ذكرعلماء بريطانيون في دراسة حديثة أن الاختلاف الكبير في تكوين عظام الأطراف والجمجمة عند البشر قد يفتح الباب واسعا أمام إيجاد أدوية فعالة لمرض هشاشة العظام.
وفي هذا الصدد فقد تطرقوا إلى أن عظام الأذرع والسيقان تصاب بالضعف عند التقدم في السن بسبب التراجع في المجهود البدني الذي يبذله المرء في هذه المرحلة مقارنة بأيام الشباب.
ولاحظ العلماء أنه في حين أن عظام الأطراف تضعف مع التقدم في العمر إلا أن عظام الجمجمة تظل قوية وغير قابلة للكسر بسهولة.
وأرجع الباحثون في جامعة الملكة ماري في لندن ذلك إلى أن عظام الأطراف تختلف بكثير من الناحية الجينية عن عظام الجمجمة وذلك بعد فحوص أجروها على أجزاء من هيكلين عظميين وهم يأملون في أن يساعدهم ذلك على صنع أدوية للوقاية من كسور المعصم والورك عند التقدم في السن.
وفي هذا الشأن بين الدكتور سيمون رولنسون وهو محاضر في علم الأحياء بجامعة لندن قائلا” كان الناس يعتقدون في السابق أنه لا فرق بين عظام وأخرى… ولكن الأمر ليس كذلك إنها مختلفة جدا” واصفا الدراسة بأنها ” مثيرة للاهتمام لأنها تقول لنا لماذا تبقى جماجمنا صلبة إلى هذا الحد عندما نكبر مقارنة بعظام أذرعنا وسيقاننا وهذا قد يساعدنا على فهم مرض هشاشة وترقق العظام بشكل أفضل”.
وفي هذا الشأن خلص الباحثون بعد اكتشاف الفرق الكبير بين عظام الأطراف والجمجمة إلى أن تركيبها يختلف في مراحل الحياة المبكرة وربما يحدث ذلك في المرحلة التي تتكون فيها عظام الجمجمة في الرحم.
و تجدر الإشارة إلى أن الهيكل العظمى يتركب من 206 عظما موزعة بالتناظر على جانبي الجسم و تكون العظام على أشكال و أحجام مختلفة ، و يتألف الهيكل العظمى من
أ-الهيكل المحورى: و يشمل الجمجمة و العمود الفقري و القص و الأضلاع(القفص الصدرى) .
ب-الهيكل الطرفى: و يشمل حزام الكتف و الأطراف العليا و حزام الحوض و الأطراف السفلى.
وفي هذا الصدد نشير إلى تركيب العظام إذ لا يختلف التكوين النسيجي لأي عظم من عظام الإنسان عن غيره(عدا بعض الفروق في التكوين التي تلاحظ في بعض عظام الرأس).
كما يتركب العظم كيميائيا بصورة أساسية من نوعين من المواد العضوية بنسبة 35% و هي مادة بروتينية تعرف باسم العظمين(الكولاجين) و كذلك مادة شبه مخاطية تسمى (ميكول) تشبه الزلال تسيل من العظم في حالة الكسور ، و لها أهمية في مرونة العظم.
أما المواد غير العضوية فنسبتها 65% و أهمها الفوسفات و الكربونات و فلوريدات الكالسيوم و فوسفات المنغنيز و كلوريد الصوديوم(ملح الطعام) , لذا نرى ان أملاح الكالسيوم تشكل نسبة عالية من العظم و هي المسؤولة عن تصلبه و قلتها تسبب الكساح و لين العظام .
الجمجمة: و تشمل عظام القحف و الوجه و عظيمات الأذن الوسطى و يبلغ مجموع عظام الجمجمة (29) عظما تتوزع على مناطق الرأس المختلفة ،ولا يفوتنا أن نذكر بأن رأس المولود يمتاز بوجود فتحات و فسحات في عظام الجمجمة تسمى (اليافوخات) إذ تساعد هذه الأخيرة على تقلص رأس الصغير فتساعد على عملية الولادة.