي رفض التنازل عن منصبه إلا إذا أقدمت الجمعية العامة على سحب الثقة منه.
إلى ذلك، من غير المستبعد أن يحزم المدرب المساعد كمال عاشوري حقيبته خلال الأيام القليلة القادمة بعد أن رفض العمل مع المدرب الجديد فرانسوا براتشي. وتتحدث بعض المصادر عن إمكانية التحاق عاشوري بالمدرب المستقيل ألان ميشال الذي تولى مؤخرا العارضة الفنية لنادي الشمال القطري.