شدد مختصون خلال الأيام الطبية الربيعية الأولى حول الأمراض المعدية بباتنة على ضرورة حماية الأطفال من التهاب المسالك البولية التي اتخذت موضوعا رئيسيا للتظاهرة تفاديا للإصابة لاحقا بالقصور الكلوي.
وركز المشاركون على الوقاية من هذه الالتهابات من خلال التزام الأمهات بنظافة أطفالهن، وعدم الاستعمال المفرط للحفاضات، إلى جانب التشخيص المبكر لهذا النوع من الالتهابات، واللجوء إلى الفحص عن طريق الأشعة للكشف عن التشوهات الخلقية.
وناقش الأطباء في هذه الأيام الطبية التي احتضنتها قاعة المحاضرات الكبرى بجامعة باتنة أمس و أمس الأول طرق معالجة التهابات المسالك البولية عند الأطفال، التي مازالت إلى حد الآن حسب الدكتورة براهمي سعيدة طبيبة مختصة ومسؤولة مصلحة طب الأطفال بالمستشفى الجامعي بباتنة ورئيسة لجنة تنظيم هذه الأيام، تتم حسب خصائص كل منطقة لعدم وجود طريقة موحدة لعلاج مثل هذه الحالات.
وقدم دانيال فلوري طبيب مختص من مستشفى الأم والطفل بمدينة ليون الفرنسية ومسؤول لجنة التطعيم لدى وزارة الصحة بفرنسا مداخلة ضمنها تجربة المستشفيات الفرنسية في معالجة التهاب المسالك البولية ونوع المضادات الحيوية المعتمدة في التكفل بالأطفال المصابين مؤكدا على أن إصابة المسالك البولية السفلية بالالتهاب تتفاقم في حالة عدم كشفها عند الرضع وتنتقل الجراثيم إلى الجهة السفلية مما يؤدي إلى الإصابة بالقصور الكلوي في وقت مبكر.
وركز أطباء مختصون في تدخلهم من ناحية أخرى على صعوبة الكشف عن الإصابة بالتهاب المسالك البولية عند الأطفال لاسيما الرضع بسبب تشابه أعراضها بأمراض أخرى والتي تشترك عادة في ارتفاع درجة الحرارة مما يستوجب تفطن الأمهات لمراقبتهم واستشارة بالطبيب كلما تطلب الأمر.
فالتهاب المسالك البولية تقول الدكتورة ريغي مختصة في الأمراض المعدية بمستشفى باتنة تعد السبب الرئيسي في دخول الأطفال إلى المستشفى كما تعتبر مرضا شائعا لدى هذه الفئة بنسبة 30 بالمائة من إجمالي الأمراض التي يتعرض لها الطفل.
وتم خلال هذه الأيام الطبية التي شارك فيها أطباء مختصون وممارسون من مختلف أنحاء الوطن ومن فرنسا التطرق إلى بعض الأمراض المعدية الأخرى مثل حمى التيفوئيد وبعض الأوبئة البكتيرية التي عادة ما تتواجد بالمستشفيات وطرق التكفل بالمصابين وأهم الأدوية والمضادات الحيوية التي ينصح بها كعلاج أمثل للمرضى دون التعرض لمضاعفات جانبية.
وينتظر أن تأخذ الأيام الطبية الربيعية الأولى حول الأمراض المعدية لدى الأطفال التي بادرت بها مصلحتا الأمراض المعدية وطب الأطفال بالمركز الاستشفائي الجامعي بن فليس تهامي بباتنة طابعا سنويا، على أن يختار في كل مرة محور رئيسي يعالج أحد الأمراض الشائعة لدى الأطفال استنادا إلى اللجنة المنظمة.