أوضح باحثون أن النساء اللائي يتناولنا المشروبات الغازية يومياً يمكن أن تظهر عليهنّ العوارض الأولية لأمراض الكلى، أكثر من اللائي لا يتعاطين هذه المادة.
وأشارت الدراسة إلى أن تناول الرجال لهذه المشروبات ليس مؤذياً لهم، وقد حلّل الباحثون بيانات خاصة لحوالي 9358 بالغاً أمريكياً من الرجال والنساء تضمّنت معلومات عن نتائج عيّنات أخذت من بولهم، وطلب منهم ملئ استمارات عن عاداتهم الغذائية، فوجدت الدراسة أن النساء اللائي ذكرن أنهنّ شربن علبتين أو أكثر من مشروب الصودا خلال الساعات الـ24 التي سبقت الدراسة مما زاد نسبة الـ”البومينيوريا” لديهنّ، وهو عبارة عن كمية كبيرة من بروتين “ألبومين” في البول، مما يعدّ مؤشراً على الإصابة بالعوارض الأولية لأمراض الكليتين.
الدراسة أنه بإمكان الكليتين السليمتين تصفية قدراً كبيراً من الجزيئات مثل “الألبومين”، ولكن وجود كمية مفرطة منها في الكليتين يعدّ مؤشراً على تعرّضهما للفشل الوظيفي الكامل.
وأشارت الدراسة إلى أن المشروبات الغازية تعمل على ضعف وهشاشة العظام، خصوصاً في سن المراهقة، حيث تؤثر على الأسنان لأنها تحتوي على أحماض ‘الفوسفوريك والكاربونيك’ التي تسبب تآكل طبقة ‘المينا’ الحامية للأسنان. إذ لها تأثير على امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، وذلك بسبب وجود حامضي ‘الفوسفوريك والستريك’ اللذان يتحدان مع ‘الكالسيوم’ الموجود في الغذاء الذي يتناوله الإنسان مصاحباً للمشروبات الغازية، وهذا يمكن أن يسبب نقصاً في كمية الكالسيوم التي تصل إلى الدم وبالتالي إلى العظام.
وبينت الدراسة أن المشروبات الغازية التي تصنع من مادة الكولا والتي تحتوي على مادة الكافيين تؤدي إلى زيادة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم والسكر، وزيادة الحموضة، كما تسبب مادة الكولا الأرق لدى الأطفال واضطرابات في النوم.
كما أكدت دراسة علمية حديثة أن المشروبات الغازية تزيد من خطر التعرض لسرطان المريء، موضحة أن هناك ارتباط قوى بين تناول المشروبات التي تحتوى على ‘بيكربونات الصوديوم’ وسرطان المريء.
وأثبت العلماء أن علاقة المشروبات الغازية بالسرطان ليست مصادفة، حيث تؤكد التجارب أن ‘بيكربونات الصوديوم’ تسبب انتفاخ في المعدة مما يؤدى إلى ارتجاع العصارة المعدية والذي يعتبر من مسببات سرطان المريء.
والمشروبات الغازية هي مشروبات صناعية مضاف إليها مواد حافظة وغازات ونكهات تعطيها الطعم المميز الذي يختلف من نوع لآخر حسب النكهة المضافة ولا تحتوي على أي قيمة غذائية، وإنما هي عبارة عن سائل يحوي كميات كبيرة من السكريات الخالية من القيمة الغذائية، وكمية قليلة جداً من الأملاح كما أنها تسبب عسر الهضم، وذلك لاحتوائها على مادة ‘البيكربونات’ وهي مادة قوية تعمل على تقليل حمض المعدة الذي يلعب دوراً هاماً في عملية الهضم.
أما بالنسبة للمشروبات الغازية الخاصة بمرضى السكري و الحمية الغذائية ‘لايت’، فتركيبها مشابه للمشروبات الاعتيادية غير أن السكر استبدل بمركب ‘الأسبرتام’ وهو عبارة عن حامضين أمينيين هما حام ‘الاسبارتيك’ و’حامض الفينيل’، اللذان يولدان الطعم الحلو عند اتحادهما.
إن أفضل حل هو الابتعاد عن المشروبات الغازية واستبدالها بالفواكه الطبيعية وبالعصائر الطازجة.