غيرت في السنوات الأخيرة ملامح الصحة العمومية بمنطقة الخليج العربي بسبب ارتفاع الأرقام الخاصة بالمصابين بمرض السكري وقد أشارت التقارير إلى أن نسبة المصابين بالنوع الثاني من السكري في ارتفاع متزايد خاصة عند الأطفال الذين وصلت نسبة الإصابة لديهم إلى 30 بالمائة.
وقد احتلت في أخر إحصاء ست دول عربية مراكز متقدمة في قائمة تضم عشر دول في العالم فيها أعلى نسب الإصابة بمرض السكري حيث جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية على مستوى العالم فيما كانت السعودية هي صاحبة المركز الثالث، وتلتها كل دول الخليج ما عدا قطر.
و يأتي استثناء قطر من هذه الإحصائيات حسب مختصين قطريين لعدم توافر الأرقام الدقيقة فقد رجحت نفس المصادر أن تكون قطر صاحبة المركز الثاني على مستوى العالم.
وحصر المراقبون أسباب الإصابة بالسكري بثلاثة عوامل وهي الوراثة وقلة النشاط البدني و زيادة الوزن، وتزيد هذه الأسباب في منطقة الخليج نتيجة نمط الحياة السهل والتأثر بعادات الأكل الغربية مثل الوجبات السريعة.
فقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن السعوديين كانوا يأخذون 70 في المائة فقط من الاحتياج اليومي للبروتين، أما اليوم فإنهم يأخذون 250 في المائة من احتياجهم اليومي من البروتين وترجح إحدى الاستشرافات الطبية وصول نسبة مرضى السكري من السعوديين سنة 2020 إلى الأربعين في المائة وهي نسبة تقترب منها معظم الدول الخليجية للتشابه الكبير في أنماط التغذية.
وقالت مصادر طبية أردنية أن مرض السكري المكتسب ينتشر لدى البالغين في الدول العربية أكثر من الأطفال وذلك نتيجة سلوكات غذائية خاطئة مضيفة أن عدد الأطفال المصابين بالسكري قد تزداد أكثر بسبب وقلة الحركة ونوعية التغذية في المدارس التي لا تخرج عن السكريات والمشروبات الغازية. “
يقول الدكتور بدر إن هناك غيابا للطب الوقائي في مجال مكافحة السكري، خصوصا وأن هناك دراسات طبية أثبتت أنه يمكن مكافحة مرض السكري من النوع الثاني بنسبة ستين في المائة إذا ما زادا وعي الناس ليدفعهم إلى ممارسة الرياضة و إتباع التغذية الصحية السليمة.
تخفيض الوزن يقلل من احتمالات الإصابة.
فيما يعاني 800 مليون شخص في العالم من سوء التغذية هناك أكثر من مليار شخص في العالم يعانون من الوزن الزائد و تسبب السمنة والوزن الزائد في مخاطر كبيرة بالإصابة بأمراض مزمنة أهمها داء السكري من النوع الثاني أي المكتسب، وأثبتت الدراسات الحديثة أن كلفة المواد الغذائية و طريقة التنقل وكذاالتمارين الرياضية تلعب دورا في هذه تفاقم هذه المشكلة وقدأصبح العديد من المختصين يعتبرون أن تغيير السلوكات اليومية لتجسيد نظام حياة أقل خمولا مسألة حياة أو موت وذلك لما يمكن أن يجره داء السكري من متاعب صحية وتبعات سلبية .