بينت دراسة علمية حديثة أجراها فريق من الباحثين الأمريكيين بجامعة “ستانفورد” بولاية كاليفورنيا الأمريكية أن عدم تعرض الإنسان للأمراض المعدية يخفض من قدرة جهازه المناعي على مقاومة الأمراض الأخرى.
وفي هذا السياق أوضحت الدراسة أن الجهاز المناعي يحتاج إلى تدريب ليثبت فاعليته في الدفاع عن الجسم ومقاومة الأمراض الأخرى.
و أضافت أن فريق البحث قد برهن على ذلك بعد تجربة إدخال نوع من البكتيريا تعرف باسم “هيليكو باكتر بيلورى” في سرطان المعدة فوجد أنه لعبت دورا فعالا في حماية الإنسان من تعرضه لمرض السل.
في هذا الإطار تم التأكد من أن مقاومة الجهاز المناعي للسل لدى بعض القردة التي أجريت عليها الدراسة بسبب تعرضها لهذا النوع من البكتيريا كان أقوى بكثير من القردة السليمة التي لم تتم عليها الأبحاث .
للإشارة، المناعة هي قدرة الجسم الحي على مقاومة الأمراض بطرق مختلفة والقضاء على الميكروبات الدخيلة بسلسلة عمليات بيوكيميائية معقدة ، ويسمى العلم الذي يختص بهذا المجال بعلم المناعة Immunologie.
و نشير إلى أن الجهاز اللمفاوي في الجسم يعتبر من الخطوط الدفاعية أو المناعية الأولى، ومن آليات جهاز المناعة خاصية الالتهام أو البلعمة التي تقوم بها كريات الدم البيضاء في ابتلاع الميكروبات، أما الخاصية الأكثر تعقيدا فهي تكوين الأجسام المضادة ،لمقاومة الكائنات المهاجمة كالبيكتريا والفيروسات.
ويمكن تقوية بعض آليات جهاز المناعة عن طريق إعطاء اللقاحات والمصل المضاد منذ ولادة الإنسان.
كما نجد أنه من أكثر الأمراض المرتبطة بالمناعة، مرض نقص المناعة المكتسبة الذي يسمى الأيدز أو السيدا.
للتذكير تقسم المناعة إلى قسمين رئيسين:المناعة الطبيعية والمناعة المكتسبة.
المناعة الطبيعية: أو ما تسمى بالفطرية و تكون في النشأة الأولى، و تمثل خط الدفاع ضد كل دخيل إلى الجسم ، و تعتبر الحصانة وهي حواجز فطرية ،هذه الآليات المناعية فطرية تعيق مدخل وانتشار الأمراض ولكن نادرا ما يمكن منع المرض تماما.
المناعة المكتسبة: تمتاز بأنها ذات نطاق محدود، فتنفرد باستجابة دفاعية لنوع محدد من الميكروبات فتكون الاستجابة للغزاة في حالة تعرض الجهاز لهجوم ثاني أفضل من سابقتها في الهجوم الأول وحتى إن تعرض للهجوم بعد سنين، يدخل هذا في نطاق ذاكرة المناعة إذ تعمل الأجسام المضادة دور الدفاع عن الجسم .