استغل قراصنة إلكترونيون بعض الثغرات في عدد من المواقع الإلكترونية لمؤسسات أكاديمية علمية ببريطانيا لاختراق تلك المواقع، وتحويل الزائرين إليها بدون علمهم إلى مواقع أخرى خاصة بهؤلاء القراصنة تبيع الأدوية المغشوشة على أنها ذات فاعلية كبيرة، حيث يتم استغلال اسم المؤسسات الأكاديمية في الترويج للأدوية غير الصالحة للاستخدام في الغالب.
الخبر الذي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC على موقعها الإلكتروني يفيد بأن عدداً من هذه المؤسسات أصبحت عن غير قصد موطئ قدم لمجرمين يبيعون عقاقير وأدوية مزيفة عبر الإنترنت، ووفقا لتقرير أعدته إحدى الشركات الأمنية في مجال أمن المعلومات، أشارت BBC إلى أن ذلك يتم من خلال قيام العديد من الجماعات التي تستخدم نطاقا معينا domain على شبكة الإنترنت يحيل المترددين عليه إلى مواقع تبيع عقاقير مزيفة، ويستغل هؤلاء المزيفون ثغرات في برامج الكومبيوتر للتسلل إلى مواقع تمتلئ بالكثير من الموارد من كليات وجامعات علمية.
وأشار الباحثون في شركة "أمبيرفا" الأمنية أن هناك آلاف من المؤسسات وقعت ضحية لمثل هذه العمليات، حيث يصفونها بأنها "حملات ناجحة جدا"، ويقصدون بذلك أنها تجذب بالفعل زوارا لها، فكما تشير BBC وجدت شركة امبيرفا أن العديد من مؤسسات التعليم العالي التي تستخدم النطاق ac.uk تساعد -دون أن تدرك- المترددين من خلال إحالتهم إلى المواقع التي تبيع عقاقير مزيفة، فالمزيفون يستغلون في معظم الحالات ثغرات في التكنولوجيا التي تستخدم على نطاق واسع، والتي تعرف بـPHP ويقصد من وراءها عادة زيادة تفاعلية المواقع، حيث استخدمت هذه الثغرات لحقن شفرة PHP في المواقع الاليكترونية للمؤسسات الأكاديمية ذات السمعة الطيبة، حيث أدى حقن هذه الشفرات إلى إحالة الباحثين عن أدوية معينة مثل المنشطات الجنسية وغيرها الكثير إلى مواقع تبيع نسخا مزيفة من هذه العقاقير، وقد تم رصد إحالات مشابهة تحدث عن طريق البحث باستخدام محرك جوجل، وهذا معناه أنه عندما يبحث شخص ما عن عقار معين تظهر مواقع لكليات وجامعات ومؤسسات أكاديمية، وعندما ينقر على أحدها يتم تحويله إلى مواقع لصيدليات تبيع الأدوية المزيفة.
ومع ذلك يمكن تجنب هذا اللبس، عن طريق اللجوء مباشرة إلى زيارة الموقع عبر رابطه المباشر، أي من دمن الحاجة إلى استخدام محركات البحث للقيام بهذا الإجراء، والغريب أن المواقع التي وقعت ضحية هذه المؤامرة تقدر بالآلاف، ما يعني أن وراءها مجموعات كبيرة من المتاجرين بالأدوية بطرق غير شرعية، وهي مجموعات منظمة أيضا لتتمكن من القيام بكل الإجراءات الكفيلة بتوجيه الزائرين إلى مواقع الأدوية غير الشرعية.
وبشكل عام فإن تجارة الأدوية عبر الإنترنت أو كما يطلق عليها أحيانا بـ"الصيدليات الإلكترونية" تشهد رواجا كبيرا هذه الأيام، نظرا لكون المروجين لها يعرضون الأدوية بأسعار تقل بكثير عن مثيلتها بالصيدليات التقليدية، ومع ذلك فهي تحمل مخاطر كبيرة على المستهلكين فأكثرها يكون منتهي الصلاحية أو لا يحتوي على المادة الفعالة بالتركيزات القياسية، ففي تقرير لها باللغة الإنجليزية نشرته عام 2007 تناولت هيئة الإذاعة البريطانية خلاصة دراسة أعدت في بريطانيا وقتها كشفت عورات كل تلك المواقع المزيفة، حيث تمكنت من إحصاء نحو 3000 موقع إلكتروني لبيع الأدوية المزيفة أو المغشوشة، ومنها ما يبيع أدوية منتهية الصلاحية أو لا تتضمن المواد الفعالة بالتركيزات المطلوبة.
الغريب أن المواقع المشار إليها تجذب زائرين كثيرين، بل وتعتمد النسبة الأكبر منهم على هذه المواقع بشكل أساسي، سواء في شرائهم للأدوية التقليدية أو حتى للأدوية التي يطلبونها بصفة شخصية وبدون اللجوء إلى الطبيب ومنها المنشطات الجنسية، أو مستحضرات التجميل المختلفة وهي أيضا تكون في الغالب مغشوشة أو ليست ذات فاعلية عالية كما تشير الدراسة ذاتها، يذكر أن الصيدليات الإلكترونية لا تجذب الكثيرين في الوطن العربية فيما يخص شراء الأدوية الموصوفة من قبل الأطباء، لكنها ليست كذلك في حالة طلب مستحضرات التجميل والمنظفات الشخصية.
الشرق القطرية