هل هي قاعدة أن لا يهز المصريون رؤوسهم كلما التقى الفريقان الجزائري والمصري خارج ملعب القاهرة؟ هذا ما نتمنى تأكيده هذا الخميس، حتى يعلم الفراعنة الذين يتهمون الجمهور الجزائري يالرعب أن الرعب عندهم والدليل على ذلك أنهم يسقطون في أي مواجهة خارج قواعدهم، وخاصة في اللقاءات التي تجري في أرض محايدة كما حدث في أربع جولات سابقة .
أول لقاء جمع الجزائر بمصر في إطار كأس أمم إفريقيا كان في عام 1980 بأبيجان النيجيرية وفي الدور نصف النهائي، حيث كان المصريون في أوج عطائهم ويبحثون عن تعويض خروجهم من مونديال الأرجنتين أمام تونس، ولم يكن أمامهم سوى كأس أمم إفريقيا التي حلم النجم الشهير محمود الخطيب بحملها خاصة أن المصريين فاجأوا الترسانة الشابة التي قادها خالف بهدف من محمود الخطيب وآخر من أحمد حمادة في المرحلة الثانية ثم عاد الجزائريون بقوة وتمكنوا من التعديل بهدفين من عصاد 22 سنة وحسين بن ميلودي 26 سنة.. وابتسم الحظ لرفقاء بلومي الذي كان يبلغ من العمر21 سنة و3 أشهر فتأهلوا للنهائي بالركلات الترجيحية، حيث أوقف سرباح ركلتين، من بينها واحدة نفذها أسطورة الكرة المصرية محمود الخطيب .
المواجهة الثانية في كأس أمم إفريقيا كانت في عام 1984 بكوت ديفوار، ولكنها كانت بين جريحين خرجا من نصف النهائي والتقيا من أجل الحصول على المركز الثالث، وكانت إرادة الجزائريين أقوى لأجل الثأر من الهزيمة التي أخرجتهم قبل شهرين من المشاركة في الألعاب الأولمبية بلوس أنجلس وحققوا هدفهم بعد سيطرة كاملة، حيث فازوا بثلاثية تداول على التهديف فيها بلومي وماجر وياحي ومنح الحكم هدية للمصريين ليخرجوا بهدف شرف عن طريق ركلة جزاء من مجدي عبد الغني .
وفي كأس أمم إفريقيا عام 1990 بالجزائر رفض محمود الجوهري المشاركة بفريقه الأول المتأهل لكأس العالم خوفا من فضيحة أمام رفقاء ماجر فواجهه عبد الحميد كرمالي بنفس المعاملة وأشرك الفريق الثاني الذي سيطر وفاز بهدفين نظيفين سجلا في الشوط الأول من موسى صايب وجمال عماني .
أما آخر لقاء جمع المنتخبان في سوسة التونسية عام 2004 حيث وقع المدافع ماموني التقدم مع بداية الشوط الأول من رأسية عجز أمامها نادر السيد. وسيطر بعد ذلك رفقاء أحمد حسن، حيث كان يلعب في صفوفهم ميدو وأحمد بلال وطارق السعيد وتمكنوا قبل نهاية الشوط الأول من تعديل النتيجة عن طريق عمرو زكي.. وفي المرحلة الثانية تعقدت أمور المنتخب الوطني الذي صار يلعب بعشرة لاعبين، ولولا يقضة ڤاواوي لكانت النتيجة قد حسمت مبكرا وبينما كان همّ المصريين منصب حول كيفية فك العقدة الهجومية تلاعب حسين آشيو الذي دخل احتياطيا بالجميع وسجل هدفا تاريخيا وودّعت بعدها مصر البطولة .. فهل يعيد التاريخ نفسه غدا الخميس؟