أكد خبراء في مجال تصميم المواقع الإلكترونية، أهمية هذه السوق خصوصاً بعد انتشارها بصورة مكثفة في دول العالم المتقدم والنامي، وبدت بوادر انتشارها بصورة متوافرة جداً في دولنا العربية التي مازالت - رغم هذه الوفرة - في حيز البداية مقارنة بدول أخرى تحتل فيها هذه السوق أهمية كبرى.
وقال الخبراء في تبرير لأسباب الضعف في هذا المجال، إن هناك العديد من العوامل التي حالت دون انتشار مثل هذه السوق بالصورة المقبولة، جاء في مقدمتها عدم وجود ثقافة كافية لدى المواطن العربي بأهمية هذه السوق، إضافة إلى عدم وجود كيانات قوية قادرة على المنافسة، والتي مازالت تقع تحت حيز مسمى الكيانات الصغيرة، إلى جانب تدني ثقافة التعاون بين تلك الشركات كأمر ضروري لتبادل الخبرات.
وبحسب تقرير نشره موقع "الرؤية الاقتصادية" الإلكتروني فإنه على الرغم من وجود أكثر من 250 شركة في هذا القطاع بالسوق المصرية تعمل باستثمارات تصل إلى أكثر من 30 مليون جنيه (5.5 مليون دولار)، على حد تقدير الخبراء، إلا أنها مازالت في بداية طريقها في نظر خبراء المجال، مؤكدين أن هناك تفاؤلاً بمستقبل هذا القطاع، خصوصاً في ظل الاهتمام الحكومي، والتحول من النظام الورقي إلى النظام الإلكتروني، الأمر الذي يتطلب وجود تقنية عالية لدى المصمم والمبرمج الذي يعمل بأحدث التقنيات، وأضاف الخبراء إن هناك تطوراً حاداً في مواقع أصبحت الآن مواقع ذات صفة عالمية.
وقال المهندس مجدي كمال خيرالله، رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات، إن سوق تصميم المواقع الإلكترونية تحتاج إلى رعاية حقيقية من قبل الدول العربية ورجال الأعمال، وأن هذه المجالات تدر عائداً كبيراً على أصحابها، كما أن العديد من المواقع الإلكترونية التي تم إطلاقها أخيراً في سوقنا العربية لاقت نجاحاً كبيراً لدى كبرى الشركات والمؤسسات العامة والخاصة.
بيئة محفزة
في الإطار ذاته طالب المهندس سامح نصير، مدير عام غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات، بضرورة تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة، لأن الشركات أو الكيانات الكبيرة لديها القدرة على استقدام مصممين ومبرمجين على مستوى عال ، أما الشركات المتوسطة والصغيرة فهي تتعامل في حدود إمكاناتها وهذه عقبة كبرى.
وشدد على ضرورة إيجاد بيئة دافعة ومحفزة لتنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات وتصميم المواقع الإلكترونية، مؤكداً أن هذه البيئة سيكون لها عامل مؤثر في تنظيم العائد، وتشجيع القدرة التنافسية لهذه الصناعة.
عنصر استثماري
في السياق نفسه طالب المهندس أحمد صبري، رئيس مجموعة عمل الإنترنت بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات، بضرورة إيجاد منافسة بين الشركات، وذلك من خلال إقامة المسابقات، على غرار مسابقة «أفضل المواقع الإلكترونية» التي تقيمها الأكاديمية المصرية لتصميم المواقع.
وأكد صبري ضرورة نشر ثقافة تكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى دعم مشاركة الشركات والمؤسسات العاملة في هذا المجال للبدء في تنفيذ مشاريع تجريبية والمساهمة في خلق عدد من التشريعات والقوانين اللازمة لدعم الإدارة الرشيدة من المخلفات الإلكترونية.
وطلب من رجال الأعمال والمستثمرين ضرورة النظر في هذا المجال كعنصر استثماري جيد نستطيع من خلاله إقامة كيانات ومؤسسات عملاقة وقوية قادرة على الاستدامة والتطوير، لكن ما هو موجود الآن من شركات لا يتعدى متوسط رأسمالها 1.5 مليون جنيه، يعد رقماً ليس كافياً مقارنة بالشركات العالمية الأخرى.