''لن أتخيل أبدا الغياب عن هذا المونديال، لأنني لم أقدم بعد الكثير للجزائر، وبالتالي آمل أن أفعل ذلك في جنوب إفريقيا''. هذا ما قاله اللاعب الدولي الجزائري مراد مغني في ختام حديثه لموقع الاتحادية الدولية لكرة القدم، الذي خص صانع ألعاب ''الخضر'' بمقال أشاد فيه بإمكاناته الكبيرة، مستدلا بمدربه السابق في منتخب فرنسا لأقل من 17 سنة وكذا المدرب الوطني الجزائري رابح سعدان.
بعد توقفه عن اللعب قبل أسابيع عديدة، وتحديدا منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا 2010، بسبب لعنة إصابة تعرّض لها على مستوى الركبة، يعمل مغني حاليا بكل هوادة من أجل استرجاع كامل إمكاناته في أسرع وقت. ومن مركز إعادة التأهيل، قال مغني لموقع الاتحادية الدولية ''ركبتي تتحسن من يوم إلى آخر، لكنني لم أتعاف بعد كليا، بل أجهل حتى موعد استئناف التدريبات، والأكيد أن هذا لن يكون قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع، مما يعقد الأمر أكثر، لكنني أعمل كثيرا لأتعافى 100 بالمائة''. وخلص إلى القول بنوع من المرارة بخصوص مشواره الكروي الذي لم يكن مثلما كان يصبو إليه، ومثلما كان يتوقعه النقاد ''الإصابات وتشبيهي باللاعب زين الدين زيدان أثّرا على مشواري الكروي، وحتى إن كنت مبجلا عندما تم تشبيهي بلاعب كبير، ورغم محاولاتي تجاهل ذلك، فلم يمنع ذلك تعرّضي إلى ضغط إضافي. كما أن الإصابات كانت وبالا بالنسبة لي من كثرة التعرض لها، بما فيها خلال أحسن موسم لي مع نادي بولونا الإيطالي، حيث أصبت مرتين على مستوى الغضروف، ومرة على مستوى أسفل الفخذ، وكان لابد أن أبقى قويا من الناحية المعنوية لكي لا أنهار''.
ونظرا لمهاراته الفنية الكبيرة، ودخوله ضمن اختياراته التكتيكية، باعتباره قادر على اللعب خلف مهاجم واحد أو اثنين، أو حتى اللعب متأخرا نوعا ما، بحكم رؤيته الجيدة للعب، لم يتوان المدرب الوطني رابح سعدان عن التضرع إلى الله من أجل شفائه من خلال تصريحه لموقع الاتحادية الدولية ''مغني لاعب كبير تمكن من التأقلم بسرعة مع المجموعة عقب التحاقه مباشرة بالفريق الوطني، مما جعلنا نقتنع يقينا بإمكانية تقديم إضافات كثيرة للتشكيلة نظرا لإمكاناته التقنية والتكتيكية الكبيرة''.
وفي انتظار تماثله للشفاء، يراهن مراد مغني على المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا، لتكون المشاركة الثانية في العرس العالمي بعد مشاركته مع منتخب فرنسا في مونديال أقل من 17 سنة عام 2001، وتتويجه باللقب العالمي، بمعية جيل ذهبي كان قد نال لقب الوصافة قبل سنة من هذا الإنجاز.
وعاد لاعب لازيو روما الإيطالي إلى التأكيد بأنه راح ضحية الصخب الإعلامي الفرنسي الذي اعتبره زيدان الجديد، وهو لم يبلغ النضج بعد، حيث تكوّن خلال ثلاث سنوات في كليرفونتان، قبل أن يغادر باريس عام 2000 للالتحاق بنادي بولونا الإيطالي ضمن فئة الشباب. لكن لعنة الإصابات، وعدم وصوله إلى نجومية ''زيزو'' جعلته يتخلص من هذه العقدة، خاصة بعد أن أضحى تفكيره منصبا على المنتخب الجزائري الذي عرف معه منذ التحاقه عام 2009 ذكريات جميلة.