يعد مرض تسوس الأسنان من أكثر الأمراض انتشارا بين مختلف فئات المجتمع، إذ يعتبر مرض الحضارة بسبب ازدياد وانتشار حدوثه بتقدم الحضارة الإنسانية و يرجع ذلك الباحثون إلى ميل الإنسان الحديث إلى الراحة البدنية و استهلاك الأكل اللين و الذي يكون سهل الالتصاق على سطح الأسنان و بالتالي يحدث التسوس و حسب دراسة للحفريات فقد وجد بأن الإنسان البدائي ينعدم حدوث التسوس على أسنانه ويعود ذلك إلى نوعية الغذاء الذي كان يتناوله .
إن التسوس أو ما يطلق عليه نخر الأسنان مرض يصيب الأنسجة الصلبة من السن ويؤدي إلى تهدم في بنائه حيث يتم تكوين فجوات و بعد هدم بنية السن الخارجية يصل التسوس إلى لب السن وعندها نشعر بالألم وقد يتطور التسوس مؤديا إلى فقدان السن ، نتيجة لاجتماع عدة عوامل منها البكتيريا وتناول السكريات .
كما أن بقايا الأطعمة المحتوية على الكربوهيدرات مثل الحلويات والمشروبات الغازية والخبز والفواكه والعصير لها تأثير على الأسنان إذ حينها تقوم البكتيريا الموجودة أصلا في الفم بهضم هذه البقايا وخاصة السكر والنشاء وتحويلها إلى أحماض.
و نشير إلى أن هذه الأحماض والبكتيريا تتحد مع فضلات الطعام لتشكل مادة لزجة هي اللويحة الجرثومية (البلاك) تقوم بدورها بالالتصاق بالأسنان، وتبرز بوضوح على الأضراس الخلفية كما تظهر على كل الأسنان وفوق اللثة.
وتعمل الأحماض الموجودة في اللويحة على إذابة سطح المينا الطبقة الخارجية من السن محدثة تجاويف تكون في البداية صغيرة غير مؤلمة و هي مكان مثالي لتكاثر الجراثيم وتكبر لتصل العاج (الطبقة المتوسطة من تاج السن) محدثة ألم عند تناول البارد والساخن، ثم إلى لب السن أين توجد الأوعية الدموية والأعصاب .
و في هذا الصدد فإن تسوس الأسنان مرض يصيب الأنسجة الصلبة من السن، ويستمر إلى الداخل محدثا التهابا، والذي لا يمكن الكشف عنه إلا عن طريق طبيب الأسنان.
و في ذات السياق إذا لم يعالج التسوس مبكرا فسينتج عنه آلام ومضاعفات لا يسكنها إلى قلع السن المصاب.
أما إذا ترك التسوس فقد يحدث تلفا في اللب مما يسبب التهابات كبيرة كالتهاب الغدد الليمفاوية والتهاب العظم والتهاب الجيوب الأنفية.
بالإضافة إلى رائحة الفم الكريهة حيث تنتج من تجمع الميكروبات نتيجة تخمر الفضلات، بحيث يصعب على المريض تنظيف فمه كالمعتاد.
للتذكير يمكننا علاج التسوس بشكلين أولهما علاج منزلي بسيط وذلك من خلال التنظيف المستمر للأسنان واستخدام الخيط الخاص بذلك ،أما العلاج الثاني فالذي يقوم به الطبيب، وهذا يعتمد على امتداد التسوس في السن نحو الجذور و ذلك من خلال إجراء عملية يتم فيها استئصال العصب، والأوعية الدموية، والأنسجة الأخرى مع الأجزاء المسوسة من السن المصاب .
و تجدر الإشارة إلى أن الدراسات الحديثة تعمل على تطوير تقنية العلاج والتي تقوم على منع تطور إصابة الأسنان بالتسوس.و تبقى دائما النظافة مطلوبة .