محمد حمدان: عندما يُطلق على برنامج صفة “Free” هذا يعني أنه يحترم حرّيات المستخدمين الأربعة:حرية تشغيله ودراسته وتغييره وإعادة توزيع نسخ منه مع أو بدون تغييرات. إذا فالأمريتمحور حول الحرية، وليس السعر.
هذه الحريات ضرورية جدا؛ وهي أساسية، ليس لأنها مجرد مطلب لمستخدمين أفراد، بل لأنها تعزّز التكافل الاجتماعي—المتمثل في المشاركة والتعاون. تصبح هذه الحريات أكثر أهمية مع دخول التقنية شيئا فشيئا في نشاطاتنا الثقافية والحياتية. في عالم الأصوات والصور والمقالات الرقمية، تصبح البرمجيات الحرة بشكل مضطرد أشبه ماتكون بالحرية في الملموسة.
ملايين الأشخاص حول العالم يستخدمون اليوم البرمجيات الحرة؛ ومدارسٌ في مناطق من الهند وإسبانيا تعلّم جميع الطلاب استخدام نظام التشغيل الحر جنو/لينكس. لكن معظم هؤلاء المستخدمين لم يسمعوا يوما عن الأسباب الأخلاقية وراء تطوير هذا النظام وبناء مجتمع البرمجيات الحرة، لأن هذا النظام وذلك المجتمع يُشار إليهما اليوم باسم ”المصادرالمفتوحة“، ويُنسبان إلى فلسفة أخرى تذكر بالكاد هذه الحريات.
شُكّلت حركة البرمجيات الحرة لأجل حرية مستخدمي الحاسوب منذ عام 1983. في عام 1984 أطلقنا تطوير نظام التشغيل الحر جنو، لنتمكن من تجنب أنظمة التشغيل غير الحرة التي تمنع الحرية عن مستخدميها. خلال الثمانينيات، طوّرنا معظم مكونات هذا النظام، بالإضافة إلى رخصة جنو العمومية، الرخصة المصممة خصيصا لحماية حرية جميع مستخدمي البرنامج.
لكن لم يتفق جميع مستخدمي ومطوري البرمجيات الحرة مع أهداف حركة البرمجيات الحرة. في عام 1998، انشقت مجموعة عن مجتمع البرمجيات الحرة وبدأت الدعاية لاسم ”المصادر المفتوحة“. تم اقتراح الاسم في البداية لتجنب المغالطة المحتملة من المصطلح “Free Software” في اللغة الإنجليزية، لكنه سرعان ما رُبط بعد ذلك بآراء فلسفية تختلف تماما عن آراء حركة البرمجيات الحرة.
جزء من مؤيدي ”المصادر المفتوحة“ اعتبروها ” حملة تسويق للبرمجيات الحرة“، وأنها سوف تجذب رجال الأعمال عن طريق التركيز على المزايا العملية مع تجنب أطروحات الصواب أو الخطأ التي قد لا يريدون سماعها. الجزء الآخر من المؤيدين يرفضون تماما قيم حركة البرمجيات الحرة الأخلاقية والاجتماعية. عندما يدعون إلى ”المصادر المفتوحة“ -أيًا كانت توجهاتهم- فهم لا يشيرون أو يدافعون عن هذه القيم مطلقا. أصبح مصطلح ”المصادر المفتوحة“ مربوطا بشكل متسارع بعادة الإشارة إلى القيم العملية فقط، مثل بناء برمجيات قوية وموثوقة. معظم داعمي ”المصادر المفتوحة“ وصلوا إليها لهذا السبب، وهذا الربط هو الذي يعترفون به فقط.
تقريبا كل المصادر المفتوحة حرة، وكلا المصطلحين يصفان تقريبا نفس فئة البرمجيات. لكنهما يستندان إلى قيم مختلفة تماما. تشكل المصادر المفتوحة استراتيجية تطوير؛ بينما تمثل البرمجيات الحرة حركة اجتماعية. بالنسبة لحركة البرمجيات الحرة، تمثل البرمجيات الحرة واجبا أخلاقيا، لأن البرمجيات الحرة وحدها تحترم حرية المستخدمين. وعلى الجانب الآخر، فلسفة المصادر المفتوحة تنظر إلى الأمور من جانب كيفية جعل البرمجيات ”أفضل“— من جانب عملي بحت. تدعي أن البرمجيات غير الحرة حل أقل مثالية. لكن بالنسبة لحركة البرمجيات الحرة، البرمجيات غير الحرة مشكلة اجتماعية، والانتقال إلى البرمجيات الحرة هو الحل.
البرمجيات الحرة. المصادر المفتوحة. إذا كانت نفس البرمجيات، أيهم أي اسمٍ تستخدم؟ نعم، لأن الكلمات المختلفة تعكس مبادئًا مختلفة. على الرغم من أن البرنامج الحر أيا كان اسمه سيعطيك نفس الحرية اليوم، إلا أن ترسيخ الحرية على أساس ثابت يعتمد فوق كل شيء على تعليم الناس قيمة الحرية. إذا أردت المساعدة في ذلك، من الضروري أن تتحدث عن ”البرمجيات الحرة“.
نحن في حركة البرمجيات الحرة لا نعتبر حملة المصادر المفتوحة عدوا؛ العدو هو البرمجيات الاحتكارية (غير الحرة). لكننا نود من الناس أن يعرفوا أننا ندافع عن الحرية، لذا فإننا لا نقبل أن نوصف خطأً بداعمي المصادر المفتوحة.
إساءة فهم شائعة ل”البرمجيات الحرة“ و”المصادرالمفتوحة“
في اللغة الإنجليزية، للمصطلح “free software” مشكلة إساءة تفسير: المعنى غير المطلوب -”البرمجيات التي تستطيع الحصول عليها مجانا“- يلائم المصطلح كما يلائمه المصطلح المطلوب ”البرمجيات التي تعطي المستخدم حريات معينة“. حللنا هذه المشكلة بنشر تعريف البرمجيات الحرة، وبقولنا -في اللغة الإنجليزية- “Think of free speech, not free beer”. هذا ليس حلا مثاليا، لا يمكن أن يحل المشكلة تماما. استخدام مصطلح واضح صحيح سيكون أفضل، إذا لم يحوي مشاكلًا أخرى.
للأسف، جميع البدائل في اللغة الإنجليزية فيها مشاكل بحد ذاتها. بحثنا عن بدائل اقترحها الناس، لكن ليس منها مصطلح ”صحيح“ سيكون التحويل إليه خيارا صائبا. كل بديل مقترح ”للبرمجيات الحرة“ فيه مشكلة بلاغية—بما في ذلك ”البرمجيات مفتوحة المصدر“.
تعريف ”البرمجيات مفتوحة المصدر“ الرسمي (المنشور بواسطة مبادرة المصادر المفتوحة والأطول من أن بذكر هنا) مشتق من معاييرنا للبرمجيات الحرة. ليس مطابقا لها؛ بل هو فضفاض نوعا ما-مع كامل الاحترام-، لذلك قَبِل داعمو المصادر المفتوحة رخصا قليلة اعتبرناها مقيّدة للمستخدمين بشكل غير مقبول. لكن مع ذلك، يعتبر عمليا قريبا من تعريفنا.
لكن المعنى المباشر لتعبير ”البرمجيات مفتوحة المصدر“ هو أن ”تستطيع مشاهدة الكود المصدري“ ويبدو أن معظم الناس يعتقدون أن هذا معناه. هذا مصطلح أضعف بكثير من المصطلح الإنجليزي “Free Software”، وأضعف بكثير من التعريف الرسمي للمصادر المفتوحة، فهو يتضمن برمجيات كثير ليست حرة ولا مفتوحة المصدر.
بما أن المعنى الصريح ”للمصادر المفتوحة“ لا يشير إلى ما يعنيه مناصروها، النتيجة هي أن معظم الناس سيسيئون فهم المصطلح. هنا كيف كتب NealStephenson مُعرّفا ”المصادر المفتوحة“:
لينكس ”مفتوح المصدر“ هذا يعني -ببساطة- أن أي شخص قادر على الحصول على كوده المصدري.
لا أعتقد أنه تعمد رفض أو معارضة التعريف ”الرسمي“. أعتقد أنه طبّق ببساطة تعابير اللغة الإنجليزية ليضع تعريفًا للمصطلح. نشرت ولاية كنساس تعريفا مشابها:
استفد من البرمجيات مفتوحة المصدر. البرمجيات مفتوحة المصدر هي برمجيات يكون كودها المصدري متحا بشكل مجاني وعمومي، عبر اتفاقية ترخيص تبين ما يسمح للشخص فعله بالكود.
يحاول داعمو المصادر المفتوحة معالجة هذا عن طريق الإشارة إلى تعريفها الرسمي، لكن نهج التصحيح هذا أقل نجاحا معهم من نجاحه معنا. لمصطلح “Free Software” معنيين حقيقين، أحدها هو المعنى المطلوب. لهذا السبب الشخص الذي يفهم فكرة “free speech, not free beer” لن يخطئ مجددا. لكن ”للمصادر المفتوحة“ معنى حقيقيًا واحدًا، وهو يختلف عما يريده داعموها. لذا لا يوجد طريقة مختصرة لشرح وتبرير التعريف الرسمي ”للمصادر المفتوحة“. هذا يقودنا إلى تضليل أسوأ.
إساءة فهم أخرى ”للمصادر المفتوحة“ هي الاعتقاد أنها تعني ”عدم استخدام جنو جي بي إل“. هذا يقتضي إساءة فهم ”للبرمجيات الحرة“، أي أنها تكافئ ”البرمجيات المغطاة بجنو جي بي إل“. كلاهما خطأ لأن جنو جي بي إل تعتبر رخصة مصادر مفتوحة، ومعظم رخص المصادر المفتوحة تعتبر رخص برمجيات حرة.
القيم المختلفة قد تقود إلى نهايات متشابهة…ولكن ليس دائما
أشتهرت الحركات الراديكالية في الستينيات بالخلاف: بعض المنظمات انشقت بسبب اختلافات حول تفاصيل الاستراتيجية، والمجموعتان الناشئتان اعتبرتا كل منهما الأخرى عدوا على الرغم من أن لديهما نفس الأهداف الأساسية والقيم. استفاد التيار اليميني كثيرا من هذا، وأخذ ينتقد التيار اليساري كاملا.
يحاول البعض الاستخفاف بحركة البرمجيات الحرة بمقارنة خلافاتنا مع المصادر المفتوحة بخلافات هذه الحركات الراديكالية. استغلوها بشكل معاكس. نحن نختلف مع حملة المصادر المفتوحة في الأهداف الأساسية والقيم، لكن آراءهم وآراءنا تقودنا في حالات كثيرة إلى نفس الخطوات العملية—مثل تطوير البرمجيات الحرة.
كنتيجة لذلك، يعمل الأشخاص من حركة البرمجيات الحرة ومن حملة المصادر المفتوحة معا في مشاريع عملية مثل تطوير البرمجيات. من الجدير ذكره أن مثل هذه الآراء الفلسفية المختلفة تدفع عادة أناسًا مختلفين للانضمام في نفس المشاريع. مع ذلك، هذان الرأيان مختلفان جدا، وثمّت حالات حيث قادا إلى تصرفات مختلفة جدا.
فكرة المصادر المفتوحة هي أن السماح للمستخدمين بتغيير وإعادة توزيع البرمجيات سوف يجعلها أقوى وأكثر اعتمادية. لكن هذا ليس مضمونا. مطورو البرمجيات الاحتكارية ليسوا بالضرورة ضعفاء. أحيانا ينتجون برامج قوية ويعتمد عليها، على الرغم من أنها لا تحترم حرية المستخدمين. كيف سيرد ناشط برمجيات حرة ومتعصب مصادر مفتوحة على هذا؟
متعصب المصادر المفتوحة الخالص، الذي لا يؤمن بقيم البرمجيات الحرة سوف يقول: ”أنا متفاجئ بأنك استطعت إنشاء البرنامج بطريقة ممتازة بدون استخدام طريقتنا في التطوير، كيف أستطيع الحصول على نسخة؟“ هذا الموقف سوف يدعم النظام الذي يسلب حريتنا، ويقودنا إلى فقدانها.
ناشط البرمجيات الحرة سيقول: ”برنامجك مذهل جدا، لكنه ليس بثمن حريتي. لذا يجب عليّ العمل بدونه. وبدلا من ذلك، سوف أدعم مشروعا لتطوير بديل حر“. إذاقدّرنا حريتنا، نستطيع صونها والدفاع عنها.
البرمجيات القوية المعتمد عليها قد تكون سيئة
مبدأ أننا نريد برمجيات قوية ويُعتمَد عليها قادمٌ من فرضية أن البرمجيات مصمّمة لخدمة مستخدميها. إذا كان البرنامج قويا ويُعتمَد عليه، هذا يعني أنه يخدم المستخدم بشكل أفضل.
لكن يمكن القول أن البرمجيات تخدم مستخدميها فقط إذا احترمت حريتهم. ماذا لو كان البرنامج مصّممًا لتقييد مستخدميه؟ حينها تتحول القوة إلى قيودٍ أكثر تقيدا، والاعتمادية إلى صعوبة في إزالة هذه القيود. المزايا الخبيثة مثل التجسس على المستخدمين، وتقييد المستخدمين، والأبواب الخلفية، والترقيات الإجبارية هي أمورٌ منتشرة في البرمجيات الاحتكارية وبعض داعمي المصادر المفتوحة يريدون تطبيق الأسلوب ذاته.
تحت ضغط من شركات الأفلام والتسجيل، أصبحت برمجيات الأفراد تُصمّم خصيصا لتقييدهم.هذه المزايا الخبيثة تُعرف باسم DRM أو ”إدارة القيود الرقمية“ (راجعDefectiveByDesign.org)، وهي تناقض في مبدئها الحرية التي تهدف البرمجيات الحرة إلى تقديمها. الموضوع ليس في المبدأ فحسب: بما أن هدف DRM هو النزول بحريتك إلى الحضيض، يهدف مطورو DRM إلى جعل تغيير البرمجيات التي تطبّق DRM صعبا ومستحيلا بل وحتى غير قانوني.
مؤخرا اقترح بعض داعمي المصادر المفتوحة برمجيات ”DRM مفتوحة المصدر“. هدفهم هو نشر الكود المصدري للبرامج المصممة لتقييد وصولك إلى الوسائط المعماة، والسماح للآخرين بتغييرها، ومن ثم سوف ينتشرون برمجيات أقوى وأكثر اعتمادية لتقييد المستخدمين أمثالك. حينها سوف تُرسل إليك في أجهزة لا يُسمح لك بتغيير برمجياتها.
قد يكون هذا البرنامج ”مفتوح المصدر“، وقد يكون اتبع أسلوب تطوير المصادر المفتوحة؛ لكنه لن يكون برنامجا حرا، لأنه لن يحترم حرية مستخدميه الحقيقيين. إذا نجح أسلوب تطوير المصادر المفتوحة في جعل هذا البرنامج أقوى وأكثر اعتمادية لتقييدك، هذا سوف يجعله أسوأ.
الخوف من الحرية
الدافع الرئيسي لمصطلح ”المصادر المفتوحة“ هو أن المبادئ الأخلاقية ”للبرمجيات الحرة“ تجعل البعض منزعجين. الحقيقة هي أن: الحديث عن الحرية، وعن القضايا الأخلاقية، وعن المسؤوليات بالإضافة إلى المصالح الشخصية يشكل طلبا للناس أن يفكروا في أمور قد لا يحبونها، مثل نقاش أخلاقية تصرف معين. هذا قد يسبب الإزعاج، وقد يغلق البعض آذانهم عن الاستماع إليه. هذا لا يعني أننا يجب أن نتوقف عن الحديث عن هذه الأمور.
لكن هذا ما قرّره قادة ”المصادر المفتوحة“. اكتشفوا أنهم إذا ابتعدوا كليا عن الأخلاقيات والحرية، وتحدثوا فقط عن المزايا العملية الفورية لبرنامج حر معين، أنهم قد يكونون قادرين على ”بيع“ البرمجيات بشكل أكثر فعالية لمستخدمين معينين، وخصوصا رجال الأعمال.
هذه الخطوة أثبتت فعاليتها في تحقيق أهدافها. أقنعت المصادر المفتوحة الكثير من رجال الأعمال والأفراد على استخدام بل وتطوير البرمجيات الحرة، الأمر الذي وسّع مجتمعنا—لكن فقط على المستوى السطحي العملي. فلسلفة المصادر المفتوحة بتركيزها الخالص على المزايا العملية تعرقل فهم المبادئ الأعمق للبرمجيات الحرة؛ لقد قادت الكثير من الناس إلى مجتمعنا، لكنها لم تعلمهم الدفاع عن الحرية. هذا أمر جيد إلى حد معين؛ لكنه ليس كافيا لجعل الحرية آمنة. جذب المستخدمين إلى البرمجيات الحرة يقودهم فقط إلى منتصف طريق دفاعهم عن حريتهم.
عاجلا أو آجلا سوف يُدعى هؤلاء المستخدمين إلى التحويل إلى البرمجيات الاحتكارية لغاية عملية أو أخرى. عدد لا يحصى من الشركات تسعى لتقديم هذا الإغراء، البعض يوفر نسخًا مجانية حتى. لماذا سيرفض المستخدمون؟ سيرفضون فقط إذا تعلموا قيمة الحرية التي تمنحها إيّاهم البرمجيات الحرة؛ إذا تعلموا قيمة الحرية كما هي بدلا من المزايا التقنية والعملية التي يمنحها البرنامج الحر. لنشر هذا المبدأ، يجب أن نتحدث عن الحرية. خطواتٌ معدودةٌ ”للتقرب“ من رجال الأعمال قد تكون مفيدة لمجتمعنا، لكنها خطرة إذا أصبحت شائعة بحيث يصبح السعي وراء الحرية أمرًا شاذًّا.
هذا الوضع الخطر هو ما نحن عليه الآن. معظم الناس المنخرطين في البرمجيات الحرة يتحدثون قليلا عن الحرية—عادة لأنهم يريدون أن يكونوا ”أكثر قبولا منرجال الأعمال“. موزعو البرمجيات خصوصا يجسدون هذه الصورة. تقريبا كل توزيعات جنو/لينكس تضيف حزمًا احتكارية إلى نظامها الأساسي الحر، ويطلبون من المستخدمين اعتبارها ميزةً تقنيةً، بدلا من تنازل عن الحرية.
الإضافات الاحتكارية للبرمجيات وتوزيعات جنو/لينكس غير الحرة جزئيا تجد بيئة خصبة لأن معظم أفراد مجتمعنا لا يصرّون على حرية البرمجيات. هذا لم يكن مصادفة. معظم مستخدمي جنو/لينكس قُدّموا إلى النظام عن طريق نقاش ”مفتوح المصدر“ لم يتحدث قط عن أن الحرية هدف. تنتشر الممارسات التي لا تدعم الحرية والكلمات التي لاتشير إلى الحرية من شخص إلى شخص، كلٌ يشجع الآخر. لننتصر نحن بحاجة إلى المزيد -وليس الأقل- من الحديث عن الحرية.
الختام
بينما يعمل مناصرو المصادر المفتوحة على جذب مستخدمين جدد إلى مجتمعنا، يتعين علينا نحن ناشطو البرمجيات الحرة العمل بشكل أكبر لجذب اهتمام هؤلاء المستخدمين إلى قضايا الحرية. يجب أن نقول: ”إنه برنامج حر وهو يمنحك الحرية!“—بشكل أكثر وأعلى صوتا كما لم نفعل من قبل. في كل مرة تقول ”البرمجيات الحرة“ بدلا من ”المصادر المفتوحة“ أنت تساعدنا في حملتنا.
الهامش
كتب Joe Barr مقالا باسم عِش واترك الرخصة مُعطيا وجهة نظره عن البرمجيات الحرة.
أظهرت ورقة Lakhani و Wolf عن حافز مطوري البرمجيات الحرة أن عددا لا بأس به يدفعهم الإيمان بأن البرمجيات يجب أن تكون حرة؛ هذا بالرغم من أنهما أحصوا مطوري SourceForge، الموقع الذي لا يدعم وجهة النظر أن القضية أخلاقية.
هامش المترجم
مما ورد أعلاه؛ يتبين أن أساس المشكلة تكمن في أمرين: أحدهما أخلاقي والآخر بلاغي، وكلاهما باطل. يصبح الأمر أكثر وضوحا في اللغة العربية إذ لا يوجد إلا معنى صريح واضح واحد لكلمة ”البرمجيات الحرة“. مازال بناء مجتمع للبرمجيات الحرة يخدم النطاقين باللغة العربية في بدايته؛ إلا أننا يجب أن نتفادى الأخطاء التي وقع فيها المجتمع الإنجيلزي بتركيز الحديث عن ”البرمجيات الحرة“، وعن البرمجيات الحرة فقط. تستطيع مراسلة أصحاب المواقع التي تروج ”للمصادر المفتوحة“ وأن تدعوها لتصحيح المسار بالتوجه إلى البرمجيات الحرة.