مضغ العلكة أكثر العادات انتشارا إذ تزيد عن عادة التدخين و قد أصبحت جزء من الظواهر الاجتماعية في كل أنحاء العالم.
فمضغ العلكة له مميزات سواء للهضم أو تعطير الفم أو تقوية عضلات الفك ، حيث يتم استخدام عضلات ومفاصل الفك تلقائيا وبلع الريق بكثرة في اليوم ، كما أن كمية الضغط المتولدة من هذه العضلات يكون كبيرا . والعلكة تفيد في حالات تقوية الفك عند الإصابة بالشلل الوجهي.
ومن جهة أكدت دراسة أمريكية حديثة أن العلكة قد تساعد الطلاب في تحصيل درجات علمية أفضل، داعية المدارس إلى عدم حظر العلكة، بعد أن تبين أنها تساعد الطلاب على التركيز.
وفي هذا السياق قامت مجموعة من الباحثين، في قسم الطب بإجراء تجربة على 108 طالب ، وفي إحدى المدارس الأمريكية، سمحوا لمجموعة منهم بتناول العلكة، في حين منعت مجموعة أخرى منها، ووضعوا تحت المراقبة لمدة 14 أسبوعا.
فوجد العلماء أن المجموعة التي سمح لها بتناول العلكة، شهدت تحسنا ملحوظا في معدل الدرجات العلمية، وصلت نسبتها إلى ثلاثة في المائة، في حين لم تشهد المجموعة الثانية أي نوع من التحسن.
وقام بعض الباحثين بإجراء اختبار على 115 شخص، اعتادوا على تناول العلكة لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات في اليوم، وقاموا بمراقبتهم خلال تناول وجبة الغذاء، فوجدت أن شهية هؤلاء للأطعمة الدسمة والسكريات ضعيفة مقارنة بأولئك الذين لم يعتادوا على مضغ العلكة. و بينت متخصصة في علم النفس الفسيولوجي، إن العلكة كان لها تأثير في خفض نسبة السعرات الحرارية ويبدو أن وجود شيء في الفم بشكل متواصل يضعف شهية الإنسان.
حيث أشارت بعض المؤسسات الطبية للعناية بالأسنان، إلى أن العلكة إذا ما تم تناولها بعد وجبات الأكل، قد تساعد في حماية الأسنان من التسوس، في حين كشفت دراسة أخرى أن العلكة قد تساعد في إفراز كميات أكبر من اللعاب، الذي يساعد في التقليل من الحموضة التي يشعر بها الإنسان.
وتعتبر عملية مضغ العلكة بمثابة تمرين لعضلات الفك، حيث وجدت دراسة أن مضغ العلكة يساعد في خسارة إحدى عشر سعرة حرارية.
و في موضوع ذي صلة كشفت دراسة طبية أعدتها جامعة بريطانية أن مضغ العلكة يجعل الإنسان أكثر ذكاء بسبب تأثيراتها الإيجابية على مهام الإدراك مثل التفكير والذاكرة، وهو اكتشاف قد يساعد على رفع الحرج عن الذين يشعرون بالخجل من هذه العادة.
وأوضحت الدراسة أن زيادة معدل ضربات القلب ربما تتحسن من مستوى الأوكسجين والغلوكوز المتجه إلى المخ بما يكفي لتحسين وظيفة الإدراك، بالإضافة إلى ارتفاع في مستوى الأنسولين نتيجة تزايد اللعاب في الفم كما يحدث في حالة الاستعداد لتناول الطعام، مشيرة إلى أن ثمة وحدات نشطة للأنسولين في مناطق بالمخ مهمة لمهارات التعلم والذاكرة .
من جانبه يفيد استشاري نفساني بأن مضغ العلك بشكل مستمر هو نوع من الإستراتيجية لمواجهة قلق معين، حيث يتم مضغ العلك عادة بشكل ملحوظ إما لتهدئة النفس بسبب موقف معين أو لتفريغ توتر يكون في طباع وسمات الشخصية، ومنها يمكن أن ترتقي فوائد مضغ العلك من تخفيض القلق إلى أزمة نفسية دائمة.